قدمتها باحثة من كلية التربية للعلوم الصرفة بجامعة البصرة
البصرة ـ سعدي علي السند:
قدمت طالبة الدراسات نهى أياد محمد العبيد في كلية التربية للعلوم الصرفة قسم الكيمياء بجامعة البصرة بحثها الموسوم (دراسة التأثير المخفض المضاد لفرط سكر الدم لمستخلصات نبات طبي عراقي ) .
وفي البدء أكدت نهى العبيد ، «يعد مرض السكر حالة اضطراب مزمنة ناتجة من عوامل شتى ، وراثية او فايروسية أو بيئية أو وظيفية ، وهو ليس مرضاً واحداً بل أمراض عد ة تصيب أعضاء الجسم عموماً وتشترك مع بعضها بعض بحالة فسيولوجية أساسية وهي ارتفاع مستوى سكر الكلوكوز Hyperglycemia في مصل الدم»
واضافت الباحثة «يمكن تصنيف داء السكر بحسب مسبباته إلى عدة أنواع إلا انه يوجد نوعان منها هما أكثر شيوعاً هما داء السكر النوع الأول (المعتمد على الأنسولين داء السكر النوع الثاني Diabetes Mellitus ( NIDDM) Type 2 ولكن تتشابه كل أنواع السكري في ان سببها هو عدم إنتاج كمية كافية من هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في البنكرياس ولكن أسباب عجز هذه الخلايا عن ذلك، تختلف باختلاف النوع ، فسبب عجز خلايا بيتا عن إفراز الأنسولين الكافي في النوع الأول يرجع إلى تدمير (مناعي ذاتي) لهذه الخلايا في البنكرياس، في حين يرجع هذا السبب في النوع الثاني إلى وجود مقاومة الأنسولين في الأنسجة التي يؤثر فيها، أي إن هذه الأنسجة لا تستجيب لمفعول الأنسولين مما يؤدي إلى الحاجة لكميات مرتفعة فوق المستوى الطبيعي للأنسولين فتظهر اعراض السكري عندما تعجز خلايا بيتا عن تلبية هذه الحاجة «
واوضحت العبيدي « أما الأعراض التي توحي بهذا المرض هي زيادة عدد مرات التبول (فرط التبول) بسبب ارتفاع الضغط التناضحي، زيادة الإحساس بالعطش (فرط العطش وتنتج عنها زيادة تناول السوائل لمحاولة تعويض زيادة التبول، زيادة الشهية للطعام فرط الجوع ، التعب الشديد والعام، تباطؤ شفاء الجروح، تغيّم الرؤية ). وتقل حدة هذه الأعراض إذا كان ارتفاع تركيز سكر الدم طفيفاً، أي إنه هناك تناسب طردي بين هذه الأعراض وسكر الدم» .
هرمون الأنسولين
وبينت العبيدي ان «الانسولين هرمون بروتيني يبلغ وزنه الجزيئي 6000 دالتون وهو متعدد الببتيد يتكون من 51 حامضاً أمينياً Am تتوزع على سلسلتين A و B تجمع بينها جسور من ثنائي الكبريت وتتكون السلسلة A من 21 حامضاً امينياً و تتكون السلسلة B من 30 حامضاً امينياً وهو موجود في معظم الكائنات الحية».
وزادت العبيدي بانه « يتم إنتاج الأنسولين في الجسم في البنكرياس، وتحديداً في جزء يسمى جزر لانكرهانز، في خلايا β على هيئة سلسلة ببتيدية متعددة مفردة مؤلفة من 48 حامضاً امينياً تعرف هذهِ السلسلة بالانسولين الاولي وهو الشكل غير الفعال للهرمون, ثم ينتقل إلى جهاز كولجي ويخزن بعد ذلك في حبيبات موجودة في جدار الخلية ثم يطرحه من الخلية وقبل تحرير الهرمون إلى المجرى الدموي يتم تحويل الأنسولين الأولي إلى الشكل الفعال بأزالة الببتيد المرتبط».
واضافت الباحثة «يتمثل فعل الأنسولين بتسهيل عمليات الانتقال المتعددة في الغشاء الخلوي مثل عملية انتقال سكر الكلوكوز والسكريات الأحادية والأحماض الامينية بواسطة مستقبلات والايونات خاصة بالأنسولين وكذلك في عملية تحويل سكر الكلوكوز إلى كولاجين و خزنه في الكبد وتحفيزعملية تحويل سكر الكلوكوز الى دهون وخزنها في الأنسجة الدهنية وبناء البروتينات ، في حال غياب الانسولين أو حدوث مشكلة في مستقبلات الأنسولين أدى ذلك الى تراكم الكلوكوز بالدم وعجز عن دخول الخلية التي تحتاجه كوقود وزاد منسوبه عن الطبيعي وظهر مرض السكر وما ينتج عنه من مضاعفات أخرى».
العلاج بالنباتات الطبية
وقالت العبيدي « درست الفعالية التخفيضية لمستوى سكر الدم لكثير من النباتات الطبية مثل نبات البصل والثوم ونبات الحلبة ومغلي شعيرات الذرة وبذور القرنابيط وأوراق القمح وأوراق الخيار وقد وجدت أنها تعمل على خفض مستوى سكر الكلوكوز في الدم «.
وختمت العبيدي بحثها بالقول «كذلك وجد ان مسحوق أوراق نبات الريحان لها تأثير ملحوظ في خفض مستوى سكر الكلوكوز في الدم عند أعطائه للجرذان الطبيعية والمصابة بفرط السكر كما أجريت العديد من الدراسات المحلية على عديد من النباتات تم تجربتها على الأرانب الطبيعية والمصابة بفرط السكر المحدث بواسطة الألوكسان الدم فمثلا وجد أن للمستخلص المائي لأوراق نبات المانجو تأثيراً ملحوظاً في خفض مستوى الكلوكوز في الدم اذ عُزل مركب قلويدي كان له السبب الأكبر في خفض سكر الكلوكوز في الدم».