وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ
متابعة ـ الصباح الجديد :
يسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الى انقاذ اتفاق ستوكهولم، وادامة الحوار بين طرفي النزاع في اليمن، ففي اقل من شهر، قام بزيارة جديدة لصنعاء امس الاول الإثنين للدفع قدما في اتجاه تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في السويد حول هدنة في مدينة الحديدة الاستراتيجية.
وقال مصدر في الأمم المتحدة ان غريفيث يزور صنعاء من أجل «العمل على التنفيذ السريع لاتفاق الحديدة»، من دون أن يحدّد مدة إقامة المسؤول الدولي في العاصمة اليمنية وما إذا كان ينوي زيارة الحديدة.
وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان المنظمة الاممية تعمل على عقد اجتماع جديد للجنة المكلفة تطبيق اتفاقات السويد في محافظة الحديدة والمؤلفة من ممثلين عن طرفي النزاع.
وذكر ان غريفيث سيزور الرياض، حيث يقيم عدد من مسؤولي السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، خلال الايام المقبلة.
وكان موكب بعثة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الهدنة في الحديدة والتي تترأس اللجنة المشتركة، تعرّض الأسبوع الماضي لإطلاق نار في المدينة اليمنية، بدون وقوع اصابات.
ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة غرب اليمن وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 كانون الاول.
ويسيطر المتمرّدون على الجزء الأكبر من المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.
وتقع الحديدة على البحر الأحمر وتمر عبر مينائها غالبية الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، ما يوفّر شريان حياة لملايين من السكان باتوا على حافة المجاعة.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم في السويد في كانون الاول ، وافق المتمردون على الانسحاب من موانئ المحافظة (ميناء مدينة الحديدة، ميناء رأس عيسى، ميناء الصليف).
كما نص الاتفاق على انسحاب المتمردين والقوات الموالية للحكومة من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة.
ولم يتم تنفيذ الاتفاق حتى الآن وسط خلافات واتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بخرق الاتفاق وعدم الالتزام ببنوده.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حربا منذ 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
ومذاك، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
كما ساهم النزاع في تصاعد نفوذ جماعات متطرفة في مقدمتها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في بعض مناطق وسط وجنوب البلد الفقير.
والاثنين، قتل مسلحان يرجح انهما ينتميان الى تنظيم القاعدة في ضربة جوية نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد انها أميركية ضد سيارة كانا يستقلانها في مأرب (وسط)، حسبما أفاد مسؤول أمني محلي في مأرب.
ووقعت الضربة بعد ساعات من مقتل مدني يمني في ضربة مماثلة في محافظة البيضاء المجاورة، وفقا لمسؤول أمني محلي آخر في البيضاء. وأوضح المسؤول ان «والد أحد عناصر القاعدة كان يقود سيارة نجله الذي لم يكن بداخلها».
وينتشر مسلحو تنظيم القاعدة في اليمن منذ أكثر من عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة المعترف بها والمتمردين الحوثيين لتعزيز مواقعهم.
وتعتبر واشنطن «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم، وتبدي قلقها بازاء تعزيز التنظيم نفوذه.
وكثّفت الولايات المتحدة منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة في كانون الثاني 2017، ضرباتها ضد التنظيم خصوصا عبر طائرات من دون طيار.