السليمانية ـ عباس كاريزي:
دعا الستر بورت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط والتنمية الدولية جميع الأطراف السياسية العراقية، وخاصة الكرد، الى لعب دور فاعل في تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بعد الانتخابات المقبلة في العراق.
وقيم بورت خلال لقائه رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني في اربيل وفقا لبيان لحكومة الاقليم تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، عاليا الخطوات التي اتخذتها حكومة كردستان لتطبيع الاوضاع مع بغداد واعادة بناء الثقة بين الجانبين، معبرا عن الامل في حوار اكثر جدية لحل المشكلات، مؤكدا ضرورة ان يلعب جميع الاطراف، وخاصة الطرف الكردي، دوره في تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بعد الانتخابات المقبلة.
واضاف البيان ان رئيس حكومة الاقليم اشاد بدوره بالمساعدات العسكرية والانسانية البريطانية لاقليم كردستان، وتمهيد الارضية لبدء الحوار بين اربيل وبغداد، كما رحب بفكرة الاهتمام بالجانب الاقتصادي بعد الانتخابات واقرار الامن في العراق، معبرا عن استعداد اقليم كردستان لتقديم جميع التسهيلات والمساعدة في هذا الاطار، ورأى ان من الضروري ان تدعم الدول الحليفة وبريطانيا تطبيق الإصلاحات في العراق عموما وفي اقليم كردستان على وجه الخصوص.
في غضون ذلك شن الاتحاد الوطني الكردستاني هجوما شديد اللهجة على منافسيه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال قباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم نجل الرئيس الراحل والامين العام السابق للاتحاد الوطني الكردستاني، ان الاتحاد الوطني لن يقبل مجددا ان تتلاعب بعض الاطراف السياسية بمستقبل جماهير شعب كردستان، وان يتم التآمر على الاتحاد الذي قال انه سيرد بقوة على أية تهم توجه اليه لاحقا.
وتابع طالباني في كلمة القاها خلال تجمع لانصار حزبه في محافظة حلبجة، ان الرئيس طالباني كانت لديه رؤية واضحة للسلام والديمقراطية وحقوق الانسان والتعايش المشترك، وان جماهير الاتحاد ستحافظ على هذه الرؤية، مضيفاً ان هذه الرؤية تواجه الان الكثير من المخاطر،» لذا علينا ان لا نسمح للاخرين بالتلاعب بمستقبلنا وان يقامروا بمستقبل الاجيال القادمة في كردستان».
واكد طالباني، ان ذلك يتحقق عبر ارسال فريق قوي الى بغداد للعمل على تثبيت واستحصال الحقوق المشروعة للكرد وضمان مستقبل افضل لهم في العراق.
طالباني قال كذلك ان خصومنا يشنون حملة شعواء وبعيدة عن الانصاف ضد الاتحاد الوطني يحاولون بشتى السبل اضعاف الاتحاد، ونحن لن نقبل بذلك وسنفشل مخططاتهم، واننا سندافع عن حقوقنا ومطالبنا في بغداد وسنتجه بعد الانتخابات نحو التجدد وعقد المؤتمر العام الرابع.
وانتقد طالباني بشدة التهم التي توجه الى حزبه من قبل حركة الجيل الجديد بزعامة رجل الاعمال شاسوار عبد الواحد ، الذي قال انه يظهر نفسه كمدافع عن حقوق الشعب وأموالهم بينما هو مدين لحكومة الاقليم بمبلغ 50 مليون دولار من دون ان يعيدها الى خزينة حكومة الاقليم.
وحول موقف تحالف الديمقراطي والعدالة بزعامة برهم صالح قال طالباني ان صالح بقي في الحزب وقيادته عندما كان الحزب ثريا ولديه موارد مالية ضخمة، وخرج عليه وهو يقدم الان نفسه كمعارض بعد ان تدهورت أوضاعنا الاقتصادية وتركنا وشكل تحالفا جديدا، وهو يتحدث الان بنبرة انتقادية حول تقصير وفشل حكومة الاقليم، مضيفا ان الشعب لم ينسَ بان هذا الشخص شغل منصب رئيس حكومة الاقليم لولايتين متتاليتين وكان لعدة سنوات نائبا للأمين العام للحزب، فلماذا لم يجرِ الاصلاحات التي يتشدق بها برغم وجود اموال طائلة بحوزته خلال ترؤسه لحكومة الاقليم خلال السنوات السابقة.
بدوره اكد السياسي المستقل عضو مجلس النواب السابق الدكتور محمود عثمان، ان على الكرد ارسال افضل الناس واكثرهم خبرة وأعلاهم مرتبة سياسية الى بغداد مستغرباً، من عدم ترشيح اي قيادي او زعيم سياسي بارز نفسه على القوائم الكردية المتنافسة على مقاعد مجلس النواب العراقي في الاقليم.
وتابع عثمان في حديث للصباح الجديد، انه لا يوجد الان خطاب او قضية كردية موحدة، وان الخطاب الحزبي طاغ وهو يفتقر الى التمثيل الحقيقي للشعب، وانه لا يوجد الان شيء اسمه القضية الكردية التي قال انها اصبحت ثانوية مفقودة في ظل سطوة القضايا الحزبية، التي ادت الى اضعاف الموقف والحقوق الكردية.
واشار عثمان الى ان الاستفتاء خلف نتائج سلبية، برغم ان العالم بأجمعه دعا القيادات الكردية الى عدم إجرائه وحذر من نتائجه، وقالوا لنا صراحة ان حقوق الكرد موجودة في بغداد وان عليكم التفاهم مع بغداد، مشيرا الى ان حقوق الكرد موجودة في بغداد ومثبتة بالدستور العراقي وعلى الكرد الآن التفاهم مع بغداد، وهي رغبة العالم باسره إلا انه ومع الأسف القيادة الكردية لم تدرك ذلك إلا مؤخرا.
ودعا عثمان الاطراف السياسية الى الابتعاد عن التسقيط وتبادل تهم التخوين والعمالة بين القوى السياسية خلال حملات الدعاية الانتخابية، متوقعا ان يحدث تغييرا في المشهد السياسي بالاقليم نظرا لتعدد القوى المشاركة واختلاف برامجها الانتخابية، مبينا ان التعددية الحزبية لم تكن عاملاً ايجابيا وتسببت في تعميق الخلافات بين الاحزاب الكردستانية على العكس مما كان مرجوا منها.
وتأتي تصريحات عثمان جراء التشظيات في مواقف الأحزاب الكردية بعد الاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم كردستان في أيلول من العام المنصرم