أمضي وحيدا لـ عيسى حسن الياسري

متابعة الصباح:

صدر عن دار لارماتان الفرنسية مجموعة “أمضي وحيدا” للشاعر العراقي المقيم في كندا عيسى حسن الياسري، وهي مختارات شعرية ترجمها إلى الفرنسية الشاعر المغربي المقيم بفرنسا محمد ميلود غرافي، وقدم لها الشاعر الفرنسي الشهير لويس بورتولوم. 
ولد الشاعر والروائي عيسى حسن الياسري عام 1942 في قرية من قرى جنوب العراق، تقع على مقربة من مدينة الكميت في محافظة ميسان، أكمل دراسته الابتدائية ما بين مدرسة القرية ومدرسة الكميت. وأكمل دراسته المتوسطة ودار المعلمين في مدينة العمارة. عمل في التعليم والإذاعة والصحافة الأدبية ”وكتابة العرائض. 
وقد صدرت له ست مجموعات شعرية في العراق ما بين 1973 – 1996. ومجموعتان شعريتان ما بين القاهرة وعمان، كما صدرت اعماله الشعرية عن – المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت – ما بين عامي  2017 – 2021. الشاعر حائز على – جائزة الكلمة الحرة العالمية – التي منحها له مهرجان الشعر العالمي الذي أقيم في – روتردام عاصمة الثقافة الهولندية – عام 2002.
ترجمت معظم مجموعاته الشعرية للغات الإنجليزية والاسبانية والفرنسية والسويدية. كما تُرجِمَتْ له قصائد كثيرة  إلى اللغات الصينية  والهولندية  والكتالانية والسريانية والكردية والألمانية وغيرها من لغات العالم.
غادر الشاعر الياسري بلده العراق خريف عام 1998. حيث أقام في الأردن مدة عامين ونصف العام، ثم وصل إلى كندا  مطلع عام 2001 و لا يزال يقيم في مونتريال حتى الآن. يقول عنه الشاعر الفرنسي لويس بورتولوم في مقدمته :
“إن مجموعة – أمضي وحيدا – للشاعر عيسى حسن الياسري سفر غنائي نحو نهاية رجل يستعد لعبور ظلمة نافذته التي لا يلمسها  القمر. إنها قصيدة طويلة تساعدنا على التفكير والتأمل في مسارنا الخاص، والإمساك بمصائرنا. إن عيسى حسن الياسري يمنحنا هنا للقراءة .. وفي أبهى تجليه .. أجمل نشيد ”للأوز العراقي” على الاطلاق”.
كما أن ّمجلة الشعر الفرنسي” الروح المتمردة” التي تصدر عددا واحدا كل عام، احتفت بالشاعر الياسري في عددها رقم 26 الذي صدر في سبتمبر/أيلول 2020، حيث خصصت له ملفا غطى سبع صفحات منها، أعد الملف وأشرف عليه  الشاعر بورتولوم نفسه . 
وقد حظي الشاعر العراقي الياسري باهتمام وانتباه غربي في السنتين الأخيرتين، إذ ترجمت روايته «أيام قرية المحسنة»، عن دار Verbum  ترجمة: نووَمي فييرو. وكانت الرواية قد صدرت طبعتها العربية الأولى عام 2003، عن «دار الشؤون الثقافية»، وطبعتها الثانية عن «دار فضاءات الأردنية» عام 2011.
يذكر أن الشاعر العراقي كان قد اشتغل على الرواية لمدة ستة أعوام، وهي تتناول فترة شديدة الحساسية وقعت أحداثها في جنوب العراق، في إحدى القرى، التي تدور داخلها نزاعات وخلافات عشائرية. 
وقد سبق للشاعر العراقي أن صدر له كتابان شعريان مترجمان إلى الإسبانية، في مدريد الأول بعنوان: «صلاة بدائية من أجل أوروك» (ترجمة الأديب أجناسيو جونتريت تيران-2019)، والثاني «كاتدرائية بغداد» (ترجمة فوزية القادري وليلى فاضل وحسن عيسى الياسري) وبمراجعة وتقديم د.عبدالهادي سعدون.
كما حظي كتابه الشعري «أغاني الغروب» بترجمة فرنسية (دار لارماتان) عام 2018 (ترجمة منية بوليلة).
وكان قد سبق للشاعر المغربي محمد ميلود غرافي أن ترجم إلى الفرنسية مجموعات للشاعر المصري أحمد الشهاوي، والشاعر المغربي محمد أحمد بنيس، والشاعر السعودي علي الحازمي. 
من قصائد الديوان:
(1)
أيتها الذهبية مثل القمح
الخضراء كحقول الرز
والهادئة كنهر هادئ
لقد دهمتك الشيخوخة .. وهرمت سريعا
(2)
قراك القصبية تنقرض كسلالات نادرة
ورائحة القهوة ما عادت تنبعث من أثوابك
(3)
اثنان فجعت بهما
أنت …, وشيء يقال له الشعر
لقد حسبتكما رسولين يريدان خلاصي
(4)
ماذا لو قلت لأطفالك
أن يقفوا عند جميع الأبواب عدا باب الحلم؟
(5)
لن ينقذني أحد
وها أنذا آهرب .. وأعود .. وأهرب ثانية
(6)
في اليوم .. ألعنك .. وأبكيك أكثر من مرة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة