خسائر بشرية في أحدث قتال بينهما
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
وصل حدة التوتر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني ال PKK الى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة، بعد ان فشلت جهود الوساطة من احتواء التشنج الخطير الذي تشهدة العلاقة بين الجانبين.
حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال قنديل في اقليم كردستان ملاذا له ويخوض قتالاً شرساَ منذ عام 1984 ضد الدولة التركية، يتهم الحزب الديمقراطي بالتعاون مع الجيش التركي للقضاء على الثورة الكردية في كردستان تركيا، بينما يتهم الحزب الديمقراطي الPKK بان عملياته ضد الجيش التركي خلقت مشاكل مع تركيا، كان الاقليم في غنى عنها، وان استمرار الاعتداءات التركية على اراضي الاقليم، يأتي جراء تواجد حزب العمال الكردستاني على اراضيه.
في احدث تصعيد للتوتر الذي ينذر باندلاع حرب كردية كردية، أدى هجوم شنه مسلحو حزب العمال الكردستاني PKK في وقت متأخر من ليلة الاحد الماضي، على قوات البيشمركة في نقطة تفتيش شمال محافظة دهوك الى استشهاد ضابط برتبة ملازم اول في قوات البيشمركة.
ووقع الهجوم في قرية ديرشي التابعة لقضاء “العمادية” شمالي محافظة دهوك، وهو الأحدث من نوعه بعدما شهدت المنطقة، هجمات مماثلة شنها العمال الكردستاني على قوات عسكرية تابعة للحزب الديمقراطي في دهوك الشهر الماضي.
وقالت مصادرحكومية، أن الضابط الشهيد هو مساعد قائد السرية الثانية في الفوج الثالث من قوات زيرفاني التابعة لبيشمركة الحزب الديمقراطي، وسبق أن شارك في العديد من المعارك ضد داعش.
بدوره وبينما نفى قيادي في حزب العمال الكردستاني للصباح الجديد، الاتهامات التي وجهها الحزب الديمقراطي لحزبه، اشار الى ان قوات الحزب الديمقراطي، هي التي بدات باطلاق النار واستهداف عناصر ال PKK التي قامت بالدفاع عن نفسها.
واوضح القيادي، ان الحزب الديمقراطي استقدم قوات مدججة بالاسلحة والمعدات الثقيلة، وهو ما اعتبره مؤشر على سعيه لاشعال حرب كردية كردية.
واكد ان التعاون والتنسيق العال الاستخباري والعسكري والامني بين الحزب الديمقراطي والجيش التركي يعكس مدى تسليم مقدراته وامن الاقليم وقراراه السياسي بيد دولة عدوة للكرد.
واوضح، ان الحزب الديمقراطي سلم مقدرات الاقليم وثرواته واراضيه الى اردوغان وتركيا، وان وجود اكثر من 3 الاف و 500 مقاتل تركي داخل اراضي الاقليم، موزعين على 30 قاعدة وثكنة عسكرية ومقر امني للجيش والاستخبارت التركية، يجعل من هذا الحزب والاقليم اسيرا بيد تركيا.
وكانت حكومة الاقليم قد طالبت مرارا عناصر العمال الكردستان الPKK الى إخلاء المناطق التي يتواجدون فيها بإقليم كردستان، تحاشيا لتعرض السكان والقرويين للقصف التركي، كما تسبب وجود معاقل له في هذه المناطق ومعظمها حدودية بإخلاء مئات القرى من ساكنيها وعرقلة إيصال الخدمات لعشرات أخرى منها.
وادى القتال المندلع منذ سنوات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني منذ سنوات الى اخلاء نحو 400 قرية في حدود محافظتي اربيل ودهوك، وفقا لعضو لجنة المحافظات في برلمان كردستان دانا شيركو، الذي اكد وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة لسكان تلك المناطق كان اخرها مقتل ثلاثة مواطنين من سكنة قضاء سولاف بمحافظة دهوك جراء قصف تركي استهدف قريتهم.