وداد إبراهيم
يجتهد الكثير من الشباب العراقيين للولوج إلى عالم المسرح، سواء من خلال النصوص، الأداء، أو الإخراج، لتقديم جيل مسرحي جديد يقتدي برواد المسرح العراقي الذين أثروا الساحة بأعمال حصدت الجوائز في المهرجانات العراقية والعربية. من بين هؤلاء الرواد جواد الأسدي، قاسم محمد، غائب طعمة فرمان، عادل كاظم، قاسم وعل، وشكري العقيدي، الذين أسسوا لمرحلة إبداعية مهمة في تاريخ المسرح العراقي.
الشاب أمير حيدر الشطري، واحد من هؤلاء الطموحين، حصد مؤخرًا الجائزة الثانية في التأليف المسرحي بمهرجان “فاطمة المعدول” للتأليف المسرحي، الذي أقيم في شرم الشيخ من 15 إلى 20 تشرين الثاني الماضي، عن نصه المسرحي “ألف ليلة وليلة و…”….”.
وفي حديثه لـ”الصباح الجديد”، قال الشطري:
“شاركت في المهرجان بدافع تعزيز حضوري على الساحة المسرحية العربية، خاصةً وأنه جزء من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي يُعد منصة تجمع نخبة من المبدعين العرب والدوليين. كان هدفي تقديم رؤيتي المسرحية لجمهور عربي واسع، واخترت هذه المسابقة لمكانتها في الوسط المسرحي العربي ولتوسيع آفاقي الإبداعية.وأضاف: “اخترت نصًا مستوحى من التراث العربي، وتحديدًا من قصة شهريار وشهرزاد، حيث أردت أن أتعامل مع “ألف ليلة وليلة” بأسلوب مسرحي جديد ومختلف يحمل بصمتي الخاصة. أجريت بحثًا دقيقًا لفهم التفاصيل التاريخية للقصة قبل البدء بالكتابة. التحدي الأكبر كان في إعادة طرح قصة معروفة بأسلوب مبتكر يرتقي لتوقعات لجنة التحكيم والجمهور”.
وأشار الشطري إلى أن نصه “ألف ليلة و…” يمثل محاولة لتفكيك قصة شهرزاد وشهريار، بعيدًا عن إعادة السرد التقليدي. “حاولت تقديم رؤية مسرحية حديثة تكسر حدود الحكايات القديمة وتعيد تشكيلها أمام الجمهور بشكل بصري وكتابي جديد. في هذا النص، عدت إلى الليلة الأولى بعد الألف، لأخلق حالة من الصراع النفسي والتجدد، حيث يصبح الحكي أداة لفتح مساحة تبادل عميقة بين العاشق والمخادعة”.
وختم الشطري حديثه بالقول: “أعتبر هذه المسرحية خطوة مهمة في مسيرتي، حيث أسعى لأن تكون الكتابة المسرحية مغايرة للواقع وتمتلك الجرأة لتقديم ما هو غير مألوف”.
“هذا التحدي دفعني للابتعاد عن التكرار والبحث عن أسلوب جديد في السرد المسرحي. أردت أن أُظهر شهريار وشهرزاد كرمزين للصراع النفسي المعاصر بين العقل والعاطفة، بين الحقيقة والخداع، وهو ما يجعل النص أكثر ارتباطًا بالواقع الحالي”.
وأكد الشطري أن تجربة المشاركة في هذا المهرجان كانت غنية على المستوى الشخصي والمهني، قائلاً: “التفاعل مع المسرحيين العرب والدوليين فتح لي آفاقًا جديدة وأتاح لي فرصة التعرف على أساليب وتقنيات مختلفة في الكتابة والإخراج. هذه التجارب تصقل الموهبة وتدفع الفنان إلى تقديم الأفضل دائمًا.”
واختتم الشطري حديثه بدعوة الشباب العراقي إلى مواصلة العمل والاجتهاد في المجال المسرحي، مشددًا على أن المسرح العراقي قادر على استعادة مكانته الريادية إذا ما توافرت الفرص والدعم اللازمين. “المسرح ليس مجرد خشبة وأداء، بل هو رسالة ثقافية وفكرية تعكس قضايا المجتمع وتساهم في بناء وعي جديد”.
مسرحي عراقي يحصد الجائزة الثانية للنصوص القصيرة في شرم الشيخ
التعليقات مغلقة