رواية «باب الطباشير» لأحمد سعداوي.. هل يفتح باباً لعالم أرحب؟

حذام يوسف طاهر

باب الطباشير يفتح بابا للأمل، بأن هناك عالم أجمل أو ربما أوسع يمكن لنا أن نعيشه، الروائي أحمد السعداوي، يحاول من خلال كتابته لرواية باب الطباشير، أن يصنع عالماً مختلفاً، برغم إختلاف المعالم والملامح، الرواية صدرت عن منشورات دار الجمل، بطبعات عديدة، نفذت الطبعة الاولى من شارع المتنبي بعد ساعات من عرضها، وهذا كان بفضل فرقة من الاصدقاء، استنفروا جهودهم من اجل الترويج لهذا العمل، رواية باب الطباشير، تباينت في صفحاتها، فهناك صفحات كتبت بطريقة رصينة وناضجة، لاسيما مايتعلق بحبيبته ليلى، وبالصفحات الاولى وهو يكابر بدائرة ضيقة ( السجن)، ويتحدث مع نزلاء معه غير موجودين، ولاملامح لهم، لكنه يتحاور معهم كأنه يريد أن يثبت لنفسه أنه حي، بالمقابل هناك صفحات، حشرت حشراً مع الاحداث، وكان ممكن جدًا الاستغناء عنها، من دون التأثير على ثيمة الرواية، الروائي طرح نفسه كمحور أو قائد لمجموعة من المثقفين يتفقون على يوم للانتحار، لكنهم يتراجعون أخيرًا ولكل منهم أسبابه، فيصاب بالاحباط، لكنه يواصل حياته، مرة بقوة، ومرات بسخرية من الاحداث، ومما حوله، حاول السعداوي أن يوثق بعض الاحداث التاريخية للمواطن العراقي، لكنه شتتها بتنقلاته بين الحلم والواقع بطريقة مربكة للقارئ، الكاتب لم يوفق هذه المرة في إدارة دفة العمل، بصفحات تجاوزت (379)، كان يمكن له اختصارها، لتكون أقل من مئتي صفحة، في منتصف العمل هناك انفلات للاحداث وتشابك بها، يصعب على القارئ أن يلملم الاحداث بسهولة، وهذه مهمة الكاتب أن يشد القارئ اليه ولايفلته الى نهاية الاحداث.
أخيراً لابد من التذكير بأن الروائي أحمد سعداوي من مواليد بغداد عام 1973، عمل في العديد من الصحف والمجلات والمؤسسات الصحفية المحلية، وعمل مراسلاً للبي بي سي في بغداد 2005-2007. يعمل حالياً في إنتاج وكتابة الأفلام الوثائقية وأعداد البرامج التلفزيونية وكتابة السيناريو. عمل مراسلاً لوكالة (MICT) الألمانية ومقرها برلين. وينشر في صحف الصباح والصباح الجديد والمدى والمجلات الأسبوعية كالشبكة وتواصل وجميعها تصدر في بغداد. حاز على الجائزة الأولى في مهرجان الصحافة العراقية فرع الريبورتاج 2004.
من إصداراته الشعرية (الوثن الغازي، مجموعة، بغداد 1997 ، نجاة زائدة، مجموعة، بغداد 1999 ، عيد الاغنيات السيئة، مجموعة، مدريد، دار ألواح 2001 ، صورتي وأنا أحلم، مجموعة، بغداد 2002) ، كما صدر له عدد من الروايات (البلد الجميل، دار الشؤون الثقافية ببغداد 2004. فازت بالجائزة الأولى للرواية العربية بدبي 2005 ، إنه يحلم، أو يلعب، أو يموت، دار المدى، دمشق 2008، حازت على جائزة هاي فاستيفال البريطانية لأفضل 39 اديباً عربياً دون سن الاربعين. 2010 ، فرانكشتاين في بغداد،منشورات الجمل، بيروت 2013. الفائزة بجائزة البوكر العربية ، باب الطباشير، منشورات الجمل، بيروت 2017 ) ، وفي القصة صدر له (اللعب في الغرف المجاورة، مخطوطة، نشرت أغلب نصوصها في الصحف والدوريات العربية والعراقية، إضافة الى مطبوعات مشتركة (جروح في شجر النخيل، شهادات لمؤلفين عراقيين، دار الساقي، لندن 2007 ،المكان العراقي، نصوص لكتاب عراقيين، معهد الدراسات الإستراتيجية في بيروت 2008 ).
نشرت له أخبار الأدب المصرية ملفاً خاصاً عن كتابه « رأسي «، في عددها الأخير لعام 2000، والكتاب عبارة عن اربعين لوحة كاريكاتيرية عن علاقة الرأس بالجسد. تضمن الملف مقالات احتفائية لجملة من الكتاب المصريين مع 24 لوحة من الكتاب بما فيها لوحة غلاف العدد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة