الثالث من آب، اليوم الذي تحل فيه الذكرى المؤلمة لفاجعة شنكال ( سنجار ) .
ذكرى أكبر جريمة في هذا العصر الحديث.. ذكرى أكبر جريمة إقترفها المجرمون الجبناء بحق شعبنا الايزيدي الضعفاء .
في هذا اليوم نستذكر مأساة الصبايا الكرد اللائي تم بيعهن في أسواق النخاسة بالرقة .
في هذا اليوم عميت العيون، وطرشت الأذان عن سماع أنين الصبايا والأطفال جراء جريمة نكراء أرتكبت ضد جزء أصيل من الشعب الكردي. هذا اليوم، ذكرى خيانة وطنية عظمى أرتكبت بحق أرضنا وشعبنا .
في خضم هذه المآسي، لا نملك إلا أن نلوم التاريخ ونلعنه، وكأننا لسنا من جزءا منه أو من صناعه !. ندين الغدر، ولكننا نبرئ أنفسنا من الغدر والطعن بالظهر !..
نتحدث عن المباديء والنضال القومي والوطني، ونحلم بالعدالة وسيادة القانون، ولكننا نشرك بأحلامنا كل أولئك الذين باعوا أرضنا وخانوا شعبنا ! .
ويا للعجب .. أن نستذكر جرائم الأنفال وحلبجة و31 آب والثالث من آب، ونحن جالسون على الكراسي بجنب المجرمين والمهزومين الذين سلموا شنكال الى يد الدواعش المجرمين!. نتشح السواد ونبكي على أطلال شنكال مولولين على الضحايا، ولكننا نشرك الجبناء والمهزومين بالمأتم!.
نذرف الدموع من أجل الضحايا، ونعرض صورهم على الشاشات، ولكننا ننساهم في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكن، وكأن كل هؤلاء الضحايا لم يكونوا شيئا مذكورا ! .
نطالب بالقصاص من المجرمين. نشكل لجانا للتحقيق، ونصدر تصريحات عنترية، ولكن في المحصلة ليس هناك من يدفع ثمن جرائمه، ونظل نحن ساكتين وكأن على رؤوسنا الطير !.
نتحدث عن سيادة القانون، وعلى مرآنا ومسامعنا تدخل بلادنا أكباد الدجاج المتعفنة، وأنواع الحشيش والمخدرات وحبوب الهلوسة المتنوعة. نملأ خزان سياراتنا بالوقود المسرطن، وتباع في صيدلياتنا أدوية منتهية الصلاحية، وكل هذه الأشياء تدخل الى محافظاتنا محمية بسيارات الدفع الرباعي، ونحن صم، بكم، عمي، لايشعرون .
نتحدث عن الحيتان الكبيرة التي تلتهم كل شيء، وننسى بأننا نحن من أطعمناهم، نحن خلقنا الدكتاتور، وعلينا وزره.
لا نعرف ماذا نريد، او ماذا نفعل، تاركين الحيتان تسرح وتمرح .
مرة واحدة في السنة نستذكر مآسي حلبجة والأنفال وشنكال وكركوك وعفرين وكوباني وآمد ومهاباد وما حل ببيوت الطين والقصدير، نذرف الدموع يوما واحدا فقط، ونترك ثلاثمائة وأربعة وستون يوما تمر كراما وسلاما على المجرمون الذين يسرحون ويمرحون ويضحكون على خيباتنا .
نعم نحن مثار العجب !!..
وحين أقول نحن ، فإني قاصدة ( نحن جميعا ) ..
شاناز ابراهيم أحمد
يا للعجب !
التعليقات مغلقة