اربيل – الصباح الجديد:
اكدت القيادة الكردستانية في اجتماع مشترك لها، امس الثلاثاء، انها تدعم تشكيل حكومة ببرنامج واضح وملموس، تنفذ فيه الحقوق الدستورية للشعب الكردي.
وتبادل كل من كوسرت رسول على نائب رئيس إقليم كردستان وحيدر العبادي المكلف بتشكيل الحكومة، رسالتين بشأن الجهود الجارية لتشكيل الحكومة الاتحادية.
وطالب كوسرت في رسالته الموجهة للعبادي بـ»تشكيل حكومة وطنية تنفذ فيها الحقوق الدستورية للشعب الكردي، وعلى الجميع محاولة بناء عراق ديمقراطي فدرالي».
ورد العبادي في رسالة له بالقول «الوضع الذي يمر به العراق يحتاج الى رص صفوف جميع الكتل السياسية والمكونات الاجتماعية الأخرى للعمل المشترك مع حكومة إقليم كردستان لبناء العملية السياسية في العراق على أسس ديمقراطية متينة ووفقاً للدستور».
واشار العبادي الى «الدور المؤثر لقوات الجيش العراقي وقوات الأخوة البيشمركة والمتطوعين في حربهم ضد مجاميع داعش الارهابية وتحرير جميع أراضي العراق من الارهابيين، لأن الدستور وعن طريق تلك اللجان التي تشكلت وجدت لإعطاء الحقوق لجميع مكونات الشعب العراقي».
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد ترأس اجتماعاً للقيادة الكردستانية، الاثنين، كُرس للاستماع إلى تقريرٍ الوفد الكردستاني المكلف بالحوار مع التحالف الوطني ورئيس الحكومة المكلف، والأطراف المعنية بذلك.
وقال بيان عن الاجتماع تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه، ان «الوفد المفاوض اكد على التزامه بالاتجاهات الأساسية التي تضمنتها توصيات القيادة والورقة التفاوضية المعدة، وعلى الاهتمام البالغ بإنجاح المفاوضات مع التحالف الوطني والسيد العبادي والحرص على إيجاد أرضية ايجابية مع تمثيل المكون السني».
واشار تقرير للوفد المفاوض إلى تأكيداته على «الحوارات التي تضمنت الإشارة إلى ترابط المطالب والإشكاليات، وليس بالإمكان العزل بينهما، والاستحقاق الأساسي الذي ينبغي التأكيد عليه هو إحياء السياقات الدستورية والالتزام بتطبيقها دون تجزئة انتقائية، وإعادة تفعيل العملية الديمقراطية السياسية، وتكريس قيم المواطنة والشراكة والمصالحة المجتمعية الوطنية، وتعبئة القوى الشعبية لمواجهة الإرهاب الداعشي وإلحاق الهزيمة به».
وجاء في البيان المشترك للقيادة «خَلُص الاجتماع القيادي مع الوفد المفاوض، إلى إن المهم في عملية التغيير هو تجاوز عناصر وأسس الأزمات التي أدت إلى تدهور الأوضاع وانهيار الجبهة الأمنية، إلى جانب كل ما تراكم من عناصر تآكل العملية السياسية والتجاوز على الدستور، وتفكيك العملية السياسية» .
ولفت الى انه «إذا لم تتوضح ملامح البرنامج الحكومي، وترتبط بضماناتٍ مؤكدة للاتفاقات المبرمة، فان مخاطر فشل المساعي الوطنية لإنقاذ البلاد هي التي ستتحكم بسير الأمور، وتدفع في المحصلة النهائية إلى إجهاض الجهد الوطني ، وتصبح الحكومة القادمة رهينة لها».
واضاف «إن القيادة الكردستانية، إذ تعبر بوضوح عن دعمها واستعدادها للمشاركة في إنجاح تشكيل الحكومة وفق السياقات الدستورية، والعمل مع الشركاء من ممثلي المكونات الوطنية في تحويل المرحلة القادمة إلى منصة لاستنهاض العراق وإنقاذه من الأزمة والتحديات المرتبطة بها، تؤكد على إن ذلك يتطلب الالتزام ببرنامج حكومي ملموس، يستجيب للاستحقاقات التي تراها الكتل المعبرة عن الطيف العراقي بمكوناته وقواه الحية، ضرورية لإنجاح الحكومة وقادرة على إنهاء الوضع المتأزم المهدد بالمزيد من المخاطر».
وبقدر تعلق الأمر بإقليم كردستان اردف البيان ان «القيادة إذ تؤمن بان تطبيق الدستور والصيرورة الديمقراطية ، تكتسب أهمية استثنائية للعراقيين، فإنها تؤكد بان إطفاء فتيل الأزمات التي ظلت تثار على الإقليم، إلى حد الحصار الاقتصادي عليه وقطع رواتب المواطنين في الإقليم، والسعي لإضعاف القدرات العسكرية للبيشمركة والامتناع عن صرف مستحقاتها، تشكل أولوية للمشاركة الفعالة في العملية السياسية والحكومة القادمة».
وأوصت القيادة وفدها المفاوض التحرك وفق الورقة المعتمدة من قبل القيادة، والتأكيد على البرنامج الحكومي بإطاره الديمقراطي الدستوري، على إن تلتزم الحكومة أمام البرلمان بالاستجابة لمطالب الشعب الكردستاني، وتضمينها في البرنامج الحكومي .
واكد البيان على ضرورة «إطلاق رواتب العاملين في الإقليم المتراكمة والمستحقات الأخرى فوراً، صرف الأموال المطلوبة لتغطية نفقات النازحين واحتياجاتهم الإنسانية، دعم الجهد العسكري للبيشمركة في مواجهة داعش و الإرهاب بكل أشكاله وتجلياته .
وحول إمكانية مشاركة الأكراد في الحكومة المقبلة، قال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، في تصريح صحفي ، اطلعت «الصباح الجديد» عليه «الإخوة ببغداد يجب أن يتعلموا من دروس الحكومة السابقة في تشكيل الحكومة وإشراك الآخرين بقوة ويجب أن يدركوا مسؤوليتهم وأن يصلوا لقناعة مفادها أن الواقع العراقي قد تغير تماما وأنه لا يمكن أن تحكم فئة أو مذهب أو قومية كل العراق، هناك سنة وأكراد وشيعة ومسيحيون وتركمان».
ورحبت اوساط كردية بتصريحات العبادي في المؤتمر الصحفي الذي عقده ببغداد يوم الاثنين ، والذي قال فيه بشأن العقبة مع الاقليم «أنا ألتزم بحل الخلافات بين الإقليم وبغداد، على ضوء الدستور والشراكة الوطنية»، معرباً عن ترحيبه بـ»الوقفة والتعاون والتنسيق بين الجيش الاتحادي وقوات البيشمركة لضرب تنظيم داعش الارهابي.
وقال النائب السابق عن كتلة التحالف الكردستاني حسن جهاد، فيتصريح صحفي اطلعت عليه الصباح الجديد «ان هذه التصريحات هي تصريحات جيدة وواقعية وتوفر اجواء جيدة لتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة.
ونحن ننتظر ان يكون خطاب وخطوات الحكومة الاتحادية الجديدة وجديتها في معالجة القضايا العالقة باتجاه معالجة المشاكل»
فيما اعربت النائبة عن كتلة التحالف الكردستاني اشواق الجاف عن تفاؤلها بـ»التصريحات التي صدرت من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لمعالجة المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان»، مضيفة «نأمل ان يتم معالجة جميع المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان»، مشددة على «ان تطبيق الدستور سيعالج جميع الخلافات الموجودة».