– 1 –
لقد كان يحسب انه يستطيع ان يضحك على استاذه ولكنّ استاذه جعله مضحكة للناس ..!!
وقديما قيل :
(على نفسها جنت براقش)
– 2 –
انّ حرمة الاستاذ لابُدَّ ان تُرعى ، وخاصة من قبل تلاميذه فكيف بمن يريد ان يقلب المعادلة ؟
– 3 –
لقد أورد بعض الادباء قصة ذات مغزى عن شاعر معروف من شعراء القرن الماضي ، كان يحضر درس أحد الفقهاء .
وكان يقول :
ان استاذه الفقيه شديد العناية بحمارِهِ ، ودائم التفقد له،
وهو يسأل ولده باستمرار عن تأمين ما يحتاجه الحمار من مأكل ومشرب…
وقد نفق الحمار فجأة فوقع الشيخ الاستاذ في عناء شديد،
كان الحمار يحمله الى حيث يريد، وقد فَقَدَ بموت الحمار القدرة على التنقل من مكان الى مكان …
ولم يكن وضعه المالي يسمح له بشراء حمار بديل فقد كان مملقا …
فانتهز التلميذ الشاعر هذه الفرصة، ونظم قصيدة في رثاء الحمار قاصداً السخرية والاستهزاء ليس إلاّ ..!!
حضر مجلس استاذه وهو غاص بالأصحاب ، ووقف يتصنعالتأثر والحزن وألقى قصيدته في رثاء الحمار ،
وكان الاستاذ الشيخ يستمع اليه حتى اذا ما فرغ من انشاده ،سارع الشيخ الفقيه الى استدعاء ولده – الذي كان يوصيه بحماره النافق- وهمس في اذنه ببضع كلمات .
فانطلق الولد وسرعان ما عاد ، وهو يحمل برذعة الحمار ، وقال الشيخ الاستاذ يخاطب تلميذه الشاعر الذي رثى الحمار مستهزءً :
يا ولدي :
لقد سليتني بقصيدتك هذه ،
وخففت عني (الحزن) على (الفقيد) ..!!
وحيث أنك مرتبط مع الحمار النافق بمودة أكيده ، فقد قررتُ ان أترك عندك تذكارا يذكرك به ،
ولم أجد أليق بك من برذعتِهِ هذه ..!!
وها أنا أخلعها عليك جزاءَ وفائِكَ له ، واحسانك اليه ،
ثم نهض وأخذ البرذعة ، ووضعها على كتف تلميذه ، فضجّ الحاضرون بالضحك ،
وخرج التلميذ الشاعر يجر أذيال الخيبة والخسران …
– 4 –
واهِمٌ من يجيز لنفسه ان يفكرّ بالضحك على الذقون ..
انه حين يسخر من الناس انما يسخر من نفسه لأنه واحد منهم ..!!
ولن يحظى منهم الاّ بان يردوا كيده الى نحره ، ولا يلومن الا نفسه ..!!
– 5 –
انه قد ينجح مرّة في غفلة من الناس ، ولكنه لا يستطيع الاستمرار في نهجه الخبيث المستهجن على مدار الأيام مرّة بعد مرّة …،
– 6 –
ومن هنا نقول :
لن يستطيع سياسيو الصدفة المحتالون في الانتخابات النيابية القادمة ان يعيدوا فصول المهزلة السابقة ..
ولن تنطلي حيلهم على أحد .
– 7 –
وبدلاً من ان يهّم المواطن العراقي الذي ضُحك عليه، بقطع أصبعه البنفسجي ندماً على سوء اختياره ، فانه سيكون دقيقاً في الاختيار ، وذكيا في استيعاب المعيار …
لن يلقي بورقة الاقتراع في الصندوق الانتخابي الاّ بعد التأكد من الكفاءة والمهنية والنزاهة والوطنية ،
والماضي المجيد المطرز بناصع المواقف ، وجميل السيرة …
– 8 –
ليست الساحة العراقية مسرحاً للفاشلين والمعتاشين على الاباطيل والأحابيل ،
انها ساحة الأحرار الواعين الذين لا تفترسهم الاغراءات الماليّة ، ولا تحرّك أوتار قلوبهم شعارات الطائفية ،
وليسوا من المنبطحين أمام المصالح الشخصية
وإنّ غدا لناظره قريب .
حسين الصدر
أنا.. بين الضاحك والمضحوك عليه
التعليقات مغلقة