بعد صراع طويل مع المرض
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اعلنت حركة التغيير رسمياً وفاة منسقها العام نوشيروان مصطفى امين عن عمر ناهز 73 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
واضاف المتحدث الرسمي باسم الحركة شورش حاجي ان المنسق العام للحركة توفي في الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة المصادف 19-5-2017 في منزله بمنطقة زه ركتة بعد عودته من رحلة علاجية استمرت لاكثر من عام قضاها في العاصمة البريطانية لندن.
واكد حاجي في تصريح تلفزيوني مقتضب ان حركة التغيير تؤكد بقاءها على النهج ذاته والطريق الاصلاحي الذي سلكه نوشيروان مصطفى، وفي حين عزى الشعب الكردي بهذا المصاب الجلل، اكد ان القضية الكردية قد فقدت بوفاة نوشيروان مصطفى احد اهم اركانها.
وكان المنسق العام لحركة التغيير قد عاد بطائرة خاصة من لندن الاسبوع المنصرم وسط تعتيم اعلامي، حيث ذكرت مصادر مقربة من الحركة، ان صحته شهدت تراجعاً خطيرًا ما منعه من الظهور في وسائل الاعلام او استقبال احد من الراغبين بالترحيب بعودته.
واعلنت الحركة ان جثمانه سيوارى الثرى في الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت 20-5-2017 خلال مراسيم خاصة تقام بهذه المناسبة الاليمة، في غضون ذلك تجمع عشرات الآلاف من المعزين امام منزل المنسق العام لحركة التغيير، الذي توفيت زوجته شعلة علي قبل شهرين.
ويعد نوشيروان مصطفى امين احد ابرز واهم السياسيين والمثقفين الكرد وهو كذلك من ابرز المناضلين الذين انخرط منذ نعومة اظافره ضمن حركة التحرر الكردية، ولد في محلة سرشقام بمحافظة السليمانية عام 1944، وكان الابن الأكبر لوالده مصطفى أمين، يتقن عدداً من اللغات من بينها الكردية (اللغة الأم) والعربية والفارسية والألمانية والإنجليزية، تزوج عام 1981 وله ثلاثة ابناء ولدان وبنت.
بدأ شوطه السياسي في أثناء دراسته في كلية العلوم السياسية، في بغداد والتحق حينها باتحاد طلبة كردستان، ثم بالحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة ملا مصطفى البارزاني، ثم تركه واسس مع مجموعة من الشباب الكرد المناضلين تنظيم «عصبة كادحي كردستان بعد الأزمة الداخليّة التي عصفت بالديمقراطي الكردستاني سنة 1966، واستقالة المكتب السياسي بزعامة إبراهيم أحمد وجلال طالباني، أصدر مجلة «زركاري» (التحرير) بداية السبعينيات، فحكمت السلطات العراقيّة عليه بالإعدام، ما اضطره للهرب إلى النمسا، والتحق بإحدى جامعاتها.
عاد إلى كردستان العراق بعد التوقيع على اتفاقيّة الجزائر بين شاه إيران وزعيم النظام المباد صدام حسين سنة 1975، وتراجع الحراك الكردي نتيجة قطع الشاه الإمدادات العسكريّة عن الكرد، اسهم في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 في سوريا الى جانب جلال طالباني وعادل مراد وفؤاد معصوم وعبد الرزاق عزيز وكمال فؤاد وعمر شيخ موس.
أصبح نائباً للامين العام للإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، ويعد من أبرز قيادات الاتحاد الوطني الذين عارضوا ووقفوا ضد سياسات الغريم الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني.
وعقب سقوط نظام صدام وانخراط الاتحاد الوطني الكردستاني في العمليّة السياسيّة ورئاسة الطالباني مجلس الحكم الانتقالي، تبنّى مصطفى توجّهاً إصلاحيّاً داخل الحزب، يطالب بالشفافيّة ومكافحة الفساد، وإعادة هيكلة مؤسسات الحزب.
اسس أواخر عام 2006 بعد ان أعلن استقالته من الاتحاد الوطني شركة وشه أي الكلمة، والتي اصدرت صحيفة اسبوعية باللغة الكردية، وانشأت موقعاً إلكترونياً بعنوان سبه ي أي الغد www.sbeiy.com. في بداية سنة 2009 اسس حركة التغيير (گۆڕان) ، و قاد نوشيروان مصطفى قائمة انتخابية منفصلة عن قوائم الأحزاب الأخرى في كردستان العراق والتي تمكنت بعد المشاركة في انتخابات برلمان كردستان عام 2009 من الحصول على 25 مقعداً برلمانياً من اصل 111 مقعداً، وبذلك أصبحت ثاني أكبر كتلة برلمانية وأصبحت أكبر قوة معارضة على مستوى اقليم كردستان.
رعى الى جانب صديقه التاريخي جلال طالباني العام الماضي 2016 توقيع اتفاق سياسي شامل بعد سنوات من الصراع مع الاتحاد الوطني الكردستاني، الا انه ونتيجة لمعارضة الحزب الديمقراطي الكردستاني لتفاصيل وبنود الاتفاقية التي عدها استهدافاً مباشرًا له، بقيت الاتفاقية حبرًا على ورق، وهو ما دفع بحركة التغيير واغلب قيادة الاتحاد الوطني الى الاعلان مرارًا التمسك بالاتفاق والعمل على تنفيذ بنوده.