مشاركة متفاوتة لـ 5 ألعاب في الأولمبياد العالمي للشباب
بوينس آيرس ـ علي رياح
أنصفت الصحافة الأرجنتينية منتخب شباب العراق لكرة الصالات وذلك بعد انتهاء مرحلة المجموعات وخروج هذا المنتخب من الدورة وقد ترك أروع الأثر في أنفس عشاق اللعبة في الأرجنتين وكذلك أوساط الدورة كلها ..
وحملت تعليقات الصحف التي صدرت في بوينس آيرس إشارات واضحة إلى المستوى المتقدم الذي جاء به المنتخب الشبابي إلى الدورة ، وبه تمكن من تحقيق أكبر انتصار في المنافسات تمثل في الفوز على نظيره الأرجنتيني صاحب الأرض والجمهور الجارف والذي ستبقى النتيجة ماثلة في ذاكرته إلى أمد غير قصير .
صحيفة (بوينس آيرس تايمز) التي تصدر باللغة الإنكليزية ، لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى مباراة الأرجنتين مع بنما والتي تسببت نتيجتها القياسية الغريبة في خروج منتخب شباب العراق ، لكنها ذكرت أن اللاعبين العراقيين كانوا مدهشين خلال الدورة ، وقد حققوا الفوز على منتخبين مهمين هما سلوفاكيا والأرجنتين ، ولو أن سحبة الدورة قد وضعت مباراة العراق مع بنما في منتصف الطريق ، لخرج العراقيون بنتيجة الفوز وبالتالي التأهل عن المجموعة وليس الخروج بنتيجة التعادل والتي لم تكن منصفة بحق العراق الذي لعب أربعين دقيقة هجومية لكنه عجز عن هز شباك بنما سوى مرة واحدة ، في حين يخرج منتخب بنما من الدورة وقد اهتزت شباكه (25) مرة في أربع مباريات ، وهنا تكمن أكبر وأهم مفارقات الدورة.
واعتبرت صحيفة (أوليه) اليومية الرياضية الشهيرة أن فوز منتخب الأرجنتين على بنما باثني عشر هدفا يعد نتيجة مستحقة لفريق التانغو الذي كان محاصرا قبل المباراة بحساب الفوز بعدد وفير لا يقل عن سبعة أهداف أو مواجهة مصير الخروج من الدورة ، وكانت المفاجأة أنه تلقى هدفا في أول خمس دقائق من قبل الفريق البنمي ، وكان على لاعبي الأرجنتين أن يتداركوا الموقف وأن يسجلوا عددا غزيرا من الأهداف وهو الرصيد الوحيد الذي كان في إمكانه معالجة الوضع الكارثي الذي حلّ بمنتخب الأرجنتين عقب الخسارة الرباعية أمام العراق .
وقالت الصحيفة إن الفريق الأرجنتيني يستحق الصعود إلى المربع الذهبي لفعالية كرة الصالات ، وكان عليه أن يصحب معه المنتخب العراقي الذي كان هو الآخر أجدر بالصعود من أي منتخب ثان في هذه المجموعة ، مشيرة إلى أن فرحة الفوز الكبير على منتخب بنما والحصول على تذكرة الصعود عن المجموعة لن تنسي الجمهور الأرجنتيني أبدا أنه خسر أمام العراق بأربعة أهداف ، وهذه هي العلامة الفارقة في الدورة.
وفي استعراض موسع لمستويات المنتخبات المشاركة في فعالية كرة الصالات خلال الدورة ، امتدحت صحيفة (ديبورتيس) أداء المنتخب العراقي وقالت إنه كان يستحق أن يلعب في الدور شبه النهائي على أقل تقدير .. وقالت إن المنتخبات العشرة المشاركة في الدورة قدمت مستويات متباينة وقد كان غريبا أن يتعادل المنتخب العراقي في اليوم الأول مع منتخب بنما ، في حين يفوز بعد أيام قلائل على منتخب الأرجنتين بأربعة أهداف لهدف.
وشددت الصحيفة على أن هذا التعادل والتفريط بنقطتين كان السبب الأول في خروج المنتخب العراقي من الدورة ، كما أنه كان الأقرب إلى الفوز في مباراته مع مصر ، لكنه ومع تسابق لاعبيه في إهدار الفرص ضيع على نفسه مزيدا من النقاط .
وأبدى أدموندو دي فاسيا المحرر في صحيفة (كرونيكا) إعجابه بمنتخب شباب العراق لكرة الصالات ، وقال إن لاعبيه ومدربه علي طالب عكسوا صورة مشرقة للعبة في العراق ، مشددا على أنه شخصيا كان يجهل أن تكون هنالك كرة صالات في العراق حتى سمع بتأهل منتخب شباب العراق إلى النهائيات الأولمبية ومجيئه إلى بوينس آيرس .
وقال دي فاسيا : لاحظت أن أداء المنتخب العراقي متناقض بين مباراة وأخرى ، لكن ما يستحق الإشادة هنا أن لاعبيه ومدربه كانوا في غاية الشجاعة وأدوا مباراة رائعة أمام الأرجنتين وقبلها أمام سلوفاكيا ، ولولا التعادل بهدف لهدف أمام بنما في مستهل الدورة ، لكان للعراق كلام آخر ، إذ كان العراقيون يستحقون الذهاب إلى الدور شبه النهائي كتقدير واستحقاق لما قدموه في المباريات الأربع التي خاضوها ضمن المجموعة الأولى للدورة .
وكان لافتا في ما كتبته الصحف الأرجنتينية المتخصصة وغيرها ، غياب الحديث عن (غرابة) نتيجة مباراة الأرجنتين مع بنما وإحراز منتخب التانغو اثني عشر هدفا في سهولة أو يسر أمام فريق استسلم منذ البداية وكان أداؤه محيرا ويطرح علامات استفهام لا حصر لها!
وعلى العكس من ذلك ، قالت الصحف إن المنتخب الأرجنتيني حقق ما كان يريده في المباراة وأحرز عددا من الأهداف يفوق حاجته ، وذلك في مؤشر على قوته الحقيقية التي ستكون موضع الاختبار الجدي والحقيقي لدى مواجهة غريمه التقليدي منتخب البرازيل في الثانية من صباح الثلاثاء بتوقيت العراق ، وهي مواجهة تعد بمثابة نهائي مبكر للدورة ، بفعل (الندية) التاريخية التي تهيمن على اللقاءات الكروية المشتركة بين القطبين الأمريكيين الجنوبيين ، فيما ستلعب قبل ذلك مصر مع روسيا في المواجهة الأخرى للدور شبه النهائي ، ليتحدد بعد ذلك طرفا المباراة الختامية وكذلك مباراة الترتيبين الثالث والرابع واللتين ستقامان في الثامن عشر من الشهر الحالي.
ومع اقتراب المشاركة العراقية في خمس رياضات هي كرة الصالات وألعاب القوى والرماية والمبارزة والفروسية من نهايتها ، بنتائج تتفاوت بين الحضور القوى والمشرف وبين الاخفاق ، يكون كل رياضي قد نال استحقاقه طبقا لما قدم أو لطبيعة المنافسين في الدورة ، وفي هذا الصدد استقرت الفارسة الشابة العراقية إن شاء الله سعد في المركز الرابع والعشرين وهو المركز النهائي لفعالية قفز الحواجز وذلك بعد جمع نتيجتي الجمعة والسبت ، إذ كانت في الجولة الأولى قد احتلت المركز الرابع عشر بأربع نقاط مسجلة عليها ، ثم اثنتي عشرة نقطة في الجولة الثانية ، لتستقر عند المركز الرابع والعشرين من أصل ثمانية وعشرين فارسا اشتركوا في الفعالية ، وقد جاء بعدها في الترتيب كل من هانا ايفي من جنوب أفريقيا وسارة العرموطي من الأردن وارشيا نجفينا من إيران ومحمد القشوطي من قطر.
* موفد الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي