منع رئيس الوزراء السابق وزوجته من مغادرة البلاد
متابعة ـ الصباح الجديد:
ذكرت وسائل إعلام رسمية إن رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق استدعي للمثول أمام سلطات مكافحة الفساد الأسبوع القادم في إطار التحقيق في اتهامات تطاله.
وكانت السلطات منعت نجيب من مغادرة ماليزيا في اعقاب الانتخابات. وضبطت الشرطة كميات كبيرة من الاموال النقدية والسلع الفاخرة باهظة الثمن في منزله واماكن اخرى الاسبوع الماضي.
وذكرت وكالة الانباء الماليزية الحكومية (برناما) إنه تم استدعاء نجيب للمثول أمام اللجنة الماليزية لمكافحة الفساد يوم الثلاثاء القادم.
ونقلت برناما عن مصدر في اللجنة قوله في ساعة متأخرة الجمعة «حتى الان طلب منه الحضور الثلاثاء القادم لنتمكن من تسجيل اقواله المتعلقة ب اس.آر.سي انترناشونال».
وكانت شركة «اس آر سي انترناشونال» من فروع الصندوق السياسي قبل وضعها مباشرة تحت اشراف وزارة المالية في 2012. وفي تلك الفترة كان نجيب رئيسا للوزراء ووزيرا للمالية في نفس الوقت.
ويعتقد أن مئات ملايين الدولارات المرتبطة بـ «اس آر سي» مفقودة، وهذا جزء من فضيحة الصندوق السيادي المتشعبة.
وتشير التقارير التي تزايدت في السنوات الماضية إلى ان مليارات الدولارات نهبت من الصندوق السيادي من جانب نجيب واسرته والمقربين منه. واغلقت حكومته تحقيقات داخلية في الفضيحة واعتقلت منتقدين كانوا يطالبون بتحقيقات كاملة واسكتت وسائل الاعلام التي تنشر تقارير عن القضية.
لكن رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد البالغ من العمر 92 عاما، ولشعوره باستيائه كبير من الفضيحة عاد إلى الساحة السياسية ليقود ائتلافا من مختلف الاحزاب حقق فوزا انتخابيا كاسحا في 9 ايار/مايو.
هذا وأعلنت السلطات الماليزية منع رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق وزوجته من السفر على خلفية اتهامات بالفساد ونهب أموال ضخمة من صندوق الاستثمارات. وأعلن نجيب السبت عن استقالته من منصبه كرئيس ائتلاف «باريسان ناسيونال» (الجبهة الوطنية)، بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت به في الانتخابات.
وحاول حشد غاضب في مطار كولالمبور منع السيارات مـن الدخول، بعدما أظهرت تذكرة سفر تم تسريبهـا عبـر الإنترنـت أن نجيـب وزوجته التـي لا تحظى بشعبـية فـي البلاد ينويـان المغـادرة إلـى إندونيسيا.
وبعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت به في الانتخابات، أعلن نجيب الاسبوع الماضي أنه سيتنحى من منصبه كرئيس للائتلاف ولأكبر أحزابه، بعد أن تصاعد حجم الضغط عليه من ائتلافه «باريسان ناسيونال» (الجبهة الوطنية) منذ هزيمته في الانتخابات.
وشكلت خسارة الائتلاف على أيدي تحالف قاده مهاتير محمد ضد تلميذه السابق، زلزالا سياسيا أطاح بالنظام الاستبدادي الذي حكم البلاد على مدى ستة عقود.
ويعد مهاتير البالغ من العمر 92 عاما الزعيم المنتخب الأكبر سنا في العالم وسبق أن شغل منصب رئيس الوزراء لعقدين، وكان من أبرز شخصيات «باريسان ناسيونال».
لكنه عاد عن تقاعده، وانتقل إلى صفوف المعارضة في محاولة للإطاحة بنجيب على خلفية الاتهامات بنهب أموال ضخمة من صندوق ماليزيا الاستثماري (1ام دي بي) الذي أسسه الأخير وأشرف عليه.
ومنذ فوز المعارضة، وافق الملك على العفو عن السياسي البارز أنور إبراهيم الذي كان خصم مهاتير قبل أن يتحالف معه في تحرك قد يمهد لعودته إلى الحياة السياسية ليصبح بالتالي رئيسا للوزراء. وتوقع عدد من كبار أعضاء حزبه أن يتم الإفراج عنه الثلاثاء.
*فضيحة مالية
وفي الوقت الذي تعهد فيه مهاتير التحقيق في فضيحة (1ام دي بي) لدى فوزه بالانتخابات، سرت تكهنات بأن نجيب قد يحاول الفرار.
لكن نجيب أصر في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنه كان يخطط فقط للذهاب في «إجازة قصيرة» إلى الخارج للراحة بعد الانتخابات والعودة إلى ماليزيا الأسبوع المقبل. وذلك عقب انتشار صورة مسربة لتذكرة السفر إلى جاكارتا عبر الإنترنت.
لكن حدة الغضب ازدادت في أوساط مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين اتهموه بمحاولة الهرب، ما دفع وزارة الهجرة إلى الإعلان سريعا أنه منع وزوجته روسمة منصور من مغادرة ماليزيا.
وأكد مهاتير أنه أصدر الأمر بمنع الزوجين من المغادرة، وقال في مؤتمر صحافي «صحيح، أنا منعت نجيب من مغادرة البلاد (…) هو وزوجته».
وأوضح نجيب عبر موقع «تويتر» أنه أُبلغ بهذا الإجراء مضيفا: «أحترم القرار وسأبقى في البلاد مع عائلتي».
ولطالما أثارت روسمة الغضب الشعبي في ماليزيا، جراء شغفها برحلات التسوق الفاخرة وامتلاكها لمجموعة واسعة من حقائب اليد الباهظة الثمن، وفق تقارير.
ولدى سؤاله عما إذا كانت القيود على نجيب مرتبطة بملف «1ام دي بي»، قال مهاتير: «هناك كثير من الشكاوى بحقه ويجب التحقيق في جميعها (…) نرى أن بعض الشكاوى محقة. علينا التحرك سريعا ولا نريد أن نواجه مشكلة (طلبات) تسليمه من دول أخرى».
وفي وقت سابق، سارع العشرات إلى المطار في محاولة لمنع الزوجين من المغادرة بينما انتشرت شرطة مكافحة الشغب عند مدخل المطار حيث يفترض أن يتوجه نجيب.
ولدى محاولة حافلة بيضاء بنوافذ معتمة المرور، حاصرها الحشد وطالب برؤية من في داخلها. ولم يسمح لها بالمرور إلا بعدما أنزل الأشخاص الذين كانوا في داخلها إحدى النوافذ للإثبات أن نجيب ليس بالداخل.
*استقالة لا مفر منها
وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق السبت، أعلن نجيب تنحيه عن رئاسة ائتلاف «باريسان ناسيونال» وأكبر أحزابه المنظمة الوطنية للمالاي المتحدين.
ويبدو أن استقالته كانت أمرا لا مفر منه في ظل تنامي السخط في صفوف الائتلاف، عقب هزيمته التاريخية في الانتخابات.
وقال نجيب «عندما يفشل الحزب في الانتخابات العامة، من واجب زعيمه الأخلاقي التنحي. وبناء على هذا المبدأ قررت التخلي عن المنصبين».
من جهته أعلن مهاتير أول ثلاثة تعيينات في حكومته، لوم غوان انغ وزيرا للمالية ومحيي الدين ياسين وزيرا للداخلية بينما سلم حقيبة الدفاع لمحمد سابو.
أما كزافييه جاياكومار، نائب رئيس حزب أنور، فقال إنه من المتوقع أن يتم الإفراج عن السياسي المسجون الثلاثاء.
وكان أنور الوريث المحتمل لرئاسة الوزراء إلى أن أقاله مهاتير في 1998 قبل أن يتم سجنه بتهمتي اللواط واستغلال السلطة.
لكن في تحول لافت حتى بالنسبة للسياسة الماليزية المليئة بالمفاجآت، تصالح الرجلان ووحدا صفوفهما في وقت خيمت الفضائح والاتهامات بالاستبداد على نجيب.
وسجن أنور الذي بات يبلغ من العمر 70 عاما مجددا في 2015 خلال عهد نجيب ومن المفترض أن يطلق سراحه الشهر المقبل.