مقتل 12 مدنياً بانفجار مستودع أسلحة في ريف إدلب
متابعة ـ الصباح الجديد:
من المحتمل أن يشكل «جيش وطني» تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة تركيا عقبة في الأمد البعيد أمام استعادة الرئيس بشار الأسد السيطرة على شمال غربي البلاد، وذلك إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التي نكبت بها منذ فترة طويلة
ويمثل هذا المسعى عنصراً أساسياً في خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءاً من آخر معقل كبير للمعارضة في سورية وفرض حكمها عليه.
وساعد وجود القوات التركية على الأرض في حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه.
وكان الأسد الذي يحظى بدعم روسيا وإيران تعهد استعادة «كل شبر» من الأرض السورية وعلى رغم أنه استرد السيطرة على معظم أنحاء البلاد فإن الوجود التركي سيعقد أي حملة عسكرية حكومية في الشمال الغربي.
وتجاوز دور تركيا دعم الفصائل السورية المتحالفة إلى إعادة بناء المدارس والمستشفيات. كما فتح البريد التركي خمسة فروع له على الأقل في المنطقة.
ويقول قائد «الجيش الوطني» العقيد هيثم العفيسي إن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة.
وقال في مقابلة مع «رويترز» في بلدة اعزاز قرب الحدود التركية: «نحن ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة ولكن نعمل على تجاوزها».
وفي أواخر الشهر الماضي أصدر تعليمات لقادة «الجيش الوطني» تقضي بمنع المقاتلين من «إطلاق النار العشوائي منعاً باتاً» والتزام ارتداء الزي العسكري و»التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية… فالشرطة العسكرية تمثل قوة القانون والعدالة وليست منافسا لأي فصيل».
وتم منع الفصائل التي يتألف منها «الجيش الوطني» من إدارة سجون ومحاكم خاصة بها ومن «اعتقال أي مواطن من قبل أي فصيل كان إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء ومن طريق الشرطة العسكرية حصراً».
وتعرض مشروع «الجيش الوطني» للهجوم إذ أصيب عدد من المجندين بجروح في الخامس من آب الجاري عندما تعرض حفل تخريج دفعة من المقاتلين في مدينة الباب للقصف.
وقال العفيسي إن هذا الهجوم من عمل «أعداء الثورة. كائن من يكون فهو عدو للثورة سواء داخلي أو خارجي».
وأضاف: «تعرفنا على السلاح المستخدم في الاستهداف والجهات الأمنية في الجيش الوطني تقوم بالتحري والبحث والتحقيق ومتابعة الأمر بشكل حثيث ويمكن القول إننا وصلنا إلى الفاعل».
ويتألف «الجيش الوطني» من حوالى 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت حوالى 11 مليونا على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة.
وفي السابق فشلت مساع عدة لتوحيد مقاتلي المعارضة إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية التي كانت تدعم كثيرين من المقاتلين في وقت من الأوقات في الحرب السورية.
ومن المحتمل أن يختلف الوضع بالنسبة لـ»الجيش الوطني» نظراً للوجود التركي على الأرض.
وكان الجيش التركي توغل في الشمال الغربي في حملتين. الأولى «درع الفرات» في 2016 وأدت لطرد تنظيم (داعش) من المنطقة الواقعة بين اعزاز وجرابلس. والثانية «غصن الزيتون» التي انتزعت فيها تركيا السيطرة على منطقة عفرين من «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في وقت سابق من العام الحالي.
وللمنطقة أهمية خاصة لأنقرة لأنها ترى خطراً أمنياً عليهاً في «وحدات حماية الشعب» التي تعتبرها امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا.
وقال العفيسي: «كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. لا توجد أي دولة أخرى شريك في هذا الأمر. فقط تركيا».
وقال العفيسي إن الدعم التركي «يتمثل في تقديم رواتب للمقاتلين وفي نفس الوقت إصلاحات وتقديم المساعدة والخبرات في المجالات كافة: مادي ولوجيستي وآليات وسلاح إذا اضطر الأمر».
وقال إن أعداء الجيش الوطني ثلاثة يتمثلون في الحكومة السورية وحزب «العمال الكردستاني»