300 صورة فوتوغرافية توثّق رحلة الإيزيديين عبر التأريخ

بغداد- الصباح الجديد:
اقامت دائرة الثقافة والنشر الكردية معرضا للصور الفوتوغرافية مع ندوة حوارية بعنوان “الايزيدية عبر التاريخ.
وافتتح المعرض الذي ضم “300” صورة فوتوغرافية، تتعلق بفاجعة الايزيديين، مبينة البشاعة التي تعاملت بها عصابات داعش مع المكون الايزيدي. وقد حملت هذه الصور الكثير من القصص المأساوية، التي لم تكن من نسج الخيال، بل كانت خير دليل على بشاعة هذه الإبادة.
وألقى فوزي الاتروشي مدير عام الدار وكالة، والذي قام بافتتاح المعرض كلمة أكد من خلالها ان الدين أصبح عند البعض سلعة يتاجر بها، وآخر من تاجر بها داعش، الذي خلف كارثة سنجار، مستدركاً انه رب ضارة نافعة، فشريحة الكرد الايزيديين يعتلون المنابر السياسية، والدولية لأول مرة. وأضاف الاتروشي ان كل الاديان تضامنت معهم، مما جعل لهذه الديانة مكانة ربما كانت غائبة عن الذاكرة البشرية قبل هذه الفاجعة التي خلفها الإرهاب.
وتم عرض فيلم وثائقي بعنوان “الفرمان الأسود” جسد ما تعرض له الايزيديون في مناطقهم من إرهاب وتهجير. ثم بدأت الندوة بمحاضرة ألقاها الناشطان المدنيان وممثلا الملتقى الأيزيدي في بغداد جلال نوري، وخلدون سالم، تناولت تاريخ الايزيديين منذ الحقبة البابلية والسومرية، وما تعرضوا له من حملات إبادة شنت ضدهم على مر التاريخ، كما تناولوا الأعمال الإرهابية التي مارستها ضدهم عصابات داعش الإجرامية من قتل وسبي واغتصاب وتهجير .
وشهدت الندوة التي حظيت بتغطية إعلامية من قبل شتى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، حضور ممثلين عن الملتقى الايزيدي في بغداد، كما تخللتها مداخلات من قبل الحاضرين حول مأساة الايزيديين الذين تعرضوا لها مؤخرا على ايدي عصابات داعش التكفيرية.
يذكر ان اسم الإيزيديين يعني “عبدة الرب”، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم.
أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو “الدواسين”، وهو اشتقاق من اسم “ديوسيس” -أو أبرشية- المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية. كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعد شفهيا.
ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة بأن معتقد الإيزيدية المعقد له ارتباط بالديانة الزرادشتية المجوسية، بل وحتى عبادة الشمس. إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه وبالرغم من أن أضرحتهم غالبا ما تزين برمز الشمس، وأن مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة