ترامب يصل الرياض في أول زيارة خارجية له والملك سلمان على رأس مستقبليه

4 مشاهد أساسية للسياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط أبرزها كوسيط للسلام
متابعة الصباح الجديد:

وصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض في اول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني ، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المطار.
وحطت طائرة الرئاسة في مطار الملك خالد عند الساعة 09,50 بالتوقيت المحلي وتوقفت امام سجادة حمراء فرشت لاستقبال ترامب.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز في استقبال الرئيس الاميركي الذي نزل من الطائرة مع زوجته ميلانيا التي ارتدت سروالا اسود فضفاضا مع قميص أسود.
وعقد ترامب لقاء مع العاهل السعودي ومسؤولين آخرين في المملكة التي تبدي حماسة كبيرة لزيارة اعتبرتها «تاريخية».
وسيعقد ترامب اليوم الاحد اجتماعات مع قادة دول الخليج وسيلقي خطابا مرتقبا حول الاسلام امام رؤساء ومسؤولين من دول عربية ومسلمة.
والسعودية اول بلد خارجي يزوره ترامب منذ تسلمه منصبه، وتاتي الزيارة في بداية جولة تستمر لثمانية أيام وتشمل القدس ثم الفاتيكان.
واستضافت الرياض ثلاثة مؤتمرات قمة، امس السبت، واليوم الأحد، تحت عنوان «العزم يجمعنا»، «سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وعربية إسلامية أميركية». والقمم الثلاث، برؤية واحدة، وهي «سوياً نحقق النجاح» تستضيفها الرياض، لتأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء تحت شعار العزم يجمعنا. وستناقش ملفات مهمة على مدى يومين كاملين، أهمها مكافحة الإرهاب وسبل تعزيز العلاقات الدولية للتصدي له.
ويلتقي الرئيس ترامب، اليوم الأحد، قادة من العالمين العربي والإسلامي، وسيجدد خلال القمة تأكيد التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة والعالم، ويبحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف الدولي. وستركز القمة على قضايا الأمن والاستقرار وتؤكد من جديد على الحاجة الماسة إلى التعاون الوثيق والاعتدال، من أجل هزيمة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
ويرافق الرئيس ترامب في رحلته كل من السيدة الأولى ميلانيا ووفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، ورئيس الاستراتيجيين ستيف بانون، ورئيس طاقم الموظفين ريان بريبوس، ونائب مستشار الأمن القومي دينا حبيب باول، ومساعدا الرئيس غاري كوهن وستيفن ميللر، والمتحدث الصحافي شون سبايسر، وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
وكشفت الأوساط الدبلوماسية العربية والدولية في الأمم المتحدة، عن أهمية ومغزى زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية. ففي حديث صحافي من نيويورك الجمعة الماضية، أكد مدير مكتب فريق العمل لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، جهانغير خان على أهمية الزيارة، قائلاً «الأمين العام للأمم المتحدة وجميعنا هنا في المنظمة، نؤمن بأهمية تعزيز التعاون الدولي، خاصة فيما يتعلق بالأمور المحورية مثل مكافحة الإرهاب. فالفضل في هذه القمم الثلاث التي تعقد في الرياض، يعود لقادة الدول المجتمعة، للتعامل مع أبرز المخاطر التي تواجه مجتمعنا الدولي اليوم ألا وهي مكافحة الإرهاب».
وأما مندوب اليمن الدائم خالد اليماني، أشار إلى أهمية تلك الزيارة بالنسبة لمشروع حكومته لاستعادة الشرعية والدولة اليمنية. ورأى بعض السفراء في بدء الرئيس الأميركي لجولته بالمملكة رسالة تحمل في طياتها معان عميقة. ويرى الدبلوماسيون في الأمم المتحدة في زيارة الرئيس ترامب للمملكة وفي القمم الثلاث المنعقدة خلالها، صفحة جديدة من الحوار والتعاون بين الولايات المتحدة والمنطقة برمتها، ويجادلون بأنه من خلال الحوار والتعاون فقط، يمكن للطرفين حل القضايا الشائكة وتحقيق مصالح شعوبهم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، الجمعة الماضية، أن زيارة الرئيس ترامب الأولى للشرق الأوسط «ستساهم بشكل كبير في تحديد سياسات واشنطن المستقبلية تجاه دول المنطقة». وقالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أن تلك الزيارة بمثابه «رحلة تحديد مصير ترامب» ما يتطلب التركيز على 4 مشاهد رئيسية قد تكون أساس السياسات الأميركية المستقبلية تجاه الشرق الأوسط.

