مقتل نحو 150 يمنيا بينهم مدنيون
متابعة ـ الصباح الجديد:
قُتل نحو 150 شخصا بينهم مدنيون خلال الساعات الـ24 الماضية في المعارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في مدينة الحديدة في غرب اليمن، حسب ما أعلنت مصادر عسكرية وطبية لوكالة فرانس برس امس الاثنين.
وقال مصدر عسكري من القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية، إن الحوثيين نجحوا في صدّ هجوم واسع مساء امس الاول الأحد من الجهة الجنوبية وتمكنوا من وقف تقدم القوات نحو ميناء الحديدة.
وذكرت مصادر طبية في مستشفيات في الحديدة أن أكثر من 110 من المتمردين الحوثيين و32 من القوات الموالية للحكومة، قتلوا خلال الليل في المعارك في جبهات مختلفة من الحديدة. وأكد مصدر عسكري في الحديدة أن سبعة مدنيين قتلوا في المدينة الساحلية بدون أن يذكر تفاصيل.
وقالت مصادر طبية في مستشفى العلفي العسكري الذي يسيطر عليه المتمردون منذ 2014، إن المستشفى استقبل عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين خلال الليل.
وبدأ الحوثيون نقل جرحاهم إلى العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها أيضا منذ أربع سنوات.
وتضمّ المدينة ميناء تمر عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
منذ 2014، تخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية استعادتها منذ حزيران الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي.
وقُتل 592 شخصاً (460 من الحوثيين، 125 من القوات الموالية للحكومة وسبعة مدنيين) منذ اشتداد المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني. ونجحت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي في اختراق دفاعات المتمرّدين والتوغل في شرق وجنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر.
*ضغوط دولية
اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره البريطاني جيريمي هانت أن وقت التفاوض قد حان.
ودعا بومبيو خلال اتّصال هاتفي مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد إلى «وقف القتال» في اليمن وإلى أن «يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع».
وأكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تخضع لضغوط من جانب الكونغرس، إعلان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين أنه سيؤمن تزويد طائراته بالوقود في الجو بنفسه.
وأشار هانت إلى الخسائر البشرية «التي لا تُحصى» لهذا النزاع الذي يتطلّب حلاًّ «سياسياً».
ودافع الوزير البريطاني الذي وصل إلى السعودية امس الإثنين وسيجتمع خصوصاً مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، عن فكرة اللجوء إلى «إجراء جديد» في مجلس الأمن الدولي دعماً لجهود السلام التي يبذلها مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الذي يسعى إلى عقد جولة مفاوضات جديدة بحلول نهاية العام.
واندلعت حرب شوارع للمرّة الأولى الأحد في حيّ سكني في شرق الحديدة اليمنيّة. وقال مسؤولون عسكريّون في القوات الموالية للحكومة إنّ هذه القوات عملت امس الاول الأحد على «تطهير» المناطق السكنية التي دخلتها في شرق المدينة من المتمردين الحوثيين.
قلق حيال المدنيين
يستخدم المتمرّدون القنّاصة ويعتمدون على الألغام والقصف المكثّف بقذائف الهاون لوقف تقدّم القوات المهاجمة. في المقابل، تشنّ القوات الموالية للحكومة هجماتها بدعم من طائرات ومروحيات التحالف العسكري.
لكن رغم الهجوم، لا يزال الميناء الخاضع لسيطرة المتمردين يعمل «بشكل طبيعي»، بحسب نائب مديره يحيى شرف الدين.
بدوره، قال المتحدّث باسم برنامج الأغذية العالمي هيرفيه فيرهوسيل «على الرّغم من أنّها استهدفت في الأيام الأخيرة بأكثر من 50 صاروخاً فإنّ أهراءات (المرفأ) لم تصب، وعلى ما يبدو نحن لم نخسر شيئاً من مخزوننا الذي يزيد عن 50 ألف طن من القمح».
وتذكر الأمم المتحدة بشكل مستمرّ أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتشير إلى أن 14 مليون مدني «على حافة المجاعة».
وقالت منسّقة عمليّات منظمة «سيف ذي تشيلدرن» في مدينة الحديدة مريم الدوغاني في اتصال هاتفي مع فرانس برس إنّ «الوضع صعب جدًا. هناك خوف كبير بين السكان». وأضافت أن المراكز الطبية تستقبل عدد متزايد من الجرحى المدنيين.