حذام يوسف طاهر
احتفى نادي الشعر على قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بثلاثة شعراء من محافظة ميسان « مرتضى مريود، علي خليفة، حسين سالم «، وحديث عن الشعر العمودي والنثر، قدم الجلسة الشاعر علي المخزومي قائلا:» من (ميشا ) قلب الجنوب وحكايات القصب وموطن الماء وأغنيات الطيور المهاجرة الى الذي لا يهاجر مع الطيور خارج سماء ميسان ولا يجري مع النهر ، ومعه في البيت يعيش الشاعر رعد زامل والشاعر سراج محمد ، وكيف لا يكون مغرما وأنسكابه في (ميشا ) ذلك المكان الشعري ذي الضفاف الحزينة : هو الشاعر مرتضى مريود الحاصل على بكالوريوس أدب أنكليزي ودبلوم أدارة أعمال : ليقرأ عددا من قصائده جسدت السجود للأم وهي مثال وحي كبير في حياتنا :
مثل دمعك تماما
تصبين الشاي
مصحوبا بجمل التوكل على الله
وفتح صفحة جديدة مع الحياة
أنت الأمية الوحيدة
التي أخرستني ببلاغة دمعها
وتحدث المخزومي عن الشاعر علي خليفة المغرم بالشعر العمودي وله محاولات به، كما تطرق الى قصيدة النثر بشكلها الحديث.
والشاعر علي خليفة حاصل على بكالوريوس لغة عربية وله مجموعة شعرية « أين ظلي «، ليقرأ عددا من قصائده:
من محكم التبغ والكبريت واللف
قل للذين بان العمر لا يكفي
لذا عمدت الى نفسي أوبخها
ألا تريق دم الأقلام في كفي
بعدها تحدث عن الشاعر حسين سالم الأسدي، الطالب في السادس الأدبي والحاصل على المركز الأول في مهرجان تربية ميسان، والثاني على مستوى العراق في مهرجان وزارة التربية الشعري السنوي، وقال الضيف الاسدي: «أرتباطي بالعمارة، يعني أرتباطي بالشعر، بالنزف الجنوبي الرافد العظيم للنص، ويمتع الحضور بعدد من قصائده:
من كوكب الله المسروق
من محكم البؤس والبترول والقصب
بعثت لأتم لكم النزف
تخللت الجلسة عدد من المداخلات/ حيث تناول الناقد فاضل ثامر تجارب الشعراء بقوله « سعيد لهذه الجلسة الميسانية المبهجة، التي فاجأتنا بالخصب والثراء، وأشعر أن شعرا حقيقيا قيل خلال الجلسة، وهذا يوضح لنا أن الهامش يتقدم ويحاصر المركز».
كما تحدث الشاعر رعد زامل رئيس أتحاد أدباء ميسان قائلا:» من أعلى شرفات ميشا نطل اليوم على الفتية الذين أمنوا بالشجن، نطل عليهم وهم يطاردون في حقول اللغة والهم العراقي فراشات الكلام، نطل على شعراء « ميشا « الوارثين لدموع الأرض والموزعين كالظلال في الأرض الحرام، فمن قضاء قلعة صالح محمولا على جنح قصيدة، يأتي علي خليفة يهب كالنسيم، ومن الحدود المتاخمة للطيب يطالعنا حسين سالم بدفء روحه، بينما مثل قلم مصلوب على نهر الكحلاء يلوح لنا مرتضى مريود بسمرته الطافحة».
وشارك الناقد طالب الدراجي بكلمة:» هناك تماثل في الأسلوب والتعاطي من حيث اشتراك هذه التجارب الشعرية بنفس الأدوات الفنية (الطرفة، الغرابة، المفارقة، السخرية)، أعلل هذا التماثل والتقارب الى وجود علاقة شخصية قوية بينهم، وتتمايز النصوص بالفكرة فحسب، بينما هي ذاتها الأساليب في الكتابة الشعرية».
وللناقد علوان السلمان كلمة في هذه الجلسة حيث تحدث عن تجارب الشباب في نضجها الشعري في أبراز التكوين الجمالي وأعادة تشكيل الواقع من خلال اشتغالهم على شعرية المفردة التي تستنطق الأثر الحسي والذهني.
في ختام الجلسة قدم الناقد فاضل ثامر كتب الشكر والتقدير للشعراء المحتفى بهم.