“سينما” عرض مختبري ينتمي للكوميديا السوداء اليوم في المسرح الوطني

الصباح الجديد – عبد العليم البناء:
يواصل المخرج المسرحي كاظم نصار شوطه الإبداعي المتميز في فضاءات المسرح، بعروض متوالية، تميزت بجديتها وحداثتها، شكلا ومضمونا، ويؤشر هذا التميز في إطار مشروع مسرحي، عمل عليه بالتزام عال، ومتناغم، مع هموم وتطلعات الانسان العراقي، والاقتراب من محنته بخاصة بعد 2003، أسماه “الكباريه السياسي” يتسم بأسلوب الكوميديا السوداء.
ويتجدد هذا التوجه عبر مسرحيته الجديدة “سينما”، التي كتبها ويخرجها لحساب الفرقة الوطنية للتمثيل، في دائرة السينما والمسرح، ويلعب أدوارها الفنانون: إياد الطائي، وباسل شبيب، وعلاوي حسين، وزيدون داخل، وأزهار العسلي، وسينوغرافيا الدكتور جبار جودي، ودراماتورج سعد عزيز عبد الصاحب، وتعرض الساعة السادسة مساء اليوم الثلاثاء، الحادي عشر من شهر نيسان الجاري في المسرح الوطني.
المخرج كاظم نصار تحدث عن سبب توجهه لكتابة نص “سينما”، على غير عادته مع الاعمال التي أخرجها من قبل: ” في العادة أنا اتصدى لنصوص لمؤلفين عراقيين قريبين من المحنة العراقية، بخاصة بعد 2003، وهذه المرة اكتملت عندي فكرة النص والحاحها، فجربت الكتابة، وهي أصعب انواع الكتابة، لأنها تحتاج الى جو عام، وشخصيات، وحبكة، وعقدة، وربط الحدث، وصياغته، والى أي زاوية ينظر هذا النص وبؤرته”.
مضيفا: ” وبعد اكتمال النص، عرضته على مثقفين، وفنانين مسرحيين، عربا، وعراقيين، وكان الانطباع عنه إيجابيا مع بعض الملاحظات المهمة، التي عملت عليها بالبروفة، وهكذا تم الأمر. إذن هي محاولة في الكتابة لتثمر عرضا مختبريا، ينتمي الى الكوميديا السوداء، التي عملت عليها في عروضي السابقة”.
وعن الجديد فيها بدءً من العنوان، ومروراً بالمضمون، قال نصار: “عنوان النص يحمل مفارقة مستمدة من الذهن الجمعي، إذ أن غرابة ما يجري يشبه شريط سينما، أو برنامج كاميرا خفية، والفكرة ترتكز على أن فكرة الموت فكرة مقلقة، والأكثر قلقاً أن يتساوى الموت مع الحياة في واقعنا العراقي، بسبب ما مررنا به من كوارث، وحروب، وإرهاب”.
وأوضح أن: ” فكرة تساوي الموت مع الحياة ليست جديدة كما هي كل الأفكار، فهي ملقاة على الطريق، المهم عند المخرج كيفية معالجة الفكرة وشكلها، والزاوية التي ينظر اليها منها؟، أربع ميتات متعددة، وبأزمان متعددة، تلتقي في مقبرة، وتتحاور مع الأحياء عن كل ما يشغلنا في الوضع العراقي الراهن، هذا هو المضمون باختصار، ولا أريد أن أفسد بقية التفاصيل، وأتركها للعرض”.
مشيرا الى أن المعالجة الاخراجية، اعتمدت “على المونتاج النصي، والكوميديا السوداء، والقدرة على صناعة شخصيات متصارعة مع الفكرة والمعطى، أكثر من صراعها مع بعضها، فهم ضحايا بمقابل وضع كارثي، يريدون تلمس طريقهم فيه وسط الظلام. الاخراج توجه، وصنعة، وخيال، وقدرة على الامساك بالفكرة، والعين التي تمسك زاوية المشهد، أما الحركة، وصناعة المشهد، فهي تحصيل حاصل، ولا يجب الاستهانة بالولوج الى هذا السر المركب والصعب، من دون أسلحة كافية، وخبرة، وحساسية، ومخيلة متدفقة…”.
ويراهن نصار في “سينما” على كونها ” تجربة تأتي استكمالاً لعروضنا السابقة، ومزاج الكوميديا السوداء، وزاوية نظر مختلفة، سنجد مساحات فيها للابتكار، والمتعة، والاداء الجماعي، وهو ما أطمح أن نقدمه، ونمتع المتلقي به، ونرسل رسالتنا اليه”.
ويرى نصار أن الرسالة تتمثل في ” أن كل عرض هو رسالة إنذار، أو جرس للتحذير من مساوئ الراهن العراقي، على مستقبله وحاضره، فالإشارات التي تبث في العرض، ليست واعظة، وإنما ترسل على وفق صدمات أغلبها مفارقات، نحتاجها لتأشير ثيمات وظواهر تمترست في الراهن العراقي، إذ أن استمرار الواقع من دون تغيير، واصلاح، هو موت يتساوى مع الحياة، وما يحصل اليوم عبثي، وسريالي واقعي صادم، وغريب، ويجب علينا تأشير جزء من هذا في عروضنا”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة