برازيليا ـ أ ف ب:
واصل المنتخب الفرنسي زحفه نحو تكرار انجاز 1998 وبلغ الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل 2014، وذلك بفوزه الصعب على نظيره النيجيري 2-صفر الاثنين على ملعب “استاديو ماني غارينشا الوطني” في العاصمة برازيليا.
ويدين المنتخب الفرنسي بتخطي الدور الثاني بصيغته الحالية للمرة الرابعة من اصل اربع (1986 على حساب ايطاليا و1998 على حساب الباراغواي و2006 على حساب اسبانيا)، الى لاعب وسط يوفنتوس الايطالي بول بوغبا الذي منحه التقدم في الدقيقة 79 قبل ان يهديه قائد ابطال افريقيا جوزف يوبو الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع عن طريق الخطأ.
وبغض النظر عما سيحصل في ربع النهائي، فان الجمهور الفرنسي وضع خلفه دون شك “مهزلة” مونديال جنوب افريقيا 2010 حين ودع “الديوك” من الدور الاول وسط عصيان اللاعبين اعتراضا على استبعاد زميلهم نيكولا انيلكا عن المنتخب بسبب مشكلة مع المدرب ريمون دومينيك 2010.
وقد عانى فريق المدرب ديدييه ديشان للخروج فائزا امام ابطال افريقيا وقدم اداء مخالفا لما قدمه من مستوى مميز في مباراتيه الاوليين حين تغلب على هندوراس 3-صفر وسويسرا 5-2، بفضل ثلاثة اهداف من كريم بنزيمة الذي كان خلف هدفين اخرين، لكنه حقق المطلوب وحجز بطاقته الى ربع النهائي بعدما حسم مواجهته الاولى مع “النسور الممتازة” على الصعيد الرسمي (تواجها وديا مرة واحدة عام 2009 وفازت نيجيريا 1-صفر في سانت اتيان).
وتمني فرنسا النفس بان يقف التاريخ الى جانبها مجددا وذلك لان منتخب “الديوك” وصل على اقله الى الدور نصف النهائي في المناسبات الخمس الاخيرة التي تجاوز فيها الدور الاول، وذلك عام 1958 (حل ثالثا) و1982 (حل رابعا) و1986 (حل ثالثا) و1998 (توج باللقب) و2006 (وصل الى المباراة النهائية).
اما بالنسبة لنيجيريا، فكان منتخب “النسور الممتازة” يخوض الدور الثاني للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1994 و1998، لكنه فشل في ان يصبح رابع منتخب من القارة السمراء يصل الى الدور ربع النهائي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).
وكما كان متوقعا، افتقد المنتخب الفرنسي لجهود مدافع ليفربول الانكليزي مامادو ساكو الذي يعاني من اصابة في فخذه الايسر، وقد حل بدلا منه مدافع ارسنال الانكليزي لوران كوسييلني.
اما في المقدمة فاشرك ديشان مهاجم ارسنال اوليفييه جيرو الى جانب كريم بنزيمة، كما كانت الحال في مباراة الجولة الثانية من الدور الاول ضد سويسرا (5-2)، كما عاد الى التشكيلة الاساسية ماتيو ديبوشي وباتريس ايفرا بعد ان غابا عن لقاء الاكوادور (صفر-صفر) في المباراة السابقة.
وعاد ايضا الى التشكيلة الاساسية ماتيو فالبوينا بعد ان ارتاح في مباراة الاكوادور، كما حال يوهان كاباي الذي غاب عن اللقاء الاخير بسبب الايقاف، فيما فضل ديشان لاعب وسط يوفنتوس بوغبا على موسى سيسوكو.
اما بالنسبة لنيجيريا، فلم يجر المدرب ستيفن كيشي سوى تعديل واحد على التشكيلة التي خسرت المباراة الاخيرة ضد الارجنتين وتمثلت بمشاركة جناح تشلسي الانكليزي فيكتور موزس على حساب ميكايل باباتوندي الذي يعاني من كسر في معصم يده.
وخاض كيشي المباراة بمهاجم واحد هو ايمانيول ايمينيكي وبمؤازرة موزس واحمد موسى الذي سجل الهدفين ضد الارجنتين.
وكانت المباراة مميزة للقائد جوزف يوبو اذا خاض مباراته العاشرة في النهائيات واصبح صاحب الرقم القياسي النيجيري من حيث المشاركات في العرس الكروي العالمي، متفوقا على جاي جاي اوكوتشا.
وجاءت بداية المباراة لمصلحة نيجيريا حيث فرض بطل افريقيا سيطرته الميدانية دون ان يتمكن من تهديد مرمى هوغو لوريس، فيما سجل الفرنسيون فرصتهم الاولى في الدقيقة 15 عندما وصلت الكرة من بنزيمة الى جيرو الذي اطاح بها بجانب القائم الايمن لمرمى فينسينت اينياما.
ولم تكن حال تسديدة ايمينيكي اثر ركلة حرة في موقع مثالي لنيجيريا افضل من محاولة جيرو اذ اطاح بالكرة في المدرجات (17)، ثم اعتقد منتخب “النسور الممتازة” انه افتتح التسجيل اثر ركلة حرة نفذها موسى وصلت على اثرها الكرة الى ايمينيكي الذي سددها الى يمين لوريس، لكن الحكم الغى الهدف بداعي التسلل (19).
ورد الفرنسيون بفرصة خطيرة جدا اثر هجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة الى فالبوينا على الجهة اليمنى فتقدم بها ثم لعبها عرضية فتلقفها بوغبا “طائرة” لكن اينياما تعملق وانقذ فريقه (22).
ثم غابت الفرص عن المرميين في ظل غياب التركيز في التمريرات وانتهاء الكرة عند اقدام او رؤوس المدافعين في كل هجمات الطرفين حتى الدقيقة 40 عندما قام الفرنسيون بهجمة منسقة نادرة بدأها ماتويدي الذي مرر الكرة الى فالبوينا ليعكسها الاخير الى ديبشوي المندفع من الخلف فسددها قوية لكن محاولة مدافع نيوكاسل يونايتد الانكليزي مرت بجانب القائم الايسر.
وردت نيجيريا بفرصة اخطر من ايمينيكي الذي اطلق كرة صاروخية من حدود المنطقة لكن لوريس كان على الموعد ليحرمه من افتتاح التسجيل (44)، ويحافظ على نظافة شباك “الديوك” في الشوط الاول للمباراة الثانية عشرة على التوالي والتاسعة عشرة في اخر 20 مباراة.
وبدأ الشوط الثاني كما كانت حال الاول حيث فرض المنتخب النيجيري افضليته الميدانية قبل ان يتعرض لضربة باصابة اوغيني اونازي بالتواء في كاحله بعد تدخل قاس من ماتويدي، ما اضطر كيشي الى اجراء تبديل اضطراري بادخال روبن غابرييل مكان لاعب وسط لاتسيو الايطالي (59).
ومع مرور ساعة على بداية المباراة ودون اي تحسن في الاداء الفرنسي، احتكم ديشان الى لاعب وسط ريال سوسييداد الفرنسي انطوان غريزمان الذي دخل بدلا من جيرو بعد ان فشل الاخير بترك بصمته في المباراة (62)، ما جعل بنزيمة رأس الحربة الوحيد.
وكانت نيجيريا قريبة جدا من افتتاح التسجيل قبل ان يلمس غريزمان الكرة وذلك بتسديدة بعيدة صاروخية من اودموينغي، لكن لوريس تألق وانقذ “الديوك” (64).
ثم تحول الخطر الى الجهة المقابلة حيث حصل بنزيمة على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل بعدما تبادل الكرة مع غريزمان وانفرد باينياما الذي حاول اعتراض محاولة مهاجم ريال مدريد الاسباني لكن الكرة ارتدت منه وواصلت مسارها نحو المرمى قبل ان يتدخل موزس ليشتتها قبل ان تتهادى في الشباك (70).
وواصل رجال ديشان اندفاعهم وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل من فرصة مزدوجة بدأت من ركلة ركنية اخطأ الدفاع في التعامل معها فوصلت الكرة الى بنزيمة المتواجد على القائم الايسر فسددها لكن الدفاع تدخل وابعدها قبل ان تدخل الشباك لكنها وصلت الى كاباي الذي اطلقها صاروخية من خارج المنطقة لكن العارضة نابت عن اينياما وانقذت نيجيريا (77)، ثم اتبعها بنزيمة بكرة رأسية قوية ومن مسافة قريبة لكن حارس ليل تعملق وحرمه من هدفه الرابع (79).
واثمر الضغط الفرنسي بعد ثوان عن هدف الافتتاح وجاء اثر ركلة ركنية نفذها فالبوينا من الجهة اليسرى فاخطأ اينياما هذه المرة في اعتراضها بالشكل المناسب، فدفع الثمن غاليا لكن الكرة سقطت امام بوغبا الذي تابعها برأسه في الشباك الخالية (79).
وكاد غريزمان ان يوجه الضربة القاضية لابطال افريقيا عندما كسر مصيدة التسلل وتوغل في الجهة اليسرى قبل ان يطلق كرة صاروخية لكنه اصطدم بتألق اينياما (84) الذي انحنى مجددا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وهذه المرة بالنيران الصديقة بعد ان حول القائد يوبو الكرة في الشباك عن طريق الخطأ اثر عرضية من فالبوينا الى غريزمان.