الصباح الجديد ـ متابعة:
كشفت كوريا الشماليّة وجارتها الجنوبيّة امس الثلاثاء عن تحسّن مفاجئ في علاقتهما الثنائية مع إعلان عودة قنوات الاتّصال التي كانت مقطوعة بينهما منذ أكثر من عام، وتبادل الرسائل بين مسؤولين من البلدين.
ويعدّ الإعلان المفاجئ من الطرفين أول مؤشر إيجابي بعدما كانت المحادثات بين البلدين متعثّرة، منذ فشل 3 قمم عقدت عام 2018 في تحقيق أي تقارب دبلوماسي يذكر. وتزامن مع ذكرى انتهاء الحرب الكورية (1950-1953).
وأفاد الطرفان، اللذان يُعدان عملياً في حالة حرب، عن إعادة تشغيل قنوات الاتصال كافة صباح الثلاثاء وتبادلهما الرسائل منذ أبريل.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنه “وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القادة، اتخذ الشمال والجنوب إجراءً لإعادة تشغيل كل خطوط الاتصال بين الكوريتين”.
وأوردت أنهما “اتفقا على اتخاذ خطوة كبيرة نحو استعادة الثقة المتبادلة وتعزيز المصالحة”.
وتبادل قادة البلدين، وفق ما أعلنت الرئاسة الكوريّة الجنوبيّة في بيان الثلاثاء، رسائل شخصيّة منذ أبريل بهدف تحسين العلاقات الثنائية. وقررا أن إعادة تشغيل قنوات الاتصال سيشكل خطوة أولى مثمرة نحو استئناف العلاقات.
ويأتي استئناف العلاقات بعدما كانت المحادثات متوقّفة، بعد عامين من تعثّر ثلاث قمم بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن عام 2018.
قطعت بيونغ يانغ في شكل أحادي قنوات الاتصال كافة العسكرية والسياسية في يونيو 2020 بعد تنديدها بمنشورات مناهضة لها اتّهمت ناشطين في الجنوب بإرسالها إلى الشمال.
اتصال هاتفي
وأفادت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية عن اتصال هاتفي جمع الزعيمين امس الثلاثاء.
وقال مكتب مون إنهما “اتفقا أيضاً على استعادة الثقة المتبادلة بين الكوريتين في أقرب وقت ممكن والمضي قدماً في العلاقة مرة أخرى”.
وشكل رئيس كوريا الجنوبية أحد أبرز مهندسي التقارب بين الكوريتين عام 2018، والذي جرى في سياق أولمبياد بيونغ يانغ. وأدى ذلك إلى عقد أول قمة في التاريخ بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي.
وعُقد الاجتماع الأول بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية في يونيو 2018 في سنغافورة، وتبعه لقائين آخرين. وتوقّفت المحادثات بين الكوريتين والمفاوضات بشأن البرامج النووية والباليستية للشمال، بشكل عام، منذ الفشل الذريع لقمة كيم-ترامب في فبراير 2019 في هانوي.
وبعد أيام قليلة من تعليق العمل بقنوات الاتصال، دمّرت بيونغ يانغ مكتب التواصل الواقع على أراضيها.
منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في يناير، تبنّت بيونغ يانغ وواشنطن موقفاً حذراً للغاية، وتعهّد البيت الأبيض من جهته “بمقاربة متوازنة” و”براغماتية” عبر الطرق الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، وسط إقراره بأنّ المفاوضات مع بيونغ يانغ حول نزع السلاح النووي ستكون “صعبة للغاية”.
واقترح الممثل الخاص للولايات المتحدة الى كوريا الشمالية سونغ كيم في يونيو بلقاء ممثلين عن بيونغ يانغ “في أي مكان أو زمان من دون شروط مسبقة”.
ورجّح خبراء أن يكون استئناف الاتصالات بمثابة شكل من أشكال رد الزعيم الكوري الشمالي على الاقتراح الأميركي إزاء الحوار.
وقال الأستاذ يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة فرانس برس “يبدو أنّه قرّر أن السياسة الداخلية والخارجية في الشمال يمكن أن تستفيد من استعادة العلاقات بين الكوريتين”.
وأوضح أنه على رغم الجمود في المحادثات، شدد مون مراراً على أهمية استعادة العلاقات بين الكوريتين. وأضاف “ينبغي قراءة ذلك على أنه أول رد من كيم جونغ أون على سيول وواشنطن”.