أحلام يوسف
كثيرا ما نسمع جملة مفادها ان الزواج مقبرة الحب، وبناء على هذا المنطق عزف العديد من الشباب ومن كلا الجنسين عن الزواج، اذ بات مصدر قلق وخوف بدلا من ان يكون موطن استقرار. لكن، ما الذي دفعنا الى هذا الاعتقاد؟
حسن الجبوري الباحث بعلم النفس يقول: الزواج ليس مقبرة للحب ابدا، لكن ظروفا عديدة تسهم بالقضاء على الحب الذي تولد بين الزوجين قبل اقبالهما على الزواج. نبدأها بالصدمة التي يتعرض اليها الطرفان بعد اكتشافهما بعض الصفات غير المرغوب بها، والتي اخفاها الشريك بقصد او من دون قصد، وبعدها تبدأ المشكلات بالظهور بينهما وبمرور الوقت يمكن ان تصبح الحياة بينهما صعبة، وهنا فالزواج لم يكن سببا بالقضاء على الحب انما الابتعاد عن العفوية وتقديم أنفسنا كما هي من دون ادعاءات، او تمثيل، فان تولد الحب ساعتها سيكون أعمق وأنضج، لان الواحد منهما أحب الاخر بعيوبه وحسناته التي اكتشفها به.
في احدى المرات تحدثت فنانة مصرية عن علاقتها بزوجها الذي كان صديقا لها، فذكرت ان علاقة الزواج تختلف اختلافا جذريا عن أي علاقة أخرى، فمع انها كانت صديقة مقربة لزوجها وتعرف عنه الكثير من تفاصيل الحياة الى العيوب والمميزات، لكنها وجدت بعض الاختلاف بزوجها بعد ذلك، اذن فكيف يمكن ان نتعامل مع هذا الموضوع؟ وهل هناك اتيكيت معين يمكن ان يساعد الزوجين على تخطي بعض الصعوبات كي يكون زواجهما مجددا للحب وليس مقبرة؟
الباحثة الاجتماعية مها العبودي تقول في هذا الموضوع: لا يمكن ان نحدد نظاما معينا للتعامل مع الزوج، فلكل مجتمع عاداته ولكل مجتمع بيئته الخاصة، فهناك بعض التصرفات مقبولة في مجتمع لا يقبلها مجتمع اخر، فما يعدّ رقيا وسموا في مجتمع بالتعامل مع الزوجة قد يطلق عليه ضعف شخصية بمجتمع اخر، لكن يجب ان نفهم انه يجب وضع خطوط حمر بين الزوجين، على كل واحد منهما ان لا يتخطاها، فلكل منا خصوصية يجب احترامها، سواء بين الاخوة والاخوات او بين الأزواج، فان اتفق الاثنان على ذلك اعتقد يمكن لذلك ان يساعد بعض الشيء للإبقاء على الاحترام، احد اساسيات الحب.
وأضافت: هناك نقطة مهمة تؤثر تأثيرا مباشرا على العلاقة الزوجية، وهي الاهتمام بتفاصيل الاخر، ومشاركته بها حتى وان نمقت بعضها، حتى هواياته يمكن للشريك ان يطلب منه تعليمه إياها وعليه بالمقابل ان يبدي سعادته لتلك الرغبة التي أساسها السعي للحفاظ على التواصل والحب. نقطة أخرى تضاف الى عشرات النقاط، تتعلق بعدم تكذيب الشريك، حتى وان كنا نشكك بمصداقيته، فهناك أكثر من طريقة للتأكد من صحة كلامه من عدمها غير التكذيب المباشر الذي يدل على عدم احترام.
العلاقة بين الزوجين لا تشبهها أي علاقة، فهما أساس تكوين عائلة جديدة بالمجتمع، لذلك فإلى جانب الخطوط الحمر هناك خطوط أخرى ملونة، تتعلق بالتسامح، والتغاضي عن بعض المواقف، والابتعاد عن الندية، لان غايتهما واحدة، وهي تكوين اسرة محبة مستقرة.
الزواج إحياءٌ للحب فلا تجعلوه مقبرةً
التعليقات مغلقة