سيكولوجيا ..الخسارة !

قبل أنطلاق تصفيات كأس العالم بكرة القدم .. كتبنا وماكتبنا .. في مقرمشات سابقة عن مشاركة منتخباتنا الوطنية في البطولات والمسابقات الدولية والقارية ، وكنا ومازلنا ونبقى نؤكد في نهاية كل مقرمش لذيذ الى نقطة مهمة وتحذير لمن يهمه الأمر ..وهو أن الفرق والمنتخبات الوطنية اثبتت انها تفوز في المسابقات والبطولات ب “القدرة “.. لكن عليها ان تحذر في كل مرة ..لانه ليس في كل مرة تسلم الجرة !
هذا ماكان .. وهذا ما حصل فعلاً ..عندما وقعنا في المحظور .. وخرجنا من التصفيات “بخفي حنين ” !
البعض رمى بتبعات الخسارة على عاتق المدرب ..الذي تعامل مع المباريات بحسب أعتقادهم وفق نظرية ” خطة ..اللا خطة ” بحيث تاه بعض اللاعبين في الملعب وكانوا يجدون صعوبة في الحصول والاستحواذ على الكرة ، وأن المدرب العراقي يلعب على وتر .. أرتفاع الحالة المعنوية والغيرة الفطرية على حساب الجانب الفني والاعداد البدني والنفسي..!
البعض الآخر من الجمهور .. رمى بالتقصير على عاتق اتحاد الكرة الذي يبدو أنه أنشغل بترتيب حقائب السفر وحجوزات الطيران لاعضائه وفشله في اختيار المدرب المناسب في الوقت المناسب ، أضافة الى أخفاقاته المتكررة في أعداد المعسكرات الخارجية والمباريات الاعدادية والتجريبية ، أما البعض الأخر من الجمهور فقد رموا بالكرة في ساحة اللاعبين بحيث وصفوا شكل وطريقة لعب الفريق بانه كان باهتاً أي لاطعم ، ولا .. لون ولا.. رائحة له ” .. وان غالبية أعضاء المنتخب كانوا خارج نطاق التصفيات!
تعدد التبريرات والخسارة واحدة .. قاسية ..مؤلمة .. وهذا مايتكرر في كل بطولة نخسرها او نخرج منها مهزومين .
تاريخ كرة القدم العراقية حافلة بالانجازات والاخفاقات معاً .. فمن يعشق فرقها ويتابعها بشغف وبدافع الغريزة الوطنية والانتماء والبيئة والمجتمع والهواية.. فبالتاكيد أنه يصاب باحد الامراض المزمنة مثل “السكري” و”الكئابة” و”انفصام الشخصية” والعصبية القبلية !
أما تاريخ عمل الاتحادات وعلى مدى العقود الماضية فحدث ولا حرج ، والتجارب السابقة تؤكد انها كانت تعمل بعشوائية ومزاجية… وصراع وتكتلات مع انعدام التخطيط والتنظيم ، تتفاقم المشاكل دائماً قبل المشاركات الخارجية ، ان جاءوا بالمدرب الاجنبي تآمروا عليه .. وأبعدوه لانه لايقبل بالمجاملات والمحسوبية على حساب المنتخب .. وأن جاءوا بالمدرب المحلي عقدوا معه الصفقات لان كل عضو فيه يريد فرض لاعب او أكثرعلى تشكيلته اما بسبب صلة القرابة أو لمصالح أومنافع شخصية ، فضلا عن مرافقة “جوقة المطبلين ” لفرقنا الرياضية في حلها وترحالها .. ان فازت فرقنا الوطنية بقيادة المدرب المحلي ..قالوا هو الاقرب الى نفسية لاعبينا … وان خسروا قالوا العكس .. وان فازفريقنا بقيادة المدرب الاجنبي قالوا ..انها الخبرة العالمية ,أما أذا خسر في اول مباراة أنقلبوا عليه وطالبوا بالمدرب المحلي !
ولهذا غضب ” أبو توفيق الجايجي ” من طريقة لعب المنتخب الوطني ..وقال للزبائن الذين تجمعوا حوله لشرب الشاي :” والله لو آني مدرب الفريق جان لعبت بخطة اربعة اربعة أثنين ، وبدء أبو توفيق برسم الخطة المفترضة للمباراة التي خسرها منتخبنا …على احدى طاولات المقهى الخشبية حيث تجمع روادها من حوله للاطلاع على خطته الجهنمية وكيفية تنفيذها . وضع أبو توفيق “11” استكانا للشاي تمثل المنتخب الوطني ومثلها “11” أخرى من “الحامض” تمثل الفريق المنافس.. وما ان بدء بشرح خطة اللعب ..وأذا بجاره أبو احمد القصاب يعترض عليه ويقاطعه بغضب قائلاً :” يرحم والديك .. انت وين والتدريب وين …ابقى على الجاي والحامض احسنلك… تره يصير حالك مثل ذاك المدرب أبوخد مشمشة … خلانا ومشه !”

• ضوء
هناك من ينام على جراحاتنا ..وهناك من يرقص عليها!
عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة