باحث في الشأن الاسلامي: ممثلو السنة يستغلون علمائهم سياسياً
بغداد – مؤيد نسيم:
على الرغم من تمسك الحكومة المحلية في الانبار بالمجمع الفقهي لكبار علماء العراق والذي مقره بالاعظمية، كمرجع ديني لأبناء المحافظة، لكن باحثاً في الشأن الإسلامي أكد عدم وجود شخصية دينية ملزمة على أهل السُنة، ورأى أن أسباباً سياسية تقف وراء هذا القرار، فضلاً عن قرب المجمع من الحزب الإسلامي المسيطر على مجلس المحافظة.
وأعلن رجل الدين السني البارز العلامة الشيخ عبد الملك السعدي مطلع الاسبوع الحالي “النفير العام
للدفاع عن مدينة الفلوجة بعد إعلان وزارة الدفاع البدء بعملية عسكرية لتحرير المدينة من عناصر تنظيم (داعش)، مؤكداً أن الواجب الشرعي يتطلب إمداد المرابطين بـ”المال والسلاح”، وفيما حذر أهالي صلاح الدين من “الصمت والهوان”.
في مقابل ذلك، قال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الانبار إن “أي فتوى تصدر من خارج الحدود لا نعتدّ بها وليس لها أي قيمة لدى أهالي محافظة الانبار”.
وأوضح العيساوي في تصريحات صحفية أن “مرجع أهالي الانبار هو المجمع الفقهي لكبار العلماء في جامع أبي حنيفة النعمان بمنطقة الأعظمية”، مشيرا إلى أن “المجمع مطلع على الأحداث الجارية في المحافظة”.
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت مطلع الشهر الحالي، عن “بدء عملية عسكرية واسعة ومباغتة» على أوكار تنظيمات (داعش) والقاعدة في الفلوجة، وفيما بينت أنها تمكنت من “قتل الكثير من العناصر المسلحة والاستيلاء على أسلحتهم وتدمير أوكارهم”، تعهدت بأنها ستكون “القوة الضاربة على
“رأس من تسول له نفسه الاعتداء» على العراقيين.
وفي مواجهة ذلك، يقول الباحث في الشأن الاسلامي يحيى الكبيسي إلى “الصباح الجديد” انه “لا توجد لدى السنة مرجعية لها إلزامية في الفتاوى على أبناء المذهب”.
وتابع الكبيسي أن “بعض الأطراف السياسية تحاول استخدام ما يصدره علماء الدين السنة لأغراض سياسية من خلال إيهام الشارع بأنها ملزمة”.
واستدل الكبيسي بـ “الترويج المتفاوت لفتاوى الشيخ السعدي أو محمد عياش او عبد الكريم زيدان او حارث الضاري، لكن هذه المساعي سوف تفشل”.
ويرى الكبيسي أن “قرار مجلس الانبار باعتبار أن المرجعية للمجمع الفقهي هو لأغراض سياسية كون ان ممثلي الأخير اغلبهم من الحزب الإسلامي الذي يسيطر على الحكومة المحلية في المحافظة”.
كما افاد الباحث في الشأن الإسلامي بان “حكومة الانبار تحاول إيصال رسائل بأنها مع الحلول الدبلوماسية التي تبناها المجمع الفقهي في ازمة الفلوجة وهم غير ملتزمون بما دعا إليه الشيخ السعدي من خلال إعلانه النفير العام”.
وأكد الكبيسي ان “مجلس الانبار تنصل في مرات عديدة عن فتاوى المجمع الفقهي الذي لا يعرف أعضاءه 99% من الشارع السني وهذا يثبت بأن الموقف الحالي سياسي بامتياز”.
يذكر ان الانبار ومركزها مدينة الرمادي،(110 كم غرب العاصمة بغداد)، تشهد منذ (الـ21 من كانون الأول 2013 المنصرم)، عمليات عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة المجاميع المسلحة والتنظيمات “الإرهابية” مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها، وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية