تلال القمامة تتكدس بإحدى بوابات الموصل
نينوى ـ خدر خلات:
في مدخل يعد رئيسا، ويربط مدينة الموصل بناحية بعشيقة وصولا الى قضاء عقرة، تتكدس تلال من النفايات في أماكن ليست بعيدة عن دعايات بعض المرشحين للانتخابات النيابية، بينما مجموعة من الأطفال (النبّاشة) ينتظرون وصول عربات تحمل المزيد من النفايات لالتقاط ما يمكن تدويره والاستفادة منه، كالمواد البلاستيكية والورق المقوى فضلا عن المعادن مثل النحاس والألمنيوم (الفافون) والخشب الذي يستعمل في الطهو، على وفق أحاديثهم.
السيد رافع نافع داؤود مدير خدمات البلدية في قطاع التحرير، تحدث لـ “الصباح الجديد” حول سبب تجمع هذه الكميات من القمامة بمدخل مدينة الموصل وقال “قطاعنا يمتد من حي المثنى الى حي القاهرة ومن حي القادسية الى حي صدام، وهي رقعة شاسعة جدا وتشمل 34 حيا سكنيا (شرقي الموصل)”.
واضاف “قبل سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل كان لدى قطاعنا نحو 980 آلية والان لا نملك سوى 18 آلية، لان داعش سرقها او فجر بعضها واستعمل البعض لصنع عوائق امام القوات الامنية خلال عمليات التحرير، اضافة الى انه في القسم الواحد من القطاع البلدي (القطاع يشمل قسمين اثنين) كان لدينا 160 عاملا، الان في عموم القطاع لايوجد لدينا سوى 70 عاملا”.
وتابع داؤود بالقول “برغم شحة عدد الاليات، ومعاناتنا من توفير الوقود للاليات القليلة اصلا، والمشكلة الاخيرة نعاني منها بشدة وتؤثر في خدماتنا، لكننا نبذل جهودنا لرفع النفايات من الاحياء الاربع والثلاثين، حيث نرفع يوميا 200 طن من النفايات، وننقلها الى خارج حدود البلدية، حيث نصفها ننقله مباشرة الى موقع الطمر الصحي بالمنطقة الملوثة في كوكجلي، والنصف الاخر نرميه على طريق الموصل بعشيقة حيث تقوم آليات اخرى بتحميله ونقله الى كوكجلي، ونحن نرغب بنقل كل النفايات مباشرة الى كوكجلي، لكن توجيهات الجهات الامنية بتقييد حركة العجلات ليلا جعلنا نضطر لهذا الاجراء المؤقت”.
مبينا ان “وجود النفايات بهذا الموقع لن يستمر، لاننا على ابواب فصل الصيف، وفي حال رمي القمامة بهذه النقطة سيكون من الصعب على السكان القريبين التعايش مع الروائح والحشرات التي ستتجمع بكثرة صيفا، ونحن بانتظار وصول آليات اخرى، وخاصة الكابسات للتخلص من هذا الاجراء المؤقت، علما ان حيا مثل حي صدام، نضطر الى رفع النفايات من شوارعه ومن امام الدور لمرة واحدة في الاسبوع لانه هنالك الية واحدة فقط مخصصة لهذا الحي السكني الكبير”.
ولفت داؤود الى ان “معضلتنا الرئيسة هي قلة الاليات، وشحة في الوقود، فضلا عن النقص الكبير في الكادر، علما ان هناك المئات ممن يرغبون بالعمل في دوائر البلدية، لكن لا يوجد تخصيصات لذلك، بل ان العمال الحاليين يطلبون اجور 3 اشهر سابقة، ونسعى الى استحصالها لصرفها لهم”.
منوها الى ان “مشكلة النباشة هي مشكلة اخرى، حيث يقومون بحرق بعض النفايات، وتنتقل الادخنة والروائح الكريهة الى الاحياء القريبة، ونحن دائما ما نحذر اولئك النباشة من هذه الاعمال، لكن للاسف لا يمكن السيطرة عليهم حيث يقولون ان عائلاتهم تعتمد على ما يحصلونه من نبش القمامة”.
أحد الاطفال العاملين في مهنة النبش في القمامة قال لنا “نحن نلتقط أي شيء نرى انه يمكن إعادة بيعه، حيث نلتقط المواد البلاستيكية والورق المقوى، كما نلتقط الاسلاك واية معادن نحاسية او فافون، بل حتى الأخشاب نلتقطها لاستعمالها في الطهو”.
مبينا ان “هناك تجارا يشترون منا هذه المواد التي يتراوح سعر الطن من البلاستيك بين 160 الى 175 الف دينار، اما النحاس والالمنيوم فنبيع الكليوغرام الواحد من 1000 الى 1500 دينار عراقي، ويتم نقل كل هذه المواد الى معامل للتدوير في اربيل”.
وعندما قلنا لهم، الا تفكرون بالعودة لمقاعد الدراسة، اجاب احدهم “الدراسة ضاعت علينا وفي الوقت نفسه عائلاتنا لا معيل لهم والمدرسة لا توفر اي مصدر رزق حاليا بل انها تتطلب مصاريف كالملابس وغيرها”.