*خطاب ليس فيه مصطلح «الإرهاب الإسلامي»
ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، أن ترامب لن يستخدم مصطلح «الإرهاب الإسلامي» في الخطاب الذي سيلقيه اليوم الأحد، في العاصمة السعودية الرياض. وأوضحت المجلة، أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، نصح ترامب بتفادي استخدام هذا المصطلح، الذي كرره ترامب مرارًا خلال حملته الانتخابية «لما يمثل من إساءة للمسلمين»، على حد تعبير ماكماستر. ووفق شبكة «سي إن إن»، تم صياغة نص الخطاب المنتظر بعد جلسات استشارية مكثفة داخل البيت الأبيض، مع تولي ميللر المسؤولية الكبرى في صياغته.

*رجل لا يلتزم بنص
في تصريح أدلى به لـ»بوليتيكو»، قال تشارلز كوبشان، كبير مساعدي مجلس الأمن القومي لشؤون أوروبا في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إن «ترامب ليس رئيسًا يميل إلى اتباع النص». وأشار كوبشان إلى أنه في أي وقت قد يغيّر ترامب من مجرى حديثه «فعند لقاء دونالد ترامب بالرؤساء الأجانب، لا نعرف عادة بماذا سيتحدث». وأضاف أن «احتمال وقوع تغيير في مجرى حديث ترامب يكبر في الاجتماعات متعددة الأطراف».
*نجاح بارز للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي
رأى موقع «سي إن بي سي» الأميركي، أن اختيار ترامب السعودية لتكون محطته الخارجية الأولى «ما هو إلا نجاح ملحوظ لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان». ونقلت القناة التلفزيونية للموقع عن برنارد هايكل، الأكاديمي في جامعة برينستون، الجمعة الماضية، قوله إن «الأمير محمد بن سلمان، هو من دبر ورتب واتفق على كل هذا أي زيارة ترامب للسعودية وبرنامجها».

*وسيط للسلام
من المقرر أن تكون المحطة الثانية في جولة ترامب بالشرق الأوسط، إسرائيل، في زيارة وصفتها الصحافة الأميركية أنها «تعكس التباين بين إدارة ترامب وسلفه أوباما الذي لم تتضمن زيارته الأولى لدول الشرق الأوسط عام 2009 التوجه إلى تل أبيب». ووفق مجلة «بوليتيكو» سيكون التركيز خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل «على الدور الذي قد يلعبه في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني». ويصر ترامب على رغبته بـ»التوصل إلى اتفاق تاريخي بين الجانبين» بحسب «بوليتيكو».

* صفقة اسلحة تبلغ قيمتها 110 مليار دولار
وفي الشأن ذاته من المرتقب أن تبرم الإدارة الاميركية مع المملكة العربية السعودية، صفقة أسلحة تبلغ قيمتها 110 مليار دولار على مدى 10 سنوات، في إشارة الى تجديد التزام واشنطن بالأمن في الخليج العربي. ولهذه الصفقة دور بارز لكبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
فقد التقى كوشنر، وهو صهر الرئيس ترامب، بعد ظهر الأول من أيار، وفدًا رفيع المستوى من السعوديين في غرفة استقبال مذهبة مجاورة للبيت الأبيض، وألقى كلمة سريعة قال فيها: «فلننتهِ من هذا اليوم «.
وكان كوشنر يشير إلى صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار أميركي، تأمل الإدارة الأميركية ان تنتهي منها مع المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب لإعلانها خلال زيارة ترامب للمملكة في نهاية هذا الأسبوع. وناقش الجانبان قائمة تسوق تضم الطائرات والسفن والقنابل الموجهة بدقة. ثم أثار مسؤول أميركي فكرة قيام السعوديين بشراء نظام رادار متطور مصمم لإسقاط الصواريخ الباليستية.
وقال العديد من المسؤولين الإداريين إن التكلفة قد تكون مشكلة، وفقا لما ذكره العديد من المسؤولين الإداريين، وقد التقط كوشنر الهاتف واتصل بمارلين هيوسون الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» التي تصنِّع نظام الرادار، وسألها عما إذا كانت تستطيع خفض السعر. وقال مسؤولون إن هيوسون أخبرته أنه سينظر في الأمر، كما شاهد ضيوفه.
ويشكل تدخل كوشنر الشخصي في بيع الأسلحة دليلًا إضافيًا على استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستغناء عن العرف لصالح الصفقات غير الرسمية. كما يقدم نافذة حول كيف تأمل الإدارة الأميركية في تغيير موقف واشنطن في الشرق الأوسط، مؤكدا على استخدام القوة والمساومة على الدبلوماسية التقليدية.
وقال ديريك شوليت، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في عهد أوباما: «لدى الجانبين حافز لإشهار ذلك بكونه حقبة جديدة في التعاون الخليجي. وأرى أن هناك استمرارية إلى حد كبير في ذلك». وأضاف تشوليت إن ما تغير، هو أن العائلة السعودية تتعامل الآن مباشرة مع أحد أفراد عائلة ترامب. وقال «من الطبيعي جدا أن يجلسوا مع صهر الرئيس ويقومون بالاتفاق». وأضاف «أنها أكثر من طبيعية بالنسبة لهم من أي إدارة سابقة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة