ترامب – نتنياهو وفلسطين

من المؤكد ان الفلسطينيين كانوا يتوقعون الاسوأ من لقاء الرئيس ترامب برئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي، مسبوقاً بتقارير وتسريبات تفيد ان الاول سيفوّض الثاني التصرف بملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وربما، من زاوية ثانية، لم يكن احد من القادة الفلسطينيين من يتوقع ان يأتي خيرٌ للقضية الفلسطينية من عهد ترامب بالنظر الى الاشارات المسبقة التي اطلقها الرئيس الاميركي الجديد وتفصح عن ملامة للعرب والمسلمين، ومن الطبيعي (على خلفيات هذا التشوّش) ان يسقط المراقبون ورقة الضغط العربي على البيت الابيض لدفعه الى التدخل لمنع اسرائيل من مواصلة الاستيطان وسياسة القضم للاراضي الفلسطينية المحتلة.. فالعرب بين «كافر» بالإدارة الاميركية وخائف منها ومنبطح امامها.
وشاء المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو ان يفجر القنبلة الاولى بتعويم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بتخلي الادارة الاميركية عن «حل الدولتين» دولة فلسطينية واخرى اسرائيلية وهو الحل الذي يمثل سياسة اميركية وأوروبية استراتيجية وترك الامر لأتفاق طرفي الصراع، الاسرائيلي الاقوى والمحتل والمدعوم والفلسطسني المفكك والضعيف، لكنه بعد أربع وعشرين ساعة، أعلنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي، في محاولة لاحتواء ردود الافعال في اميركا والعالم، أن واشنطن تدعم «بكل تأكيد» حل الدولتين في النزاع بين الفلسطينيين واسرائيل لكنها تفكر في «بدائل» لاحراز تقدم من اجل تحقيق السلام.
أما السفير الذي عينه ترامب في إسرائيل، المحامي اليهودي الأميركي ديفيد فريدمان المثير للجدل بسبب مواقفه المتطرفة الداعمة للاستيطان والمعادية للفلسطينيين، فاعترف أمام مجلس الشيوخ الأميركي بأن «ليس لديه خيار أفضل» من حل الدولتين، إلا أنه أعرب عن «تشكيكه» بإمكانية حل النزاع بهذه الطريقة، كما ان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت عدّ ان موقف الولايات المتحدة من النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين «ملتبس جدًا ويثير القلق»..
والحال، من المؤكد ان الاسرائيليين سيستغلون تشرذم الساحة الفلسطينية وغياب «الموقف الوطني» الموحد, ووجود حكومتين فلسطينيتين على الارض، للمضي قدماً في سياسة الاستيطان والقضم، والاكثر من ذلك هو ضعف التأثير الفلسطيني على الموقف العربي، وهو مصدر قوة الفلسطينيين على الدوام.
الى ذلك فان الطريق امام «تطبيقات» ترامب الفلسطينية ليس كما يبدو سهلا، في ظل المعارضات المتصاعدة في اميركا واوروبا والعالم ليس حيال سياسته في الشرق الاوسط، بل وايضا حيال ملفات استراتيجية كثيرة.. ولا فائدة من تكراره القول»لن اتراجع.. انا اقوى مما تعتقدون»
************
اينشتاين
«الجنون هو أن تفعل الشيء ذاته مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً».

عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة