رحب بمبادرة الصدر وعدّها خطوة للبدء بمرحلة جديدة بين الإقليم وبغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
رحب الاتحاد الوطني الكردستاني بالمبادرة التي أطلقها السيد مقتدى الصدر لإنهاء الخلافات والمشكلات العالقة بين بغداد واربيل، مؤكدا ان المبادرة خطوة مهمة باتجاه بناء العراق على اسس ومبادئ جديدة تضمن الحقوق والواجبات واخراج البلاد من الازمات التي يعاني منها.
وعدّ عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني قادر عزيز في حديث للصباح الجديد المبادرة بالمسؤولة جدا من قيادي عراقي كبير، مضيفاً «نعدها مناشدة مخلصة تجاه الكرد وهو ما من شأنه ان يقوي ويدعم التعايش السلمي المشترك ، الا ان هذا التعايش ينبغي ان يكون على اساس الاعتراف والاقرار بحقوق الطرفين، مشيرا الى ان اساس الفيدرالية التي بني عليها العراق الجديد هو توزيع السلطات والثروات على اساس تثبيت الحقوق المشروعة لشعب كردستان الواردة في الدستور العراقي.
واضاف عزيز ان التعايش والتأقلم لا يكون في ظل سلطة تفرق بين مكونات البلاد، وان الكرد لم يكونوا متجاوزين على حقوق احد ولن يكونوا في موضع غبن حقوق الاخرين، واردف،» الا ان ذلك يجب ان يكون في عراق يكون للجميع وتكون حقوق الكل فيه مصانة وفقا للدستور والقانون.
واشار عزيز الى ان المبادرة التي اطلقها السيد الصدر من شأنها ان تخرج بالبلاد من المسميات الطائفية والتمييز والعنصرية وان تسهم في بناء دولة المواطنة والعيش المشترك، الذي قال انه يجب ان يطبق كممارسة ولا يبقى ضمن العموميات والشعارات.
وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر قد بعث برسالة الى كرد العراق، وقادتهم السياسيين، اكد فيها انه اراد ان يعيش الجميع في العراق معا بلا انفصال، وهذا اعلى معاني الحب.
واضاف الصدر في رسالته التي نشرها على موقع تويتر» لنكون سوية في عراق موحد، أقوياء اعزاء لا تظلِمون وتظلمون»، وسنتقاسم لقمة العيش بيننا بالعدل والانصاف ولن نسمح بالتعدي عليكم ونحن نعلم ان فيكم من هو محب الاعتدال ولا يفرق بين كُردي وعربي الا بالتقوى وحب الوطن».
وحول زيارة وفد تحالف الاصلاح والبناء امس الاول الاثنين، الى المكتب السياسي للاتحاد الوطني في السليمانية واهم النقاط التي تمت مناقشتها، اكد قادر عزيز، ان الجانبين بحثا خلال اللقاء آخر مستجدات الاوضاع في العراق ومسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومشاركة جميع المكونات ومعالجة المشكلات وفقا للدستور العراقي الدائم.
واضاف ان وفد تحالف الاصلاح والاعمار طالب الكرد بان يكون لهم دور فاعل ومهم وحضور جدي في الحكومة العراقية المقبلة، وهو ما قال ان الاتحاد الوطني رحب به واعتبره امرا مهما لأنه يعتقد بانه اختيار الرئاسات الثلاث اعقبتها مرحلة جديدة تتطلب تظافر جميع الجهود باتجاه دعم الحكومة الجديدة بعيدا عن المحصصة الحزبية والطائفية.
واضاف ان على جميع الاطراف استغلال الواقع الجديد والعمل على دعم المرحلة الجديدة التي تم فيها تكليف الدكتور عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة والحلبوسي لرئاسة البرلمان وبرهم صالح لرئاسة الجمهورية لدعم ومشاركة فاعلة في حكومة للانتقال بالعراق الى مرحلة جديدة يتم خلالها التجاوز على ما شهدته المرحل السابقة من تمييز قومي وطائفي وعنصري وتجاوز الخروقات التي حصلت ضد الكرد وان يكون هناك شراكة حقيقة يتم فيها تطبيع الاوضاع في المناطق المتنازع عليها وكركوك وتطبيق الدستور دون انتقائية، وان يأخذ كل مكون حقه لان الكرد لهم استحقاق اخر عدا الاستحقاق الانتخابي وهو انهم المكون الثاني في العراق الذي يجب مراعاة حقوق مكوناته من دون استثناء.
واضاف ان الزيارة كانت ايجابية اتفق الجانبان فيها على اعداد برنامج شامل للحكومة الجديدة لمعالجة المشكلات جذريا وبدء مرحلة جديدة من الحكم والعملية السياسية، بما يعزز حقوق جميع المكونات في العراق، لافتا الى ان الاتحاد الوطني وبحكم علاقاته التاريخية يعد عبد المهدي شخصية موزونة مهنية معتدلة يعول عليها في انهاء الخلافات بين اربيل وبغداد.
واضاف عزيز مشيرا الى اهم النقاط التي « وجرى خلال اللقاء بحث المشكلات العالقة بين الاقليم وبغداد، سيما قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها وتنفيذ المادة 140 من الدستور، الى جانب معالجة مشكلة النفط والغاز والموازنة وموازنة البيشمركة.
مشيرا الى ان الاجتماع اشاد بالدور التاريخي للرئيس مام جلال في سياسة التعايش ووضع الحلول السلمية للمشكلات، وأكد الجانبان على دعم رئيس الجمهورية الجديد ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل الكابينة الجديدة ورئيس مجلس النواب، لتجاوز الأزمة والمشكلات وبدء مرحلة جديدة في العراق.
وحول وجود مشروع وبرنامج لدى الاتحاد الوطني للحكومة الاتحادية المقبلة، عبر عزيز عن اسفه لعدم تمكن الكرد من الذهاب موحدين بمشروع وبرنامج موحد الى بغداد، لافتا الى ان المشروع الذي أعده الاتحاد الوطني واعتمد لاحقا من قبل الديمقراطي الكردستاني للذهاب بموجبه الى بغداد برؤية وموقف موحد، لم يعد موجودا بعد قضية رئاسة الجمهورية، معربا عن امله في ان تتمكن الاحزاب الكردستانية كافة من الاتفاق على برنامج موحد يتضمن مطالب وحقوق الكرد في الحكومة الاتحادية المقبلة.
وتوقع عزيز ان يعاود الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي اجتماعاتهم التي توقفت على خلفية ازمة رئاسة الجمهورية، كي يتمكن الكرد من توحيد خطاب موحد والاتفاق على مطالبهم في حكومة رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي.
وحول الاتهامات التي يوجهها الحزب الديمقراطي بالخيانة لقيادات داخل الاتحاد الوطني في كركوك، اكد قادر عزيز، ان الاحداث التي شهدها 16 اكتوبر العام المنصرم في كركوك كانت نتيجة لاجراء الاستفتاء الذي قال انه لم يأت وفقا لبرنامج مدروس واستراتيجية واضحة، وكانت تقف خلفه اهداف شخصية وحزبية ضيقة، وان فشله يعود الى ان اجراءه بنحو غير مدروس مثل تحدٍ للعراق والعالم والمجتمع الدولي، وهو اكبر نكسة شهدها الكرد، وتسبب بخسارة مكاسب وحقوق شعب كردستان المشروعة، واردف «لا يمكن مقارنة فشل الاستفتاء وربطه ب 16 اكتوبر عام 2017 وعودة القوات العراقية الى اطراف مدينة كركوك، لان ما حصل في 16 اكتوبر وخسارة اراضٍ شاسعة في اطراف محافظة كركوك لم يكن هدفا بقدر كونه نتيجة لإجراء الاستفتاء الفاشل الذي دفع الكرد له ضريبة فادحة، مطالباً بفتح تحقيق مستقل بأحداث 16 اكتوبر التي اعقبت اجراء الاستفتاء، وانسحاب البيشمركة من سنجار وتسليمها من دون قتال الى داعش وما تبعها من كارثة انسانية على ابناء المكون الايزيدي في الاقليم.
وتابع عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني قادر عزيز، ان الاتحاد الوطني يؤمن بضرورة العمل المشترك مع الحزب الديمقراطي وجميع الاحزاب الكردستانية بعيدا عن التشنج والتوتر وكيل التهم لان ذلك سيضر بالنتيجة بالمصالح العليا لشعب كردستان، لذا فان الاتحاد يدعو مجددا لتلافي ما حصل في السابق وفتح صفحة جديدة مع جميع الاطراف الكردستانية والعراقية، للعمل بنحو مشترك لدعم العملية السياسية وتشكيل حكومة فاعلة قادرة على محاربة الفساد واجراء الاصلاحات المطلوبة والتجاوب مع مطالب المواطنين وتقديم الخدمات لهم من دون تمييز.