د.عبدالخالق حسين
كاتب عراقي
بات معروفاً لدى القاصي والداني، وكل ذي عقل سليم، أن جميع منفذي ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة، بالسعودية، وبالمذهب الوهابي السعودي تحديداً. وقد كتبنا مع غيرنا، مئات المقالات عن الدور السعودي في الإرهاب، ومع ذلك تغض الدول الغربية النظر عن مملكة الشر، وتبرئ ساحتها من الإرهاب لا لشيء إلا لأنها تملك المال الوفير تستطيع به إسكات الحكومات والإعلام العالمي عن جرائمها.
أما الأدلة على دور السعودية في الإرهاب الدولي فهي كالتالي:
أولاً، 15 من 19 من الإرهابيين الذين نفذوا جريمة 11 سبتمبر 2001 في اميركا كانوا مواطنين سعوديين، ومؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن هو مواطن سعودي.
ثانياً، جميع المساجد والمدارس الدينية التي تنشر التعاليم الدينية والتطرف الديني على المذهب الوهابي، والتي تقدر بعشرات الألوف في باكستان ومصر وجميع مناطق العالم، تموَّلها المملكة العربية السعودية،
ثالثاً، صرح الجنرال ديفيد بترايوس، القائد العسكري العام السابق للقوات الدولية في العراق سابقاً، قبل سنوات أن 100% من الإنتحاريين الإرهابيين، و50% من الإرهابيين الأجانب في العراق هم من السعودية،
رابعاً، نشر السيد كورتين وينزر، السفير الاميركي الأسبق في كوستاريكا، بحثاً أكاديمياً، بعنوان: (السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية) ، قبل عشر سنوات، أكد فيه أن المملكة صرفت أكثر من 87 مليار دولار على نشر التطرف الوهابي في العالم خلال العشرين عاماً الماضية، وأن هذه التخصيصات المالية ازدادت كثيراً مع زيادة الثروات النفطية في السنوات الأخيرة. وفي بحث آخر أن السعودية صرفت على نشر التطرف خلال الثلاثين سنة الماضية ما يقدر بمائة مليار دولار.
خامساً، مازالت الحكومة السعودية تسمح لخطباء المساجد من مشايخ الوهابية في المملكة بنشر التحريض وثقافة الكراهية ضد اليهود والنصارى والشيعة، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، شاهد الفيديو في الهمش، وأستمع الي خطبة العيد من قبل إمام مكة، يدعو على الشيعة والشيوعية واليهود والنصارى: (اللهم مكن أخواننا المجاهدين من رقابهم). وما زال العالم يسأل من أين خرج الإرهاب ومن أين خرجت الطائفية؟.
سادساً، قانون (جاستا)، الذي أصدره البرلمان الاميركي بالغالبية العظمى من أعضاء مجلسيه (الكونغرس، والشيوخ) ضد الحكومة السعودية، والذي بموجبه منح الحق لذوي ضحايا جريمة 11 سبتمبر 2001، بمقاضاة السعودية.
سابعاً، وأخيراً، جاء هجوم لندن الأخير على البرلمان البريطاني يوم الأربعاء المصادف 22/3/2017، والذي قتل فيه أربعة أبرياء بينهم ضابط شرطة مسؤول عن حماية البرلمان طعناً بالسكين، مات منهم 3 على الفور والرابع مات في المستشفى بعد يوم، ومجموع القتلى 5 من ضمنهم الإرهابي نفسه على يد شرطي مسلح، كما وأصيب في الهجوم 50 شخصًا، 31 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات، واثنان في حالة خطيرة، وشرطيين ما يزالان في المستشفى، وهما يعانيان من «جروح بالغة الخطورة.»
لم يكن اختيار البرلمان البريطاني لهذا الهجوم الإرهابي مصادفة، بل جاء على وفق حسابات إسلامية وهابية بالغة التقدير، وهي أن البرلمان يحتل قلب لندن، ويمثل رمز الديمقراطية الغربية وقيمها الحضارية. وحسب الإسلام الوهابي، الديمقراطية كفر وإلحاد، لذلك جاء الهجوم على هذا الصرح العتيد تحدياً صارخاً من الإرهاب الوهابي المتوحش.
وقد تبين من سير التحقيقات الواسعة، أن المهاجم الإرهابي خالد مسعود، البالغ من العمر 52 عاما، وُلد في بريطانيا باسم (أدريان راسل أجاو) مسيحياً، وله سجل حافل باالجرائم الجنائية لم يكن من بينها جرائم إرهابية. ثم تحول مسلماً وغير اسمه إلى (خالد مسعود). والأهم في حياته، وتحويله إلى إرهابي، هو أن هذا الشخص قد عاش في السعودية وعمل فيها كمعلم في اللغة الإنجليزية لسبع سنوات. لا شك أن إقامته في السعودية وتغييره دينه إلى الإسلام الوهابي، لعب دوراً كبيراً في تحويله إلى إرهابي وحش، وذلك عن طريق شحنه بثقافة الكراهية ضد غير المسلمين، وبالأخص ضد اليهود والنصارى، وكذلك ضد المسلمين من غير الوهابيين.
يقول العالم، ستيفن وينبرغ (Steven Weinberg)، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء: (الناس الأخيار يفعلون الخير، والناس الأشرار يفعلون الشر، ولكن أن يقوم الأخيار بأفعال شريرة، فهذا يحتاج إلى عامل ديني).
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه هو: إلى متى تسكت الحكومات الغربية، وبالأخص اميركا وبريطانيا، عن جرائم السعودية، وتعرض شعوبها وشعوب العالم والحضارة البشرية إلى جرائم الإرهاب الوهابي المتوحش؟ وإلى متى تستطيع السعودية شراء سكوت هذه الحكومات بالمال الحرام؟
يقول مارتن لوثر كنغ: «المصيبة ليس في ظلم الأشرار، بل في صمت الأخيار .»
دور السعودية في (غزوة) البرلمان البريطاني
التعليقات مغلقة