معاناة مستمرة منذ نحو عام
نينوى ـ الصباح الجديد:
يشكو سكان بعض البلدات في سهل نينوى من غلق الطرق بين المركز والإقليم منذ أقل من عام بقليل، الأمر الذي يضاعف من معاناتهم وتنقلاتهم، وسط تساؤولات عن فتح الطرق الرئيسة وغلق الطرق على بلدات ذات أهمية أقل بكثير.
وتم غلق الطرق بين سهل نينوى واقليم كردستان في منتصف تشرين الاول من العام الماضي، بعد تقدم القوات العراقية والحشد الشعبي الى غالبية أجزاء سهل نينوى، وتم فتح بعض الطرق الرئيسة والثانوية، لكن بلدات اخرى ما زالت تشكو من عدم شمولهم بمسألة فتح الطرق أسوة ببقية المناطق المجاورة.
ويشار الى ان طريق الموصل اربيل، كما ان طريق الموصل دهوك مفتوح، وكذلك فان بلدات مثل قرقوش وبرطلة (شرقي الموصل) لا تعاني من غلق الطرق لانها تقع على طريق اربيل الموصل، فيما بلدات مثل بعشيقة، القوش، ختارة، تلكيف وغيرها تعاني من هذه المشكلة التي يقول ناشطون عنها انها غير مبررة.
وسام متى صليوا، يقول لـ “الصباح الجديد” ان “غلق الطرق على مناطق تلكيف والقوش وبعشيقة وعشرات القرى الاخرى بين المركز والاقليم مستمر منذ 11 شهرا، ولا نعرف لماذا لا يتم فتحه، علما ان الطرق الرئيسة مفتوحة”.
واضاف “الالاف من سكنة سهل نينوى ومن شتى المكونات والانتماءات لهم وظائف والتزامات في الاقليم، ويعانون الامرين في التنقل، حيث ان الطريق الذي يستغرق نصف ساعة او ساعة بات يستغرق ساعة و ساعتين على التوالي”.
واشار صليوا الى ان “العام الدراسي في الاقليم بدأ منذ بضعة ايام، وعلى الكوادر التعليمية من معلمين ومدرسين الذهاب لمدارسهم يوميا، لكن بوجود طرق مغلقة هنا وهناك فان الامر متعب جدا، علما ان المئات من زملائنا اضطروا للمبيت في القرى والبلدات التي يداومون فيها لخمسة ايام في الاسبوع، لان التنقل امر صعب ويستهلك الوقت بشكل لايصدق في الذهاب والاياب”.
منوها الى ان “اغلب الاهالي من الموظفين والفلاحين وحتى عامة الناس يشكون من هذه المشكلة، حيث هنالك بضائع ينبغي نقلها، ومرضى يريدون العلاج في اربيل او دهوك، او موظفين يريدون الذهاب والعودة لدوامهم بشكل مريح، لكن للاسف ما زلنا ننتظر فتح الطرق الفرعية، علما ان الشائعات حول فتح هذه الطرق باتت تنتشر كل اسبوع تقريبا، لكن دائما من دون جدوى”.
الناشط فرج عبدالله الياس، قال “لا نعرف من يقف خلف غلق هذه الطرق، لكن يبدو انها عقوبة لسكان بعض اجزاء سهل نينوى، فمن غير المعقول ان يتم فتح بعض الطرق وغلق الاخرى، نحن لا نفهم لماذا هذه الازدواجية”.
وتابع “نتمنى ان يكون تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يسهم في فتح الطرق بمناطقنا، فنحن ضحية صراع وتنافس سياسي على ما يبدو، لان سكان سهل نينوى من مختلف الانتماءات القومية والدينية ولا يجوز ان يتم التعامل معنا بهذا الشكل”.
وطالب الياس “بالاسراع في فتح ما تبقى من طرق مغلقة في سهل نينوى، حيث ان المواطن البسيط والموظف هو المتضرر الاول من ذلك، علما ان اسعار بعض الخدمات والبضائع ارتفعت بسبب ارتفاع كلف النقل، لان البضاعة التي كانت تصل بغضون ساعة عبر سيارات الشحن، باتت تصل في ساعتين او اكثر لان السائقين يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول الى مناطق او مخازن تفريغ البضائع، والعكس صحيح”.
عادا ان “غلق بعض الطرق نتج عنه زحام مروري في الطرق المفتوحة، وهذا ادى لحوادث مرورية مؤسفة راح ضحيتها عابروا سبيل وافرادا مع بعض عائلاتهم، عدا الخسائر المادية من تحطم السيارات الشخصية”.
ولفت الياس الى “اهمية الاسراع بفتح ما تبقى من طرق مغلقة في سهل نينوى، لان صبر ومعاناة سكانه طال اكثر من المطلوب”.