د. علي شمخي
لاجدال في القبول بنتائج الانتخابات كماهي عليه دفعا للفتنة وتطلعا نحوالامام ..الشرعية جلبت الفائزين الى قبة البرلمان والاتهامات بالتزوير باتت خلف ظهور النخب والاحزاب ..ولربما أسهم الشحذ الاعلامي الكبير الذي سبق موعدالانتخابات ورافق عمليات العد والفرز في خلق اجواء من التشنج في رحاب الحرب الدعائية والاعلامية التي أسهم بها كل منافس …!! الان وقد افاض العراقيون بكلمتهم ونال من نال وودع آخرون ميدان المنافسة …بات لزاما على الصفوة والنخبة العراقية التي تؤتمن اليوم على مصير ومستقبل البلاد ان تكمل انجاز الاستحقاقات الوطنية بمعاضدة ومساندة الشرعية …ولعل العالم ينظر اليوم الى التجربة العراقية باعجاب وقلق في ان واحد الاعجاب بقدرة العراقيين على خوض تجربة ديمقراطية جديدة برغم المخاوف الكبيرة التي كانت تهدد اجراء الانتخابات في العراق في ظل اجواء عاصفة من الخلافات وفقدان الثقة بين مكونات الطيف العراقي الممثلة في الحكومة والبرلمان واستمرار النشاطات الارهابية في مدن العراق المختلفة والتشكيك بقدرته على مواجهة هذا الارهاب وخوض هذا الاستحقاق الوطني في آن واحد .. اما القلق الذي ينتاب اصدقاء العراق ويسري على العراقيين في الداخل فهو الاصرار على ان تكون الشرعية هي (المقص) الوحيد الذي سيفصل ويرسم معالم تشكيل الحكومة المقبلة من دون الالتفات لهواجس ومخاوف وتطلعات العراقيين نحو ترميم وتنقية ماعلق بالاداء التشريعي والتنفيذي في الدورة السابقة والتعنت في رفض اية مشاريع او مقترحات او افكار جديدة لتجديد واحياء ماكان ميتا وفقيرا وغير ذي جدوى فيما خطط له وجرى تنفيذه من قبل قادة المرحلة السابقة وبالتالي سيكون هذا الاصرار بمنزلة العقدة التي تمنع اية تطلعات وامنيات لملايين العراقيين بامكانية ضخ الحياة مجدداً في العملية السياسية التي اصابها الشلل في مفاصل عديدة كما ان الاصرار على الشرعية في حساب الارقام واضفاء حالة الكمية على حساب النوعية في معادلة تشكيل الحكومة وتعيين رئيس الوزراء والوزراء سيعيد العراقيين من جديد الى اطر المحاصصة والترضية على حساب الكفاءة والنزاهة وحينها لايمكن القول ابداً اننا سنكون في مرحلة جديدة واداء جديد ان الاهم من الشرعية بنظرنا هو الوطنية واعلاء مصالح الامة والنظر بميزان العدالة لكل الاستحقاقات والتطلعات التي تطرحها نخب واحزاب وكتل ممثلة للشعب العراقي …ونعتقد بأن العراقيين بتصويتهم وانجازهم لهذا الاستحقاق سلموا رسالة وامانة لقادة البلاد ورموزها مفادها اعملوا على تصميم وهندسة واخراج توليفة حكومية تحظى برضا العراقيين ولاتصنع التهميش والتناحر والفرقة بين ممثلي مكونات الطيف العراقي في البرلمان وفي الحكومة كي لايتكرر الدرس الماضي ..وكي نخرج من هذا المستنقع الذي علقت به مستحقات الشعب العراقي من خدمات وتطلعات والانتقال الى حياة افضل ..امامايريده ويخطط له من حصلوا على القدح المعلى في هذه الانتخابات بالجلوس والاكتفاء بانتظار الاخرين ممن حصلوا على اصوات اقل منهم لتقبيل يدهم للقبول بدخولهم في غرف تشكيل الحكومة فلن يجلب سوى المزيدمن هدر الوقت والمزيد من فقدان الثقة والاستمرار في طريق الخلافات الذي لانهاية له ونحن اليوم احوج مانكون لاختصار الجهد والمال والوقت لحسم هذه الخلافات والشروع بتشكيل حكومة قوية تحظى برضا الجميع وتقدم الاستحقاق الوطني على ماسواه …!!!