الاعلام والفساد.. نقاط بحث

تحاط الرسالة الاعلامية حيال مكافحة الفساد بجملة من الملاحظات والمراجعات، وذلك بعد ان ظهرت حالات كثيرة عن تورط اقنية اعلامية في تغطية الفساد او ممارسة الفساد او التقصير المهني في محاربة الفساد، علماً ان الحاجة تبقى ماسة لقراءة موقف الاعلام والرسالة الاعلامية من ملفات اخرى لا تقل خطورة كالارهاب وحقوق الانسان والعدوان الخارجي، حيث قدمت اقنية اعلامية من الفضائيات والاذاعات والصحف والمواقع الالكترونية خدمات هائلة الى الجماعات الارهابية واساءت للحقوق المدنية بعد ان صارت ادوات للتشهير والابتزاز والتهديد وتصدير الاكاذيب وتغذية الكراهية واعمال الانتقام وغيرها، والغريب انه بدلا من ان تكون المهنية حصانة للالتزام بقيم الرسالة الاعلامية فانها استعملت للخداع في ابشع صوره، وكل ذلك بموازاة الاعلام الذي بقي راسخاً في نقطة المسؤولية في تبني الحريات والحقوق والسلام الاجتماعي والحقيقة والمعلومة النظيفة.
والحال فانه يمكن إجمال الموقف الاعلامي من ملف الفساد حصرًا بالتالي،
1- شكّل الاعلام احد اهم رافعات مكافحة الفساد وصار الفاسدون يخشون الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى اكثر من خشيتهم من السلطات وهيئات الرقابة وحتى من الرأي العام.
2على الرغم من الدور الخطير الذي لعبه الاعلام في مكافحة الفساد، إلا اننا نحتاج الى الإجابة عن السؤال التفصيلي: الى اي مدى قام الاعلام العرقي، بكل انواعه وولاءاته، باشاعة ثقافة النزاهة والشفافية، وما هي المعوقات امامه.
3-الحملة الاعلامية ضد الفساد اتسمت بعدم الانضباط، احياناً، وغياب روح المسؤولية وانتشار ظاهرة التشهير والابتزاز، احياناً أخرى.
4-اسهم الاعلام في حملته العشوائية ضد الفساد في تمريغ سمعة الوظيفة الحكومية بالوحل، بحيث شمل ذلك الموظفين غير الفاسدين من اصحاب الايادي النظيفة وعفاف النفس.
5- من النادر ان نجد فعالية اعلامية تسلط الضوء على امثلة ايجابية «نظيفة» من الموظفين او المسؤولين، وما اكثرهم، علماً ان مثل هذه الفعاليات تساعد على ترويج ثقافة النزاهة في المجتمع.
6- هناك اقنية اعلامية (وجماعات من الصحفيين والاعلامين) تقوم بابتزاز مسؤولين وموظفين تحوم حولهم شبهات الفساد وتبيع لهم سكوتها عن فسادهم لقاء رشى.
7-الفساد الاعلامي حقيقة ماثلة ويعرفها جميع الذين يتصلون بالبيئة الاعلامية عن قرب.. وهناك تمويل «فاسد» لبعض الوسائل الاعلامية ينبغي تسليط الضوء عليه.
8- ثقافة النزاهة والشفافية تحتاج الى وسائل علمية وسايكولوجية ومعرفية تدخل في (ومن) المنظومة الاعلامية الوطنية.
**********
شكسبير:
« للزنابق الفاسدة رائحة اشد فسادا».
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة