الصباح الجديد ـ متابعة:
طلبت الولايات المتحدة وإيرلندا وبريطانيا عقد جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن تيغراي، الإقليم الإثيوبي الذي دخلت قوات المتمرّدين عاصمته ميكيلي، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية امس الاول الإثنين.
ورجّحت المصادر أن يعقد مجلس الأمن هذه الجلسة الطارئة يوم الجمعة المقبلة أي غداة تولّي فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر تموز ، علماً بأنّ تحديد جدول أعمال المجلس هو من مهمّة رئيسه الدوري.
ومنذ اندلع النزاع في تيغراي في مطلع تشرين الثاني لم ينجح الغرب يوماً في عقد جلسة عامة لمجلس الأمن حول الإقليم الواقع في شمال أثيوبيا ذلك أنّ الدول الأفريقية والصين وروسيا وأعضاء آخرين في المجلس يعتبرون هذه الأزمة شأناً أثيوبياً داخلياً.
وإذا لبّت فرنسا طلب حليفاتها الغربيات وحدّدت موعداً لهذه الجلسة العلنية، يمكن عندها لروسيا والصين وأعضاء آخرين في المجلس أن يطلبوا تصويتاً إجرائياً للبتّ في ما إذا كان هناك أساس لعقد الجلسة أم لا. وفي هذه الحال يجب أن يحصل التصويت الإجرائي قبل موعد الجلسة مباشرة، ويجب أن يوافق خلاله تسعة على الأقلّ من أعضاء المجلس الـ15 على عقد الجلسة العلنية.
وإذ وافقت تسع دول على الأقلّ على عقد هذه الجلسة، لا يمكن لأيّ من الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتّحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) استخدام حقّ الفيتو لإبطال نتيجة التصويت، وذلك خلافاً لما يحصل عند إصدار المجلس لقراراته.
وتعود آخر جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في تيغراي إلى 15 حزيران ، وقد عقدت يومها خلف أبواب موصدة على غرار سائر الجلسات التي عقدها المجلس منذ تشرين الثاني حول هذا النزاع.
وفي تلك الجلسة عارضت الصين، بحسب دبلوماسيين، إصدار بيان بشأن خطر امتداد المجاعة التي يعاني منها مئات الآلاف في تيغراي إلى أنحاء أخرى من أثيوبيا، في تحذير رفضته في حينه أديس أبابا بشدّة.
وأتى الطلب الثلاثي الأميركي-البريطاني-الإيرلندي بعيد إعلان أديس أبابا “وقف إطلاق نار من جانب واحد” في تيغراي، فيما دخل مقاتلون متمرّدون عاصمة الإقليم ميكيلي وسط احتفالات في الشوارع.
وبدأت الحرب في تيغراي في تشرين الثاني الماضي، عندما شنّ رئيس الوزراء آبيي أحمد هجوماً عسكرياً واسع النطاق على الإقليم لنزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم.
وأحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، برّر العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفدرالي لهجمات اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.
وعلى الرّغم من أنّ أحمد تعهّد انتهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنّ المعارك والانتهاكات لا تزال متواصلة في الإقليم تيغراي الذي بات يعاني من المجاعة.