شبكة مجسات إسرائيلية تحت الأرض لرصد الانفاق عبر حدود لبنان
الصباح الجديد ـ وكالات:
حث رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري السياسيين في البلاد أمس الأحد، بعد ليلة من المصادمات العنيفة بين قوات الأمن والمحتجين، على تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس ايضاً، بدء تأسيس شبكة مجسات تحت الأرض على امتدد الحدود مع لبنان لرصد بناء أي نفق عبر الحدود
وكتب الحريري، الذي استقال من منصبه في تشرين الأول تحت ضغط موجة من الاحتجاجات، على تويتر: ”هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية. توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية“.
وأضاف ”بقاء الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين في حالة مواجهة… دوران في المشكلة وليس حلا“.
في السياق، قال مسعفون لبنانيون إنهم عالجوا أكثر من 300 مصاب أثناء اشتباكات دامت لساعات بين قوات الأمن ومحتجين بوسط بيروت.
وهذا أعلى عدد للمصابين في بعض أسوأ أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات التي اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد في تشرين الأول. ومع انغماس لبنان بدرجة أكبر في أسوأ أزماته الاقتصادية منذ عشرات السنين، يتنامى الغضب من النخبة الحاكمة التي تهيمن على البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.
وقال الصليب الأحمر اللبناني إنه عالج 220 شخصا أصيبوا من الجانبين مساء السبت ونقل 80 منهم إلى مستشفى. وقال الدفاع المدني إنه ساعد 114 شخصا آخرين.
وغطى الدخان حيا تجاريا بالعاصمة في حين أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأطلقت مدافع المياه. وطاردت قوات شرطة مكافحة الشغب رجالا ونساء قرب البرلمان اللبناني في ساعة متأخرة من الليل.
وألقى متظاهرون ملثمون الحجارة والحواجز الحديدية وأصص الزهور. وقطعوا أفرع الأشجار ونزعوا لافتات الشوارع وألقوا بها على أفراد شرطة مكافحة الشغب.
ولم يتمكن الساسة من تشكيل حكومة جديدة أو وضع خطة لإنقاذ البلاد منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر ودفعت رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الاستقالة.
وتفاقمت الأزمة فخسرت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها ودفع نقص الدولار الأسعار للارتفاع وانهارت الثقة في القطاع المصرفي.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس ايضاً، بدء تأسيس شبكة مجسات تحت الأرض على امتدد الحدود مع لبنان لرصد بناء أي نفق عبر الحدود.
ويبدأ المشروع بعد عام من إعلان الجيش الإسرائيلي تدمير مجموعة أنفاق للتسلل حفرتها جماعة حزب الله اللبنانية.
وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: ”كل أعمال الحفر تجري على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق“، مشيرا إلى خط ترسيم الحدود مع لبنان.
وأضاف أن الشبكة التي تعتزم إسرائيل تأسيسها ”ليست جدارا“ بل مجسات لرصد الاهتزازات والصـوت مدفونـة تحـت الأرض.
وقال إن إسرائيل أبلغت قوات حفظ السلام التابعـة للأمم المتحدة في جنوب لبنان بهذا العمل ”للتأكد من أن الجميـع على علم بما نقوم به وأننـا نعمـل علـى الجانب الإسرائيلـي“ مـن الـحدود.
وتابع أن تأسيس الشبكة بدأ أمس في قرية ميسجاف آم الحدودية الإسرائيلية وأن الحفر هناك قد يستمر لما يصل إلى شهرين.
وقال كونريكوس ”الخطة بشكل عام هي توسيع مواقع المجسات ووضعها في مواقع إضافية على امتداد الخط الأزرق“. ولم يعلن موعدا لانتهاء أعمال الإنشاء.
وقال: ”هذا إجراء وقائي… تقديراتنا الراهنة تشير إلى عدم وجود أنفاق هجومية عبر الحدود“.
ونشبت آخر حرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران في عام 2006.