لا يمكن ان يكتمل عيد المرأة من دون الرجل

عيد المرأة بعيون الرجال
بغداد – احلام يوسف:
حينما نتحدث عن المرأة، دائما ما تقفز الى اذهاننا جملة ان “المرأة نصف المجتمع”، لكن هذا النصف المكمّل للمجتمع، هل منحه النصف الآخر حقه ككيان مستقل؟ هل منحه المجتمع الحرية التي هي حق مكفول لها انسانيا وربانيا، لان الله لا يخلق عبيدا، بل خلق احرارا، هل اعترف المجتمع بحقها في اختيار كل تفاصيل حياتها، من العمل، الى الزواج واختيار الشريك، وحتى اختيار ما ترتديه، هل استطاعت بعد مرور كل هذه الاعوام ان تتمتع بحقها كانسان حر؟ في الاقل في بيتها، مع زوجها، واخيها، ووالديها.
في عيد المرأة آثرنا ان نتعرف على كيفية استقبال بعض النسوة لعيدهن وكيف كان استقبال شركائهن في الحياة لهذا اليوم.
عواطف عبد الرحمن موظفة في احدى دوائر الدولة تقول ان زوجها لأول مرة يهتم بالمناسبة، ويشتري لها هدية، وهي عبارة عن “حلق ذهب”: فرحت جدا بهديته ليس لقيمتها المادية، بل لقيمتها المعنوية الكبيرة بالنسبة الي، ولأول مرة هذا العام يهتم زوجي بعيد المرأة، ففي كل سنة كان يتهكم على من يهنئون نساءهم بعيدهن، بحجج دائما ما تكون واهية، لكني علمت اليوم مدى تأثير المجتمع، والصديق، والثقافة العامة، وقبلها المرونة في التفكير على شخصية الانسان. شكرا لكم، وشكرا لزوجي، وكل عام والمرأة برفقة الرجل بألف خير.
حذام يوسف شاعرة واعلامية تحدثت عن المرأة بنحو عام والعراقية على وجه الخصوص، حيث وجَدَت انها كائن اقوى بكثير من الرجل! ويبدو ان هذا الرأي صادم بعض الشيء، لكنها اوضحت قائلة: من خلال تجربتي الشخصية والعامة، وجدت ان المرأة تملك من القوة ما لا يمكن تصوره، فالمرأة حتى ببكائها قوية، وقد يكون البكاء هو اساس تخلصها من القهر المكبوت، والذي يتسبب بالأمراض والمشكلات النفسية، التي تضعف بعض الاحيان صاحبها، كل عام والمرأة العراقية بخير، ولا يمكن ان تكون بخير الا اذا سلّحت نفسها بالثقافة، والاصرار، والقوة لمواجهة كل فكر لا يتوافق مع كيانها الحر المستقل، لأنها تستحق ان تكون في الصدارة بكل نواحي الحياة جنبا الى جنب مع رفيق دربها، زوجها، واخوها، وصديقها، اما بالنسبة للهدية فقد وصلتني بعض الورود من عدد من الاصدقاء، شكرا لهم ولكم.
المخرج الاذاعي نؤاس الحر هنأ المرأة العراقية بعيدها وقال: لا أستطيع ان اصنف المرأة واقول انها نصف، او كل المجتمع، فبالمرأة والرجل يكون المجتمع كائنا واحدا ضمنيا، فهو لا يمكن ان يكون، او يكتمل الا بهما معا، بالنسبة لي فانا كل عام اهدي زوجتي ما أستطيع ان أسعدها به، واهدي اخواتي ايضا هدايا متواضعة، لأني اعرف ان كل نساء الكون يبحثن عن الاهتمام المتمثل باستذكار أي مناسبة تتعلق بهن، احيانا اكتفي بدعوة على وجبة غداء، او نزهة عائلية، فكل ذلك يعني أني لم انس المناسبة لأنها تهمني بقدر محبتي لها.
المرأة لا يمكن لها ان تكون امرأة الا بوجود الرجل، وعكس المعادلة ايضا صحيح، في عيدها لا يسعنا الا ان نقول كل عام والعراق بنسائه، ورجاله بألف خير، ونخص بالذكر الابطال الذين وضعوا ارواحهم على اكفّهم، واتجهوا الى ساحات القتال لمحاربة أشرس وأعنف تنظيم ارهابي، كي يضمنوا لنا جميعا حياة حرة كريمة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة