أحلام يوسف
جذبه الفن وهو بمرحلة الابتدائية، فكان يحرص على متابعة ما تنشره مجلَتَي “المزمار” و”مجلتي” ليمسك ورقة وقلما فينقل ما يشاهده من رسوم كارتونية. شارك بالمعارض التي كانت تقام في مدرسته في المرحلة المتوسطة والاعدادية، وساعد هذا بتطوير مهاراته بالرسم.
تنبه اصدقاؤه الى موهبته فبدأوا يتسابقون اليه ليرسم لهم بورتريهات، فعشق الرسم أكثر، وأمسى حلمه دخول كلية الفنون الجميلة، وكان له ذلك، فقد اختارها برغم ان معدله كان يؤهله لدخول أي كلية غيرها.
يقول: كانت مدة الدراسة في الكلية غنية بالنشاط وتعلم الفنون التشكيلية، والرسم تحديدا، وكان للأساتذة دور كبير ومؤثر في بلورة نتاجاتي الفنية، اذكر منهم الفنان الراحل فائق حسن، والفنان الراحل نزار الهنداوي، ووسام مرقص، وحسام عبد المحسن، والمرحومة نعمت محمود.
عمل الشطري على اغلب المدارس الفنية. فكان للمدرسة الانطباعية حضور جميل بلوحاته، إضافة الى المدرسة التعبيرية والواقعية والرمزية والتجريد. لكنه استقر على المدرستين التجريدية والتعبيرية اذ يقول:
في هاتين المدرستين، هناك مساحة حرية تسمح للفنان بتجسيد رؤيته على السطح التصويري. واتخذت من مفردات الريف الجنوبي العراقي والوانه ثيمات جميلة بتكوينات لوحاتي، كذلك كان للنقوش السومرية مساحة كبيرة في معظم اعمالي.
في احد معارضه، اختار الشطري اطلال بيت من الطين ليعلق لوحاته على ما تبقى من جدرانه، ليشكل بذا حكاية تكاد تكون من الخيال لروعتها وتميزها، اذ تناغمت اللوحة والألوان لتحيل الاطلال الى مكان يشع حيوية وجمالا.
يستعمل الشطري الالوان الزيتية، والاكريليك والالوان المائية أحيانا، ويقول:
-ان عملية الرسم عندي تحتاج الى تحضيرات للمكان بحسب حالة او طبيعة الرسم، وحجم اللوحة، فضلا عن ان لوحات رسم الطبيعة، أفضل رسمها بنحو مباشر او بصورة حية، أي اني عادة احزم ادواتي لاستقر في حضن الطبيعة، لما للفضاء المحيط من تأثير جميل، يشكل طقسا مهما لمزاولة رسم مفردات اللوحة بصورة اجدها اكثر حميمية مما لو رسمت نقلا عن صورة او الخيال.
الرسم يحتاج الى اجواء خاصة بكل فنان حسب الشطري اذ يستمع غالبا الى الموسيقى الكلاسيكية في اثناء مزاولته الرسم، لما لها من تأثير جميل يبعث على الهدوء والاستقرار.
لديه مرسم في البيت جعل منه عالمه الخاص، اذ يحتوي على مكتبة، وادوات أخرى، يحتاجها قبل البدء برسم اللوحة يصنعها بنفسه.
عن أحلامه وامنياته يقول الشطري: قبل عدة سنوات وبجهود شخصية افتتحت مرسما في احدى قاعات المنتدى الثقافي في مدينتي، وعملت على استقطاب الشباب الموهوبين والاطفال في ورش للرسم، فضلا عن ان المكان أصبح ملتقىً للفنانين. نقوم بعمل الورش والدورات الفنية، وقد تخرج شباب بمستوى عال من المهارة بفن التخطيط والرسم بالألوان.
ويتابع: ان تجهيز القاعة بمواد رسم وفريمات (لوحات فارغة) وورق والوان صعب جدا ليتحمله شخص واحد، واقتصرت على المساعدات والتبرعات من بعض الاشخاص في المدينة. اما امنيتي فهي ان يكون لي مشغل كبير في المدينة اديره بنفسي لجميع المراحل العمرية.
أسعد الشطري: حضن الطبيعة أفضل مكان لاستنطاق لوحة
التعليقات مغلقة