شوارع الإقليم تفيض بملايين المحتفلين بأعياد نوروز
السليمانية ـ عباس كاريزي:
توشحت محافظات ومدن إقليم كردستان بالألوان الزاهية وعجت شوارعها بملايين المواطنين الذين تبادلوا التهاني والتبريكات، وخرجوا مرتدين الزي واللباس الكردي، واشعلوا النيران في قمم الجبال ابتهاجاً بحلول أعياد نوروز ورأس السنة الكردية.
رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وجه بهذه المناسبة رسالة الى المواطنين في اقليم كردستان دعاهم فيها الى مزيد من التحمل والصبر على المشاق وعدم التنازل عن حقهم الطبيعي في تقرير المصير.
واضاف بارزاني الذي اشعل بقاءه في منصب رئيس الاقليم برغم انقضاء مدة ولايته الثالثة خلافاً بين القوى الكردستانية، في برقية تهنئة الى شعب كردستان، « ان شعب كردستان الذي صمد وضحى في مراحل النضال الصعبة وحتى هزيمة وانكسار داعش يجب ان يجني ثمرة تضحياته، لذا ينبغي ان يصل شعب كردستان الى حقه في تقرير المصير وان تكون له حياته الخاصة لايتراجع عن تضحياته.
ويضيف بارزاني وفقاً لبيان عن رئاسة الاقليم تسلمت الصباح الجديد نسخة منه « وبهذه المناسبة ادعو جماهير كردستان الى ان يكون ايمانهم قوياً وان يكونوا اقوياء أمام أي مساعٍ للنيل من إيمانهم بانفسهم ويرسخ التبعية .
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد بعث يوم الأول من امس الاثنين برقية تهنئة الى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بمناسبة عيد نوروز.
جاء فيها «نقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة اطلالة أعياد نوروز، متمنين أن تحمل معها بشائر النصر النهائي على داعش، وان يعم الاستقرار والأمن والرفاه على ربوع وطننا العزيز، متمنين لكم دوام الصحة والعافية.
وفي حين أعلنت هيئة السياحة في الاقليم في بيان عن اكمالها التحضيرات المطلوبة لاستقبال السائحين القادمين من جميع مناطق العراق وخارج البلاد للاحتفال باعياد نورزر في مدن الاقليم، اقيمت في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك وكركوك برغم الازمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها الاقليم منذ اكثر من عامين، احتفالات وتجمعات جماهيرية حاشدة عزف النشيد الوطني الكردي (أي رقيب) واوقدت النيران في مشاعل كبيرة اعدت خصيصاً لهذا الغرض وسط الشوارع وقدمت خلالها فرق شابة عروضاً فنية ودبكات راقصة عكست عمق الحضارة والفلكلور الكردي وتنوعه في شتى أرجاء كردستان الأربعة.
ففي مدينة اربيل اقامت في متنزه شاندر تجمعاً جماهيرياً كبيراً حضره المسؤولون في حكومة الاقليم وممثلو البعثات الاجنبية ، اطلقت خلالها الفاً و600 بالون الى الهواء كرمز لعدد البيشمركة الذين استشهدوا في الحرب على داعش.
وفي جبال قنديل وعلى الرغم من القصف التركي المستمر للقرى والقصبات اصرت مديرية بلدية قنديل على اقامة العديد من النشاطات والفعاليات الفنية والتراثية احتفالا بقدوم أعياد نوروز.
وقال محمد حسن رئيس بلدية قنديل ان في الساعة 11 من صباح يوم 21 من شهر أذار ستقيم عدداً من الفعاليات والنشاطات سيتم خلالها اشعال شعلة نوروز.
يعد النوروز عند الكرد عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم يعطل الدوام في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم لعدة أيام، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوة الحداد، والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية التي تدخل هذا العام 2717 كردية، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو من الاعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريون، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الاسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، على وفق الأسطورة التي تصف إشعال النار كرمز للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.