في حوار خاص ومفتوح مع «الصباح الجديد»:
في ساعة واحدة قام عناصر التنظيم بقتل أكثر من 400 رجل من أهالي قرية (كوجو) وقتل ما لا يقل عن 150 شخصا من أهالي قرية حردان وقتل 58 شخصا من عائلة واحدة في قرية «صولاخ»التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من مركز المدينة وخطف نساء تلك القرى جميعهن. ونقلهن الى الموصل وتلعفر والبعاج أما كبار السن والعجائز كان الشباب يحملونهم على ظهورهم لإيصالهم الى مناطق آمنة
ظفار اسماعيل
العراق بلد المكونات المتعددة التي عاش أهلها على ارضه في سلام وتآخ لدهور طويلة تبادلوا خلالها المحبة وتعاطوا مع بعضهم بسلام ، وبمناسبة حلول العام الايزيدي الجديد قبل مدة قصيرة ، وبرغم غياب الفرح عن طقوسه واحتفالاته بسبب مرارة الظلم والفقدان نهنئ اخوتنا الايزيديين ونشاركهم امانيهم بالعودة الى مدنهم مرفوعين الرأس بعد تحريرها من قبل الجيش العراقي الذي انضم له الكثيرون من الشباب الايزيدي ليشاركوا في طرد العصابات الإجرامية التي حلت كالغربان على ارض سنجار.
دامت العلاقة المتينة الاواصر بين أبناء الشعب الواحد واشتدت في أيام المحن والحروب الطويلة التي خاضها العراق فكان الايزيديون العراقيون جزءا لايتجزأ من احداثها هذا النسيج المترابط لم يعرف يوما معنى للطائفية او العنصرية او التكفير ولم يجور أي مكون على المكون الاخر بل على العكس فكثيرا ما عرف الايزيديون بطيبتهم وكرم ضيافتهم وكونهم شعبا مسالما لم يعتد يوما بأي شكل من الاشكال على جيرانه.
كل هذا لم يشفع ولم يردع النفوس الضعيفة ممن تعاونوا وتآمروا مع تنظيم داعش الإرهابي، ولم يثنهم عن استباحه الدم الايزيدي، والتجارة بالبشر واختطاف الأطفال وتحويلهم عن دين ابائهم لاستخدامهم في غزواتهم المشؤومة.
في حوار لجريدة الصباح الجديد التقينا مجموعة من الشباب تحدث عنهم (زياد حجي) شاب ايزيدي شارك في قتال الدواعش برفقة والده، يدرس في كلية القانون في محافظة دهوك حيث يعيش في الوقت الراهن في مخيم النزوح مع اهله وعشيرته، كان شاهدا على الغزو الداعشي واحد ابطال المقاومة ضده ،ليروي لنا ما حدث:
اسمي زياد حجي ابلغ من العمر 19عاماً، طالب في كلية الحقوق، كنت اعيش مع عائلتي في قرية كوهبل قبل غزو داعش، حيث عشنا حياة بسيطة بعيدا عن الصراعات ، وكنت امارس لعبة كرة القدم واحلم بأنهاء دراستي ولكن احلامي الان اختلفت عن قبل، فأصبح هدفي وحلمي بعد كل ما حل بأهلي ان اعمل حريصا على ايصال صوتهم ومعاناتهم الى الجهات الرسمية داخل العراق وخارجه ، هكذا تغيرت حياتي بين ليلة وضحاها من حياة بسيطة ممتلئة بالقناعة والامل الى حياة تملؤها المرارة والاحساس بالغبن.
