بغداد – الصباح الجديد
تُعد وزارة الخارجية العراقية من أعرق المؤسسات الحكومية في البلاد، حيث تفتخر بمسيرة دبلوماسية تمتد على مدى مئة عام، شهدت خلالها تحولات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ومنذ تأسيسها في عام 1924، كانت الوزارة في طليعة العمل على تعزيز سيادة العراق وحماية مصالحه، مما جعلها تلعب دوراً مهماً في مختلف المحافل السياسية والاقتصادية على الساحة العالمية.
اليوم تحتفل وزارة الخارجية العراقية بذكرى تأسيسها المئوية، وهي تنظر إلى مسيرتها الحافلة بالإنجازات والتحديات التي شكلت خارطة العلاقات الخارجية للعراق، وتواصل السعي لتعزيز دوره الفاعل على الساحة الدولية.
وقال وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي، هشام العلوي : إنه “منذ تأسيس وزارة الخارجية عام 1924، لعبت الدبلوماسية العراقية دوراً مهماً في الحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق المصالح العليا للعراق، في البدايات، تم ترسيم الحدود الجنوبية للعراق عبر معاهدة المحمرة عام 1922، وتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول العربية والأجنبية، فضلاً عن فتح قنصليات عراقية في الدول المجاورة، كما شهدت تلك الفترة إقامة علاقات دبلوماسية مع دول مثل إيران، تركيا، مصر، وبريطانيا”.
وأضاف، أن “وزارة الخارجية تتفاخر بعدد من الإنجازات البارزة التي تميز مسيرة الدبلوماسية العراقية على مدار قرن كامل، من أهم هذه الإنجازات كان دور العراق في دعم تأسيس جامعة الدول العربية، وانضمامه إلى الدول الموقعة على إعلان تأسيس منظمة الأمم المتحدة في عام 1945”.
وتابع، “في السنوات التي تلت عام 2003، استطاعت الوزارة أن تخرج العراق من العزلة الدولية التي فرضتها سياسات النظام المباد، وأن تستعيد مكانته في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المهمة الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، نجحت الوزارة في بذل جهود دبلوماسية مكثفة لإلغاء العقوبات المفروضة على العراق، وتوسيع شبكة العلاقات الثنائية مع الدول الكبرى”.
وأشار إلى، أنه “وفقاً لاستراتيجية وزارة الخارجية العراقية للأعوام 2023-2026 وبرنامجها الحكومي للفترة 2023-2025، تسعى الوزارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المجاورة والعربية والدول الأخرى، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما تهدف الوزارة إلى تنشيط دور العراق في المنظمات الإقليمية والدولية بهدف حفظ الأمن والسلم الدوليين”.
وبين أن “أحد المؤشرات البارزة على دور العراق المتزايد في الساحة الدولية هو انتخابه لرئاسة مجموعة الـ 77 والصين في الأمم المتحدة، فضلاً عن استضافة العراق للقمة العربية في بغداد في دورتها الـ43 خلال العام المقبل، كما فاز العراق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو (الدورة 2023-2027) وحصل على عضوية لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (2022-2028)”، موضحا أن “هذه النجاحات تعكس مكانة العراق في المجتمع الدولي، وتعزز من دوره القيادي في القضايا الإقليمية والدولية”.
وأوضح أن “وزارة الخارجية تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مثل الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والصين وفرنسا، كما تحافظ على علاقات قوية ومتميزة مع الدول الكبرى والصناعية، إضافة إلى تعزيز علاقاتها مع دول الجوار العربي وغير العربي”.
وأكد العلوي، أن “العراق أصبح طرفاً فاعلاً ومؤثراً على المستويين الإقليمي والدولي في العديد من الترتيبات والمؤتمرات والمنصات ذات البعد السياسي، والتي تهدف الى حل مشكلات وقضايا دول المنطقة وتعزيز الاستقرار الإقليمي، عبر طرح المبادرات التعاونية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، حيث تمثل ذلك في رعايته للجولات الأولى من الاجتماعات بين الوفدين السعودي والإيراني في بغداد، نظراً لعلاقاته الاستراتيجية مع الطرفين الإيراني والسعودي على حدٍ سواء، وإيماناً منه في أهمية إنهاء الخلافات والقطيعة بين البلديّن المسلميّن والانتقال نحو الاستقرار الإقليمي وتعزيزه بالتنمية والتكامل الاقتصادي”.
وبين، أن “وزارة الخارجية ترى أن مستقبل الدبلوماسية العراقية يحمل آفاقاً إيجابية، حيث يتوقع أن يستمر العراق في تطوير علاقات دبلوماسية متوازنة مبنية على المصالح المشتركة مع مختلف الدول”.
وأكد، أن “الوزارة تتمسك بمبدأ الحياد وتعمل على حل النزاعات عبر الحوار السلمي، من دون الانحياز لأي محور على حساب الآخر، هذا النهج يتماشى مع السياسة الخارجية للعراق التي تستند إلى المبادئ والقيم الواردة في الدستور العراقي لعام 2005”.