هاجر 24 ألف منهم مع بداية عام 2018 الحالي
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
بعد أن قام ببيع منزله الكائن في حي الموظفين وتصفية أملاكه الأخرى، يسستعد آزاد محمد وهو مواطن من محافظة السليمانية في إقليم كردستان، للسفر تاركا الإقليم الى تركيا ومنها الى أوروبا في مسعى منه لتأمين مستقبل أفضل لأبنائه الخمسة.
ويقول ازاد محمد وهو موظف في احدى الدوائر الخدمية بالمحافظة، انه اتخذ قرار الهجرة مرغما، بعد ان ضاقت به سبل تأمين العيش الكريم لاسرته في اقليم كردستان.
ويضيف في معرض حديثه للصباح الجديد، التي سالته عن الاسباب التي دفعت به اضافة الى الاف اخرين يهاجرون شهرياً، تاركين مدنهم وقراهم ومسقط رأسهم، ان الاوضاع في اقليم كردستان لاتبشر بخير، في ظل هيمنة الاحزاب السياسية على السلطة وسيطرة اذرعها من المتنفذين على ثروات الشعب وسرقة وارداته وخيراته، وان اغلب المواطنين اصيبوا بحالة من الاحباط واليأس، نظرا لادراكهم بان النخبة السياسية وقيادات الاقليم، لا تعير اهتماماً للمصلحة العامة وتعمل من اجل تثبيت اقدامها عبر الاستيلاء على قوت الشعب المغلوب على امره.
واضاف لقد كنا نأمل خيرا بالسلطة الحالية في الاقليم، ان تتمكن من بناء المؤسسات وترسيخ العدالة الاجتماعية وتقديم الخدمات، بعد عقود من الظلم والاستبداد عاشها شعب كردستان في ظل الانضمة السابقة، واردف،» الا اننا وجدنا بانهم لم يختلفوا كثيرا عن الحكام السابقين، فهم يتجاوزون على حقوقنا باسم القومية والوطنية، ويسلبون مستقبل اجيالنا تحت مسميات وشعارات مختلفة، لذا قررت ان اترك اقليم كردستان واهاجر مع عائلتي، علني اتمكن من تأمين مكان نعيش فيه بامان واستقرار بعيدا هذ الزمرة الحاكمة.
وتابع محمد بعد 27 عاما من الكرد لانفسهم ما زالنا نعاني من ازمة الكهرباء والماء والوقود والبطالة وتفشي الفساد المحسوبية، وقال «لقد بعت منزلي بمبلغ 170 الف دولار امريكي واتفقت مع احد المهربين على ايصالي انا وعائلتي الى احدى الدول الاوربية بطرق غير رسمية (قجق) بمبلغ 100 الف دولار، وانا بانتظار تحديد موعد السفر قريباً».
ويستعد ازاد محمد فضلاً عن الاف اخرين لترك الاقليم والهجرة الى اوربا او امريكا او كندا، في رحلة محفوفة بالمخاطر تشهد سنوياً مصرع الاف المهاجرين في المياه الدولية بين تركيا واليونان او دول المغرب العربي واورباً.
ووفقا لاحدث احصاء اعلن عنه الاتحاد العام للمهاجرين العراقيين، فان اكثر من نصف مليون مواطن كردي تركوا الاقليم خلال السنوات الاربع المنصرمة، وقدموا طلبات لجوء الى احدى الدول الاوربية التي وصلوها بطرق غير شرعية.
وقال رئيس الاتحاد العام للمهاجرين العراقيين اري جلال في تصريح للصباح الجديد، ان ازمة المهاجرين تتفاقم يوماً بعد اخر في ظل استمرار تدفق المهاجرين، على دول الاتحاد الاوربي بطرق غير شرعية، وعدم قدرة السلطات في الاقليم على تأمين سبل العيش الكريم وانهاء الازمات السياسية والاقتصادية وارتفاع مستويات الفقر والبطالة التي يعاني مها الاقليم منذ سنوات.
واضاف جلال، ان احدث احصائية اجراها الاتحاد العام للاجئين تثبت هجرة 24 الف مواطن من الاقليم خلال بداية العام الحالي 2018 بطرق شرعية واخرى غير شرعية (قجغ).
ولفت الى، ان الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام 2017 المنصرم شهدت هجرة 50 الف مواطن كردي نتيجة للتبعات السلبية التي خلفها اجراء الاستفتاء، والتداعيات السياسية والامنية، والحصار الذي فرضته دول الجوار على الاقليم.
واشار الى انه وفقا للمسح والارقام التي حصل عليها اتحاد اللاجئين، فان 73 الف و 609 مواطن تركوا الاقليم خلال الانصف الاول من العام الحالي 2018 وتوجهوا الى اوربا وامريكا، مضيفاً « منذ العام 2014 ولحد الان غادر 550 الف مواطن كردي اراضي الاقليم وقدموا طلبات لجوء في اوربا واميركا.
يشار الى ان اقليم كردستان يمر منذ عدة اعوام بازمة اقتصادية خانقة نتيجة لتفرد الاحزاب الكبيرة بالسلطة،فضلاً عن انخفاض اسعار النفط عالمياً، اضافة الى الازمة التي خلفها تصدير نفط الاقليم بمعزل عن الحكومة الاتحادية، في اطار تطبيق سياسة الاستقلال الاقتصادي، التي باءت بالفشل، وما تلاها من قيام الحكومة الاتحادية بقطع ميزانية الاقليم من الموازنة الاتحادية، بعد ان رفض الاقليم تسليم نفطه الى الحكومة الاتحادية لتقوم بتصديره عبر شركة النفط الوطنية سومو، نظرا للفساد والمحسوبية في الية بيع واسترداد واردات نفط الاقليم المالية، هذا الى جانب التبعات السلبية التي خلفها اجراء الاستفتاء على الوضع المعاشي والمعيشي للمواطنين في الاقليم، وهو ما اصاب المواطنين في الاقليم بحالة من الياس والاحباط، مع تعذر تحسن اوضاعهم المعيشية في ظل الاوضاع الراهنة، ما دفع بهم الى اتخاذ قرار الهجرة علهم يجدون في دول المهجر مبتغاهم في تأمين العيش الكريم.