الصباح الجديد ــ وكالات
((تسعى جبهة البوليساريو إلى استقلال الصحراء الغربية عن المغرب الذي سيطر على المنطقة الصحراوية الشاسعة منذ انسحاب إسبانيا عام 1975، ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه))
تشعر الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو ضد المغرب، بالخذلان من نيجيريا التي سعت لدعمها في النزاع على الصحراء الغربية، بحسب تقرير نشره موقع مغاربي، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم إلى نيجيريا لم تحقق أي تقدم يذكر في النزاع الذي يعد الأطول في أفريقيا.
وتسعى جبهة البوليساريو إلى استقلال الصحراء الغربية عن المغرب الذي سيطر على المنطقة الصحراوية الشاسعة منذ انسحاب إسبانيا عام 1975، ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
وفي المقابل، ترفض جبهة البوليساريو، وحليفتها الجزائر، ذلك، وتقولان إنهما تريدان إجراء استفتاء على أن يكون استقلال الصحراء الغربية أحد الخيارات.
وكان بوقادوم يضع آمالا كبيرة من زيارته الأخيرة لنيجيريا، ذات الوزن الثقيل في أفريقيا، لكسب بعض الدعم لموقف الجزائر المناهض للمغرب، “لكنه عاد خالي الوفاض، باستثناء بعض الحبر على ورق يتعلق بالمشاريع التي لم تبد كل من نيجيريا والجزائر أي اهتمام حقيقي بها”، حسبما يقول موقع نورث أفريكا بوست.
وكانت وسائل إعلام جزائرية، مثل وكالة الأنباء الرسمية وجريدة النهار اليومية، وصفت الزيارة بأنها انطلاقة، وفرصة لإثارة قضية الصحراء، في ظل التطورات الأخيرة.
وكان الجيش المغربي دخل، في وقت سابق من شهر نوفمبر الجاري، منطقة عازلة في جنوب الصحراء الغربية، لفتح طريق الكركرات الحيوي للحركة التجارية والمدنية أغلقه أنصار جبهة البوليساريو، بدعم من مقاتلين مسلحين، لأكثر من ثلاثة أسابيع، في تحرك وصفته الجبهة بأنه إشعال للحرب.
بمساحتها التي تعادل مساحة بريطانيا، وكثافتها السكانية قليلة، يتجدد الحديث بشأن الصحراء الغربية وتأثير ما تملكه من احتياطيات للفوسفات والغاز ومناطق غنية بالصيد في أن تظل أحد أقدم النزاعات في إفريقيا.
ويستخدم سائقو الشاحنات هذا الطريق لنقل البضائع من المغرب إلى السوق النيجيري وبعض الدول الأفريقية الأخرى.
وكانت الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي أدانت الإجراءات التي اتخذها المغرب في المعبر بالصحراء الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن بوقادوم بحث مع نظيره النيجيري قضية الصحراء، إلى جانب الوضع في مالي، والتعاون الثنائي.
لكن موقع “نورث أفريكا بوست”، الصادر من الرباط، قال إن وكالة الأنباء النيجيرية لم تذكر قضية الصحراء، وأثارت فقط مجموعة من المشاريع الثنائية، بما في ذلك إحياء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء الذي كان طي النسيان منذ أن وافقت نيجيريا والمغرب على بناء خط أنابيب غاز.
ويقول موقع نورث أفريكا بوست إن نيجيريا لم تصدر أي رد فعل بعد تدخل المغرب لتأمين حركة المرور الدولية في معبر الكركرات.
ولفترة طويلة، اعتادت نيجيريا دعم البوليساريو، لكن بعد زيارة للملك محمد السادس لأبوجا وزيارة مماثلة قام بها الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى الرباط عام 2018، اقترب المغرب ونيجيريا من تشكيل تحالف قائم على الاحترام المتبادل وشراكات مربحة للجانبين، بحسب الموقع.
بين استنكار جزائري وابتهاج موريتاني، تحركت قوات مغربية لإبعاد جبهة البوليساريو عن معبر الكركرات الحدودي في الصحراء الغربية.
لكن في فبراير الماضي، استقبل بخاري ما يعرف بـ”سفير الصحراء الغربية لدى نيجيريا”، حيث أكد الرئيس النيجيري تجديد “موقف بلاده الثابت والداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، حسبما نشرت وكالة الأنباء الصحراوية.
وحتى الآن، فتحت نحو 16 دولة أفريقية إلى جانب الإمارات قنصليات في الصحراء الغربية، الواقعة في جنوب المغرب. كما كشفت الأردن والبحرين وهايتي النقاب عن خططها لفتح قنصليات قريبا.