احتلال المدينة
هاجم تنظيم داعش المدينة، بنحو مفاجئ ومخطط له مسبقا حيث رافقهم بعض جواسيسهم من سكان سنجار الذين خانوا أهلها وسكانها العزل وقتلوا، وسلبوا، ونهبوا، وارتكبوا أبشع أنواع المجازر الإنسانية، تحولت ضحكات الأطفال الى دموع وخوف وتلونت الأرض التي ازدانت بالزهور والخضرة بلون دماء الأبرياء الذين ذبحوا وقتلوا ومثل بهم من دون أي ذنب ، او جرم، تاجروا بالنساء في أسواق النخاسة، وكأي همجي استعبدوا الايزيديات واتخذوهن جواري ليشبعوا رغباتهم المريضة بأسم الدين، وتبادلوهن ويبيعوهن لبعضهم البعض بل وكثيرا ما كانت الايزيدية تهدى، من مجرم لأخر، اما الأطفال ،فمنهم من استغلهم كخدم ومنهم من درب وغسل دماغه ولقن بأفكار اجرامية تبعدة عن انسانيته، ليتحول الى اداة قتل تضحي بها العصابات الإجرامية ،لتحمي نفسها.
كل هذه الصور المخزية والمشينة وغيرها مرت على الشعب الايزيدي، لتتسبب بتحويل رجاله من بساطتهم وطيبتهم، الى مقاومين ومقاتلين اشداء وقساة، خاضوا معارك الدفاع عن ارضهم وعرضهم بإمكانياتهم البسيطة واسلحتهم المتواضعة، حتى الاستشهاد وحرروا الكثير من السبايا المختطفات .
للايزيديين الحصة الأكبر من التضحيات
هذه الفئة المسالمة، كان لها الحصة الأكبر من الظلم والقتل، وبرغم كل ذلك لم يلجأوا يوما الى الشكوى او التهجم، او التباكي على خسارتهم، ولم يطالبوا الا بأبسط حقوقهم وبرغم ذلك الموقف النبيل، لم يشعروا بالأنصاف ولم تكن كل تلك التضحيات كافية لنيل حقوقهم كأي مكون اخر برغم بساطتها وشرعيتها.
لم نسمع منهم تصريح، يمس بهيبة الوطن او اهله، كان عدوهم الأوحد ومازال هو التنظيم الإرهابي الذي دمر حياتهم، هو ومن تحالف معه.
قصه الغزو الداعشي
في ساعات الصباح الاولى من 3/8/2014 تقدمت آليات الدواعش من مدرعات وهمرات تحمل اسلحة متطورة نحو ناحية القحطانية الواقعة في جنوب جبل سنجار وقامت بتطويق مجمعي «كرزرك والجزيرة (سيبا شيخ خدر) ولكنهم اصطدموا بمقاومة شرسة من الاهالي الذين استبسلوا في الدفاع عن قراهم برغم الفارق الكبير بين ما يملكونه من اسلحة خفيفة مقارنة بما يملكه العدو الداعشي من اسلحة ثقيلة ومتطورة واستمر القتال لخمس ساعات متوالية تكبد فيها الدواعش خسائرً بالأرواح والمعدات، الامر الذي دفعهم للانسحاب والتراجع نحو قضاء (البعاج جنوبيَ سنجار) .
للخيانة دور كبير في سقوط المدينة:
كان لهم مخبروهم ممن كانوا يعيشون في سنجار من افراد بعض العشائر المتعاطفة مع الفكر الظلامي والتي أوصلت للدواعش بأن المقاومين قد نفدت ذخيرتهم، ولم بعد امامهم سوى الانسحاب اوالشهادة. ولولا هذه الخيانة، لانسحبت قواتهم لمدة قصيرة ، تتيح للمقاتلين فرصة التزود بالأسلحة، والامدادات، ولكن استمرار المعركة من دون توقف دفع فرسان (كرزرك) لاختيار الصمود حتى الشهادة.
وبعد ان بسط تنظيم داعش الارهابي سيطرته على مركز القضاء، شكل قادة الجبل مجاميع تمتد عبر امتداد جبل الصمود والتحق بهم الاف من المقاتلين الايزيديين، الذين لم يرضخوا لعصابات الاجرام، وكبدوهم الخسائر عند كل محاولة لاختراق المقاومة ومن هؤلاء القادة الشهيد (خيري شيخ خدر) الذي استبسل في قتال العدو هو ومجموعته البطلة في منطقة «سكينية»غربي الجبل والحق بهم خسائر كبيرة حتى استشهاده، بعد ان أطلق عليه الدواعش قذيفة هاون بعد حصولهم على معلومات تدل على مكان تواجده، من اتباعهم المخبرين، المتواطئين.
كذلك قائد المقاومة قاسم ششو، وابن اخيه حيدر ششو، فقد ردت مجموعتهم في (مزار شرف الدين) التي تعد رمز الديانة الايزيدية عشرات الهجمات الجبانة من العدو الهمجي بالمدرعات، والعجلات الملغمة ، ولكن الابطال هناك رفضوا الاستسلام، وعلى مقربة منهم كانت مجموعة القائد (بدل خلف) وعشيرته التي تصدت لهجمات عديدة وقطعت الطريق الواصل بين مركز القضاء وناحية الشمال (سنون) الذي يمر عبر الجبل والمعروف بطريق (اللوفات) عند مدخل «كرسي» ومنع داعش من الصعود للجبل في الموصل وتصدت هذه المجموعة لهجمتين بربريتين على مزار الشيخ حسن في منطقة (گابارة).
قام القائد (بدل خلف) مع مجموعته (التي كان من ضمن افرادها والدي الذي كان أحد مقاتلي الجبل وشارك في معظم معارك المقاومة) بتحرير قرية كإبارة الواقعة غربي الجبل كما كان للقائد (قاسم دربو والقائد خذر تعلة) الفضل في مسك الجبهة الجنوبية المطلة على مركز المدينة ومنع وصول الهجمات التي توالت الى الاماكن التي كانت العائلات تتحصن فيها من الدواعش ، كل هؤلاء القادة وغيرهم الذين التف حولهم الاف من الشباب والرجال وحتى النساء اللواتي استطعن الخلاص من السبي، استبسلوا في الدفاع عن المقدسات وعن الاهالي ولم يسمحوا لأي من البرابرة ان يطأ الجبل الا وقتل، كانوا امثلة رائعة في الإخلاص والشجاعة برغم قلة عددهم وضعف تسليحهم .
الايزيدون سطروا دروسا في التضحية
في الحروب وان كان لقوة السلاح دورها الاكبر الا ان للأيمان بعدالة القضية هي كلمة الفصل ، وهكذا ليشهد التاريخ بأن ابطال الجبل كانوا في طليعة من تسلحوا للقتال ضد أبشع عدو أنجبه التاريخ، برغم انه يعادل ضعف تعداد الأزديين بكل من أنضم له من القتلة المحليين والمجرمين حول العالم ويستمد قوته من دعم لا محدود من قبل، الدول الداعمة الإرهاب ، في حين ان ابطال الجبل لم يملكوا الا عزيمتهم وايمانهم رافعين شعار (النصر او الشهادة).
نحن الأزديين مكون اصيل من مكونات الشعب العراقي، تعرضنا عبر التاريخ لـ(74) حمله ابادة جماعية، اخرها على يد خوارج العصر، الدواعش عشنا على مر العصور، جنبا الى جنب مع جميع المكونات، التي يتألف منها الشعب العراقي الأصيل، تربطنا بهم علاقات وثيقة مبنية على الاخوة والاحترام المتبادل والامانة وحفظ الجيرة واحترام وصيانة اعراف وعادات الجميع، من دون تميز على اساس ديني او عرقي، ندافع عن بلدنا وارضنا ونفديه بأرواحنا، ولكننا نتألم ونستغرب خيانة وغدر جيراننا ،والعائلات التي كانت تعيش بيننا ،وسط احيائنا
لم نحظ بالدعم والمساندة التي كنا نأملها
لم نحظ بالدعم المفروض لمساعدتنا في الدفاع عن أنفسنا، او لإنقاذ المختطفات بل ولم يستنكر أي من رؤساء العشائر او النواب الممثلين للعشائر التي شاركت في الاعتداء علينا ولم نجد أي أحد منهم اهتم بتتبع وتسليم الجناة برغم انهم يعرفونهم، حيث ان البيوت التي كانت تحتجز بعضا من الايزيديات وتعاملهن كعبيد لم يطرق بابهم أحد، ولم يبلغوا عنهم، واختاروا الصمت والتستر على جرائمهم .
أحد الشيوخ من كبار السن الايزيديين أحب ان يعبر عما يجول بخاطره ليقول مع كل هذه السلوكيات التي تنم عن التجاهل والاستهتار بحياة وحقوق الطائفة العراقية الأصيلة، لم نهاجم أحدا ولم نعدد الأسماء والأماكن التي نعرفها جيدا ونحفظها عن ظهر قلب والتي استعبدت فيها نساءنا، واتخذن كجوار، وسلع تباع وتشترى، بكل وحشية، وكراهية .
احداث مؤلمة كنت شاهدا عليها
يعود الحقوقي زياد حجي لاستذكار مواقف حفرت في داخله أثارا لن تمحى عندما بدأ التنظيم المتطرف هجومه انتشرت حالة من الرعب والقلق بين الاهالي. وبعد ان بسط سيطرته بمعاونة الخونة المخبرين، قاموا بخطف الكثير من نسائنا الايزيديات وتم نقلهن الى تلعفر والموصل قبل ان يتم بيعن وتوزيعهن على عناصر داعش المجرمة ، وقتل ما استطاع قتله من الابرياء والمواطنين العزل بينما كانوا يحاولون الوصول الى الجبل ارتحلت اغلب العائلات من منازلها الى الجبل مذعورين ، نتيجة للقصف المدفعي الداعشي واطلاق النار بصورة عشوائية ، لقد كنت شاهدا على مجزرة مؤلمة ،كان لها اثرها الذي لن يزول، حيث كانت الجثث مرمية في كل مكان لا تجد من يواريها التراب, نساء حوامل قطعوا عرض الجبل يحملن اطفالهن وتلاحقهن رصاصات العدو الهمجي ،انتشر الرعب في صفوف الاطفال والنساء ،الاقدام تركض نحو مستقبل مجهول ولقد كنت على مقربةٍ من عجلة فارة تحمل عائلة يزيد عدد افرادها عن 30 شخصا تعرضت لحادث لن انساه طوال حياتي، ركضنا لمساعدتهم انا وابن عمتي ولكن الاوان كان قد فات ،ومعظم من كان على متن تلك العجلة من رجال ونساء واطفال قد لقوا حتفهم وتناثرت اشلاؤهم الممزوجة بالدماء والطين امام عيني .
حفروا فينا جراحا والاما لن تزول اثارها… ولكنهم لن يمحوا من تاريخ سنجار مواسم الافراح والاعياد، ولن تتحول سنجارنا، مدينة المحبة والسلام، الى مدينة مدمرة خربة سننهض ونعود وتعود مدينتنا لأزهارها المتفتحة وكرم أهلها المعروف عنهم ونمسح دموع صباياها المرفوعات الرأس ونضع على رؤوسهن اكاليلا من الفخر والاعتزاز.
المحررات من براثن داعش.
بعد طول معاناة خلال السنتين الماضيتين، والتي تعرضن فيها لأبشع أنواع الجرائم، من قبل عناصر التنظيم المتطرف، واعوانه، من تعذيب جسدي، ومعنوي وممارسة ابشع الأفعال، واكثرها دناءة ضدهن من اغتصاب وبيع لعدة مرات وبعد مناشدة الحكومة العراقية والمنظمات الدولية ومجلس الامن الدولي وكذلك حكومة الاقليم ومفاتحة بعض العشائر العربية الكريمة ولله الحمد تم تحرير ما يقارب (1500) امرأة ايزيدية مختطفة .
القصف الجوي ساعدنا في تحرير المختطفات
في أوقات القصف الجوي على مراكز تجمع الدواعش ولد حاله من الفوضى بين صفوفه، عندها تمكنت بعض المختطفات من الهرب بطرق واساليب شتى ، فمنهن من استطعن الهرب وحدهن، من دون مساعدة من أحد، ومشين سيرا على الاقدام لأيام متواصلة في اوقات الليل خوفا من ان يلقي القبض عليهن مجددا… ومنهن من تحررت بمساعدة وتعاون بعض الشرفاء من اهالي المناطق التي كان يتواجد فيها المختطفات. صورة الوضع المؤلم الذي مر به الناس عموماً العجائز وكبار السن
في ساعة واحدة قام عناصر التنظيم بقتل أكثر من 400 رجل من اهالي قرية (كوجو) وقتل ما لا يقل 150 شخصا من اهالي قرية حردان وقتل 58 شخصا من عائلة واحدة في قرية «صولاخ»التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من مركز المدينة وخطف نساء تلك القرى جميعهن. ونقلهن الى الموصل وتلعفر والبعاج اما كبار السن والعجائز كان الشباب يحملوهم على ظهورهم لإيصالهم الى مناطق آمنة اما الذين لم يتمكن الشباب الوصول اليهم وعجزهم عن الهرب لضعف قواهم البدنية وظنا منهم بان عناصر التنظيم لن يمسوهم بشيء لكبر سنهم ولعدم اهميتهم بالنسبة للدواعش ولكن عناصر التنظيم قاموا بقتلهم بلا رحمه بعد ان القوا القبض عليهم كالرجل المسن يوسف من اهالي مجمع (خانصور) الذي بقي في بيته ظنا منه بانهم لن يقتلوه ولكن مجموعة من عناصر التنظيم قاموا بقطع رأسه بنحو وحشي وبشع ،الامر الذي تكرر حدوثه مع العشرات من المسنين وكبار السن من الجنسين.. فهب الشباب لحمل السلاح والنزول الى القرى لتخليص ما يمكن تخليصه من النساء وكبار السن من بعض المناطق، حيث تمكنوا من انقاذ الكثير من المسنين وايصالهم الى الجبل ، اما من لم يتمكن من الهرب، كان مصير اغلبهم هو القتل .
شباب سنجار يوجهون رسالة الى العبادي عبر الصباح الجديد
ألي السيد حيدر العبادي المحترم رئيس وزراء العراق بلدنا وبلد اجدادنا ، نحن مجموعة من شباب سنجار حضرتك تعلم ماحل بنا من كارثة انسانية من اكبر الكوارث التي حلت مع حلول ظلمة التكفيريين واجرامهم ،لا يمكن لأي دين او طائفه تحملها وتحمل تمرير تبعاتها من دون حساب وتحقيق وتحري عن مسببيها ومن ساند وقدم التسهيلات لحدوثها ،خاصه واننا نراهم طلقاء دون حساب او عقاب نحن لا نتمنى ان نلجأ الى الأسلوب غير الوطني الذي يتمثل باللجوء الى غير اهل العراق وحكومتهم في احقاق الحق ونصره المظلوم ورفع الظلم والحيف الذي وقع علينا ، نحن قاومنا بكل ما اوتينا من قوه ، وقدره ،واشترينا الأسلحة التي قاومنا بها غزو ابشع منظمة ارهابية لوحدنا ، من دون مسانده، او عون ،نزفنا الدماء مرة حين تم غزونا من قبل مجموعه من الاوباش ذبحا وقتلا ومرة حين قاومنا واستبسلنا في الدفاع عن ارضنا حتى الموت .
سيدي رئيس الوزراء ، لم نكن يوما حواضن للدواعش ، ولم ينتم احد منا لأجرامهم ولم يساعدهم ولم نساعدهم اونتاجر معهم ولم نهبهم ارضنا ،بل قاتلناهم بكل ما اؤتينا من قوة واشترينا الأسلحة ،من اموالنا الخاصة، واستشهد أصدقاؤنا واعمامنا ورموزنا وهم يقاتلون برغم انهم يعرفون ان امكانياتهم البسيطة ستحول بينهم وبين النصر ولكنهم فضلوا الموت على الاستسلام ،،كأي عراقي شريف، وكأي مقاتل شجاع ،نزف وسينزف من اجل غسل اثار الاجرام والقبح ،من على ارض استبيحت ،نحن لم نتخل عن اخواتنا وامهاتنا، وجداتنا ،وحبيباتنا ،ورضينا لهم الموت ، والظلم ،بل تمت خيانتا وبيعنا من قبل حواضن داعش في المنطقة ، وانتم تعرفون هذا خير المعرفة ،ولم نخسر المعركة ، لأننا لم نقاتل وانما مات اصحابي واعمامي ، وهم يقاتلون ،بعد ان نفذت ذخيرتهم البسيطة . خسرنا معركتنا امام داعش لأننا لوحدنا لا من يدعمنا ولآمن يبكي على ماحل بنا ولآمن يرسل لنا الامدادات، قاتلنا من دون دعم، ارضي او جوي، ومن دون اسلحه استبسل مقاتلونا حتى اخر قطرة من دمائهم الزكية، وقررنا مواجهة الشر بأنفسنا لاجهه ترعانا ولا اسناد يقدم لنا، ولأسلحه تصلنا، ومع ذلك لم نتوقف عن القتال وتحرير نسائنا العراقيات الايزيديات، فكيف يكون المنتصر إذن ؟ استشهد منا رجال تنحني لبطولتهم الرؤوس ويفخر بهم أي عراقي كما يفخر بمقاتليه الاشداء من كل العراق، افلا يستحقون الذكر؟ افلا يستحقون من يمجد تضحياتهم ويستذكرها؟ نحن نريد ان يذكر شهداؤنا بفخر، فهذا اقل ما يستحقونه فعلا وان يعاملوا معامله الشهداء اسوه بأخوتهم من كل العراق، ويكرموا وتحفظ حقوقهم وحقوق ما تبقى من عائلاتهم كأي عراقي اخر ، فنحن على اهبه الاستعداد لبذل كل التضحيات لأرضنا وعراقنا ، فلماذا نشعر بالوحدة ، برغم اخلاصنا ووطنيتنا وانتمائنا ؟
كل مانامله من رئيس حكومتنا الذي عرف بعدله وبذله الجهود العظيمة لإصلاح واقع الحال على جميع الأصعدة وعرف عنه أيضا انسانيته ومساواته بين كل أبناء العراق، كل ما نطلبه منه هو احترام تضحياتنا وتقدير الألم الذي عشناه وما زلنا نعيشه نتيجة ذلك الظلم الذي حل علينا من دون ذنب منا.
رئيس الوزراء السيد العبادي نتمنى عليك المساندة في تحرير بقية المختطفات من براثن الارهاب الداعشي وتخليصهن مما يتعرضن له في كل يوم من جرائم بشعة وانقاذهن من الألم الذي طال عليهن احتماله، هذه امانه في عنقك وعنق كل وطني شريف. وان تقتص ممن كان محرضا ومساندا ومشاركا في عملية الخطف والحبس والاستعباد .
ومن اجل كل الدماء البريئة التي سالت نطالبك كعراقيين بفضح ومحاسبة كل من خاننا وتعاون مع العصابات الإجرامية وكان دليلهم لاستباحه ارضنا ودمنا وامهاتنا اللواتي هن أمهات لكل عراقي واخواتنا وجداتنا واجدادنا واخواننا.