خبيرة: تعنت موسكو يُعيق استقرار العلاقات
الصباح الجديد ـ متابعة:
تصاعدت حدة الجدل في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مع الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن عدد الموظفين في بعثات البلدين، ما يؤشر إلى عدم إحراز تقدم في هذه القضية الحساسة رغم انعقاد قمة بين رئيسي البلدين وبدء “حوار استراتيجي” يُفترض أن يؤدي إلى استقرار في العلاقات الثنائية المتوترة.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، في مقابلة مع مجلة “ناشونال إنترست”، الاثنين الماضي، إن واشنطن أمرت 24 دبلوماسيا روسيا بمغادرة البلاد بحلول الثالث من سبتمبر. وجاءت الخطوة الأميركية بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة تسريح 182 موظفا محليا يعملون في بعثاتها الدبلوماسية في روسيا.
واتهم السفير الروسي الولايات المتحدة بأنها أصبحت “مثابرة ومبدعة في هذا المجال” من خلال تحديد مدة التأشيرات المخصصة للدبلوماسيين الروس بثلاث سنوات، قائلا إن الدبلوماسيين سيغادرون من دون أن يحل مكانهم أحد، “لأن واشنطن شدّدت فجأة إجراءات إصدار التأشيرات”.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، تصريحات السفير بأنها “غير دقيقة”، قائلا إن الروس كانوا يعلمون أن هذه التأشيرات ستنتهي بعد ثلاث سنوات، ومؤكدا أنهم كانوا أحرارا في التقدم بطلب لتمديدها.
وجدد برايس اتهام موسكو بأنها أجبرت الولايات المتحدة على طرد الموظفين الروس من بعثاتها الدبلوماسية في روسيا، بسبب حظر جديد للكرملين على استخدام موظفين روس أو من دول ثالثة، وقد جاء هذا الحظر ردا على عقوبات أميركية.
وقال برايس: “هذا مؤسف، لأن هذه الإجراءات لها تأثير سلبي على عمليات البعثة الأميركية في روسيا وعلى أمن موظفينا وكذلك على قدرتنا على إجراء تبادلات دبلوماسيّة مع الحكومة الروسية”.
كانت واشنطن قد فرضت، في أبريل الماضي، سلسلة عقوبات على روسيا، متهمة موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية والوقوف وراء هجمات إلكترونيّة.
وطردت واشنطن 10 دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة وفرضت على البنوك الأميركية قيودا تتعلق بشراء الديون الروسية. وردت روسيا بطرد 10 دبلوماسيين أميركيين، ووجهت تهديدات لصناديق ومنظمات غير حكومية تمولها واشنطن، ومنعت عددا من أفراد الإدارة الأميركية من دخول أراضيها.
واعتبرت آنا بورشفسكايا، المحللة المختصة بالشأن الروسي في معهد واشنطن، وزميلة “المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية” في حوار مع موقع “الحرة” أن الخطوة الأميركية الأخيرة “مهمة”، لكنها “غير معتادة وقد قام بها رؤساء أميركيون سابقون”.
سيصبح الرئيس، جو بايدن، الأربعاء، خامس رئيس أميركي يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى السلطة في روسيا عام 2000.
وقالت إنها تأتي في سياق “الصعوبات التي تواجه العلاقات بين البلدين منذ سنوات والمستمرة بسبب السلوك الروسي في العالم”.
كان الرئيسان الأميركي، جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، قد جلسا على طاولة واحدة في جنيف، في يونيو، في أول قمة بينهما، في محاولة لوضع أرضيات جديدة للتفاهم بعد أشهر من التوتر بسبب عمليات القرصنة الروسية وتسميم معارض روسي والتدخل في أوكرانيا والانتخابات الأميركية وقضايا أخرى.
ماذا قدّمت قمّة جنيف بين بايدن وبوتين للعلاقات الأميركية الروسية؟ وهل كان توقيتها مُبكراً جداً وغير ناضج سياسياً؟
واعتمد بايدن لهجة حازمة، منذ توليه منصبه بداية العام، حيال نظيره الروسي ووصفه قبل عدة أشهر بأنه “قاتل”، ثم جاء اللقاء في محاولة لتخفيف حدة الخلافات مع روسيا.
وفي اللقاء الذي وصفه بـ”الصريح”، أكد بايدن أنه تطرق لعدة قضايا بينها تسميم المعارض الروسي، ألكسي نافالني، ومعاهدة خفض الأسلحة والأمن السيبراني والملف السوري وملف إيران النووي وأوكرانيا وملفات أخرى. في المقابل اعتبر بوتين أن اجتماعه المباشر كان “بناء للغاية”.