الخليفة العباسي الوحيد الذي والدته بغدادية بنت بغدادي

طارق حرب
ان الخليفة العباسي الوحيد الذي ولد من ام بغدادية ابنة بغدادي لكون جميع خلفاء بني العباس الذين يبلغ عددهم ٣٧ خليفه حكموا بغداد من سنة١٤٥ هجرية حتى سنة ٦٥٦هجرية بدءاً من اول خليفة وهو ابو جعفر المنصور وانتهاء بالخليفة المستعصم من امهات غير بغداديات باستثناء الخليفة الامين وامه «زبيدة» والدها جعفر بن الخليفة المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد التي ولدت له الامين الخليفة العباسي الخامس وهو الخليفة العباسي الوحيد من والدة بغدادية وابوها جعفر بن المنصور باني بغداد وحتى ام زبيدة لم تكن بغدادية وانما هي جارية اسمها سلسل اخت الجارية الخيزران زوجة الخليفة هارون الرشيد ذلك ان الخليفة الاول المنصور والخليفة الثاني المهدي ولدا قبل تأسيس بغداد والخليفة الثالث والخليفة الرابع الهادي والرشيد امهما الجارية الخيزران حيث تزوجها المهدي واعتقها والخليفة الخامس الامين ابن البغدادية بنت البغدادي والخليفة السادس المأمون امه جارية اسمها مراجل كذلك الخلفاء الاخرين السيدة شغب ام الخليفة المقتدر والسيدة قبيحة ام الخليفة المعتز والسيدة مخارق ام الخليفة المستعين والسيدة قراطيس ام الخليفة الواثق والسيدة قرة العين ارجوان ام الخليفة المقتدي والسيدة زمرد خاتون ام الخليفة الناصر وحتى اخر خليفة امه السيدة هاجر حيث انتهت الخلافة العباسية بدخول المغول الى بغداد عام ٦٥٦ هجرية .
وهكذا فأن جميع امهات الخلفاء العباسيين غير بغداديات وان سكن بغداد لفترة لانهن غير بغداديات نسباً ذلك ان نسبهن قد يكون بلاد فارس او من الترك او من الروم او من الروس او من الجزيرة العربية اما زبيدة بنت جعفر بنت المنصور تزوجت من ابن عمها هارون بن المهدي بن المنصور وانجبت له الامين أي ان الاخوين جعفر والمهدي تزوجا من جاريتين اولهما سلسل التي ولدت زبيدة واختها الخيزرات التي ولدت الامين ويذكر مؤرخ بغداد الخطيب البغدادي ان الاسم الحقيقي لزبيدة هو امة العزيز وان جدها المنصور كان يرقصها وهي صغيرة فيقول لها انتي زبدة وانت زبيدة وغلب هذا اللقب على اسمها الاصلي بسبب ذلك بضاضتها وننظارتها وحسن بدنها وقد مات ابوها في حياة جدها المنصور ودفن عند قبر ريطة زوجة ابي العباس السفاح في مقابر قريش الكاظمية.
وتزوج الرشيد زبيدة عام ١٦٥ هجري منها وكانت لا تتمكن من الانجاب حتى تزوج الرشيد من الجارية مراجل والتي ولدت الخليفة المأمون وهنا ولدت زبيدة الخليفة الامين وتوفي الرشيد عام١٩٣ هجري فانتقلت الخلافة الى الامين واستمرت حياتها طيلة حياة ابنها حتى تم قتله من جيش اخيه المأمون وشاهدت الخليفة المامون خليفة بدلًا من ابنها المقتول وتوفيت عام ٢٠٤ هجرية حيث تم دفنها بالقرب من ابيها وابنها في مقابر قريش الكاظمية .
ومما يذكر عن زبيدة انها اعطت قائد جيش ابنها الذي هب لمقاتلة المأمون قيداً من الفضة لتقييد المأمون وقد كان السبب وراء مقتله انه خلع المامون من ولاية العهد وجعلها لابنه ويذكر بعض المؤرخين ان زبيدة وراء الطلب من الخليفة المأمون لاعادة اللون الاسود بدلا من اللون الاخضر الذي كان رداء جيش المامون الاخضر لفترة قليلة امر بها المأمون.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة