هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 48
سفرة إيطاليا و إنكلترا
في آب 2002 واثناء سنوات الحصار الصارم على العراق غادرت الى انكلترا عن طريق ايطاليا لزيارة أولادي ، وكنت أفكر مع نفسي بعد خمسين سنة من العمل المستمر في الهندسة ، بالتقاعد عن العمل بعد أن تقطعت بنا السبل في العراق وقرب فقدان الأمل لتوقف مكتبنا عن الاعمال الاستشارية لما يقرب من عشر سنوات من الحصار والتضخم النقدي ونفاد احتياطياتي المالية في العراق وفقدان الأمل من العمل في العراق.
استقبلتني صديقتي المهندسة راجحة ابراهيم في مطار ميلانو ، وبعد وصولنا الى الفندق
والاستراحة ، أعلمتني أن البروفسور « بريزيكللا « سيكون بالانتظار في مدينة « بادوا « شمال ايطاليا ويرغب في لقائي . بروفسور «بريزيكللا» الذي تعرفت علية في بغداد لدى المعهد الايطالي لصيانة الآثار ، هو أحد المهندسين المدنيين البارزين والاساتذة في « بادوفا – ايطاليا « ومتخصص في صيانة الآثار ، كما ويدرس في جامعة « بادوا « الايطالية . قضيت ليلة في ميلانو وغادرنا في اليوم التالي بالقطار الى بادوا حيث التقيت مع «بريزيكللا» وتحدثنا عن مستقبل الأعمال الاستشارية في العراق ووجود دعوات لمهندسين متخصصين بصيانة الآثار لدراسة منارة الحدباء في الموصل , واحتمالات دخول القوات الأمريكية الى العراق حسبما تتحدث فيه الصحافة العالمية.
استفاد د.عمر الدملوجي رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعه بغداد من وجود بريزيكللا في بغداد لالقاء محاضرة عن صيانة الجسور وشرح نظريات تصاميم الجسور لتلقي تأثيرات الزلازل.حضر تلك المحاضرة عدد من الزملاء المهندسين المدنيين المعنيين بالافكار هذه ومنهم الاستاذ احسان شيرزاد.
وأنا في «بادوا» عرفني « بريزيكللا « على بعض الشركات الايطالية الاستشارية وشركتين صناعيتين. لم تبدِ أي من تلك الشركات الاهتمام بالعمل بالعراق بسبب الظروف الحالية.
دعاني صديقي بريزيكللا الى مكتبه وبعدها الى دعوة عشاء في بيته للتعرف على عائلته ووالدته . انتبهت الى سعة الشقة التي يعيش بها هذا الاستاذ وأعداد الغرف المتواجدة وانتبهت الى سقف غرفة الضيوف والاستراحة التي يبلغ طولها زهاء عشرة امتار وعرضها 5م . السقف مقسم الى مربعات 1×1م وكل مربع مرسوم برسم زيتي يمثل حياة العائلة واشخاصها والمناسبات المهمة التي مرَت بها وكلها ذكرتني بالفنانين الكبار ، «مايكل أنجيلو» الفنان المشهور الذي رسم سقوف الكنائس قبل عدده قرون و بقاء هذه التقاليد الفنية في حياة العائلة الايطالية .
اصطحبني بريزيكللا الى جامعة بادوفا في احد الايام واطلعني على بناء عمادة الجامعة ، واذا بهذا البناء عبارة عن عمل فني كبير ومتكامل . طراز البناء فينيقي مستوحى من البيوت الشرقية بوجود الحوش الوسطي الذي وضع فيه عمل نحتي لفنان ايطالي مشهور تفتخر به و بأعماله جامعة بادوفا . جدران الطابق الأرضي وجدران الطابق الأول مرسوم عليها اشكال فنية تخلد بوضوح اساتذة الجامعة وعمداءها عبر العصور وتخلد منجزات طلبتها . تمتعت بزيارة هذا البناء الفريد الذي باعتقادي يمثل نموذج معمارِياً بفن رفيع المستوى .
حياتنا في لندن
وصلت الى لندن في صيف 2002 وسكنت حسب العادة مع أولادي غادة وكميت في شقتنا في ضاحية Southfields – London والمجاورة الى «ويمبلدون» الضاحية المشهورة بساحات التنس العالمية وابطالها.
كان ابني كميت قد سكن لندن بعد انهاء دراسته في امريكا منذ اوائل ثمانينات القرن العشرين ويعمل في مشاريع البناء في لندن . أما ابنتي المهندسة المعمارية غادة فقد تركت بغداد للدراسة في لندن سنة 1995 ، وبعد حصولها على شهادة الماستر من جامعة لندن ، عملت كمهندسة معمارية مع عدد من الشركات في لندن واستقرت في عملها أخيراً في الجامعة المشهورة «Imperial College» ومتابعه لهواياتي واهتماماتي زرت احيانا مع غادة وكميت في لندن أو مع اصدقاء ، العديد من المعالم المعروفة والمشهورة سواء كانت سياحية أو أثرية أو علمية . ركزت كذلك في تلك الفترة على قراءة مذكرات قيادات البعثيين أو المبعدين أو الهاربين أو رموز الحزب , من ناحية وقراءة تقارير او الكتب الصادرة عن المخابرات العالمية والمعاهد والمؤسسات للتعرف اكثر على سياساتهم ومواقفهم من الأحداث العالمية وما يدور حول العراق . ظهر العديد من الكتب حول صدام حسين أو حزب البعث واسلحتهم وكانت محطات التلفزة العالمية تبحث ذلك بصورة مستمرة . لا يستطيع الفرد المتتبع أن يجد الوقت الكافي لقراءة كل ما يكتب … ولا ندري ما هو الصحيح .
« كولن باول « وزير خارجية أمريكا ادعى في مجلس الأمن ان صدام قد شيد معامل لا نتاج اسلحة الدمار الشامل تحت بحيرة الرزازة ويعرض امام المجلس خرائط بذلك . لم استطع تقبل تلك الاكاذيب العالمية في مجلس الأمن وأنا على اطلاع مستمر على نشاطات الأعمال في منطقة كربلاء. يالها من اكاذيب رسمية اصبحت من وثائق مجلس الأمن . يتضح ان المخابرات العالمية لبعض الدول قد سخرت عدداً من الكتاب والمحررين لكتابة وطبع عدد من الكتب للتشهير بصدام,نشرت على نطاق عالمي . نحن من الشريحة الفنية العاملة في بغداد و العراق ولسنا من السياسين الحزبيين خلال كل تلك الفترات من الزمن كنا نعلم بشكل أو بآخر عن نشاطات الحكومة العراقية حتى وان كانت اعمالاً سرية . الاخبار تتسرب من المعارف ومن المجتمع العراقي بشكل مموه . لا يوجد أمر سري بالعراق … سواق باصات الركاب في الكوت ينادون الزبائن « نفر .. نفر .. للمطار السري « ويقصد به الى المطار العسكري السري الذي شيدته وزارة الدفاع في محافظة واسط .
وللعودة قليلاً الى الخلف وفي ضوء زياراتي العديدة الى لندن خلال فترة الحصار على العراق ..
لا يمكن ان انسى حفلة رأس السنة 2000 وهي الاحتفال الكبير بمناسبة انتهاء القرن العشرين ، التي قضيناها مع اولادي غادة وكميت وزوجته ساندي في قاعة الاحتفالات المشهورة The Royal Albert Hall والتي غنى فيها العديد من المغنين البريطانيين المشهورين ، كما اشتركت فرق London Symphony Orchestra من ادنبرة و كارديف وعاصمة ارلندا الشمالية في شمال ارلندا بالعزف والغناء ولحفل الختام بدأت الأغاني تكون جماعية اي يشترك فيها جميع الحضور في جميع قاعات المدن المذكورة ، يقفون ويغنون الاناشيد الوطنية التي تجمع الشعب البريطاني في ايامه العصيبة واذا بالبريطانيين جميعا زوار القاعات أو الآخرين في انحاء بريطانيا ينشدون ويغنون الاغاني نفسها في نفس الوقت …. فاذا ما تخيلنا ان الكثير من البريطانيين يشاهدون احتفالات رأس السنة على التلفزيونات لشعرنا بأن بريطانيا العظمى بأجمعها تتمتع بسماع الموسيقى وتغني سوية في تلك الليلة من شمالها وحتى جنوبها ، الأغاني التي توحد الأمة . ذلك يدلنا على عظمة الشعوب . وأقول « بأن يجب ان تتوفر العديد من الخواص المهمة والكبيرة في شعب دولة حتى نطلق على بعض منها …. دولة عظمى «.
يسكن في بريطانيا و لندن أجيال من العراقيين الذين هاجروا منذ ثورة 14 تموز 1958 . من هؤلاء العديد من الأقارب والاصدقاء والمعارف وعلى مختلف الأجيال .. يوجد في لندن جمعية المهندسين العراقيين ، ينتمي اليها المئات من المهندسين ومن مختلف الاختصاصات . ويوجد كذلك جمعية أطباء وجمعية محامين في لندن ، كما ينتمي التجار والاقتصاديون الى مؤسسات وجمعيات متخصصه . ومن هؤلاء التجار واصحاب رؤوس الأموال العديد من كبار تجار العراق الشباب . من كل ذلك فاني لا أشعر بالغربة في لندن وأعرف العديد من اولئك من الاصدقاء والمعارف العراقيين والانجليز ويتمتع الانسان عند لقائهم بالتعرف على خبراتهم العديدة التي اكتسبوها كل منهم عبر عقود من الترحال والعمل . إلا ان لندن معروفة من الآخرين كما أعرفها ، أي معروفة بأنها وطن العلم والفن والموسيقى وهي نسبة لي مرجعي الأخير للحصول على المعرفة . فالمكتبات المتخصصة والمعاهد العلمية المنتشرة في وسط لندن والمكتبة البريطانية والمتحف البريطاني الذي يضم العديد من اثار الحضارات العراقية هي من المناهل الرئيسية التي يمكن ان ينهل منها المتخصص ما يحتاج الية من معرفة.
لا ارغب في التحدث هنا عن علاقاتي مع اصدقائي واقاربي في لندن ولكن أعبر بالصور عن ذلك .
حصار الامم المتحدة وانهيار البنى التحتية وتفتت النسيج الاجتماعي خلال التسعينيات
العراق كما رأيته دائما وهو سليل الحضارات السومرية والبابلية والآشورية والاسلامية ، هو كالحديقة الجميلة المليئة بالأزهار والورود من مختلف الألوان والروائح . فالمدن العراقية حملت جميع تلك الأطياف من أديان وقوميات ومفاهيم وفلسفات وأزياء وثقافات ، فالبعض يتغنى بالأدب والغناء العربي الرفيع والآخر يتغنى بالشعر والغناء الكردي والاعياد مليئة بالأزياء المزركشة من مختلف القوميات والتقاليد ، والموظف العراقي في بلده ينقل هو وعائلته لأداء الواجب من كركوك الى الموصل أو الديوانية ومنها الى الرمادي أو البصرة أو السليمانية ، وبالتالي كان العراقي محملا بثقافة المجتمعات العراقية وبمفاهيم الجيرة والاخوة والألفة والفكر والثقافة العراقية.
بدأت هجرة المثقفين والعقول العراقية بشكل مكثف منذ وصول حزب البعث الى السلطة في أواخر ستينات القرن العشرين ، وتلتها حرب الخليج الاولى بين العراق وايران والآثار المدمرة للحصار الاقتصادي من قبل الأمم المتحدة بسب حرب الكويت أو الخليج الثانية ، كل تلك المؤثرات ادت الى التخلف الحاصل في التدريس على مختلف مستوياته من الابتدائية وحتى الجامعة بسبب منع استيراد الكتب العلمية والثقافية والمجلات للسبب المذكور ، كل ذلك حجب الثقافة عن أجيال من العراقيين ، وبالتالي أحداث فراغاً كبيراً من الحاجة الى المتخصصين والمتعلمين في كل الاختصاصات لتطوير البلد مما يؤدي الى الاعتماد على القوى العاملة الأجنبية لهذا الغرض مستقبلا .
كان الحصار قاسيا على العراقيين حين بدأ بعد حرب الخليج الثانية ولمدة نحو اثنتي عشرة سنة لقد حطم الحصار معظم البنى التحتية للبلد بسبب توقف استيراد المواد الاحتياطية وأعمال الصيانة لصيانة شبكات البنى التحتية ومحطات الماء والكهرباء والمستشفيات والمعاهد العلمية . لم يكن قاسيا على قيادات حزب البعث لأن كل امكانات الدولة كانت مسخرة في صالحهم ، بل كان الحصار حصارين على العراقيين ، الأول من قبل الامم المتحدة على العراق والعراقيين ككل من ناحية … ومن الناحية الثانية من قبل حزب البعث على العراقيين عن طريق منع السفر الى خارج العراق ومنع استيراد الصحف العالمية أو المجلات والكتب والمراجع العلمية.
شمل الحصار بالإضافة الى السيطرة على واردات النفط وتحديد استعمال عائدات العراق المالية بموجب قوانين الامم المتحدة ، شمل منع استيراد كل ما يمكن ان يفسر له علاقة بالمنتوج الحربي أو القطعات العسكرية أو ما يفيد حزب البعث ، فأقلام الرصاص منع استيرادها خشية استعمال ال(كرافايت) وهو لب الاقلام في الانتاج الحربي ، كما منع استيراد سيارات الاسعاف خشية استعمالها للأغراض العسكرية والكثير من المواد بموجب قوائم منع الاستيراد لدى الامم المتحدة.
أصبح الحصول على الدولار أمر غير سهل على العراقيين وليس قيادات البعث ، فارتفع معادل صرف الدولار الى الدينار وأخذ يؤثر على أعمالنا . توقفنا كمكتب استشاري عن طلب اي عمل جديد خشية تضاعف كلفة الانجاز قبل انجاز التصاميم بسبب التضخم النقدي . ارتفعت الأسعار و تدهورت القوة الشرائية لرواتب الموظفين الذين لاحول لهم ولا قوة في هذا الموضوع . حدثني في تلك الفترة احد الأصدقاء من حاملي شهادة الدكتوراه وهو استاذ جامعي ، حيث كان يعمل في حملات إعادة الاعمار بأن راتبه لا يتجاوز 8 دولارات شهريا . وفي حالة اخرى فتح أحد موظفي الدولة جرارة مكتبه في دائرة رسمية ليضع فيها كل مراجع أو من تنجز معاملته بعض المال لمساعدته هو وجماعته على العيش.
وبعد شهور من الحصار الصارم ، بدأت العوائل تشكو وتتضجر. وانحسرت الأعمال وتقلص الطلب على العمالة بسبب التقشف وعدم اطلاق مشاريع جديدة ، وانحسرت الأعمال الاستشارية ان وجدت لتناط بالمراكز الحكومية فقط وازدادت البطالة بين المهندسين الى درجة مخيفة ، في الوقت الذي اصبحت قيمة الرواتب أي دخل العائلة لا يكفي لإعاشتها ولا يكفي لسد رمق العائلة لأيام قليلة .
في هذا الوقت من الزمن في تسعينات القرن العشرين ازدادت مقاومة البعض من سكان الأهوار والآخرين الذين التجأوا اليها للهرب من بطش الحكومة والحزب آنذاك ، وبسبب ذلك أرسل صدام حسين فرقة من الجيش لتقوم بتوجيهات من ابنه « قصي « بالقضاء على العصاة .وحجبت في نفس الوقت معظم التخصيصات البلدية عن معظم بلديات جنوب العراق وذلك على اعتبار ان سكان المدن يتعاطفون مع المنتفضين .
حلت الكوارث بسكان الأهوار في ذلك الوقت بسبب القصف الجوي أو القصف المدفعي ، إلا أن اولئك الأبطال قاوموا وثبتوا بالأرض . عند زيارتي مع خبير كهرباء نمساوي الى محطة كهرباء الناصرية في مهمة فنية ، وتجولنا في مدينة الناصرية للاطلاع على معالم المدينة ، لاحظنا بالإضافة الى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لساعات طويلة من النهار فإن معظم شوارع مدينة الناصرية مكدسة فيها اكوام النفايات ، بسبب عدم توفر التخصيصات المالية لتنظيف المدينة وذلك انتقاما من الأهالي. وهكذا كانت أحوال البعض الآخر من مدن جنوب العراق اثناء الحصار.
وفي أنحاء العراق الأخرى عدا كردستان ، التي انعزلت عن العراق منذ تلك الفترة 1992، بدأ سكان المدن أولا في بيع ما زاد لديهم من الأجهزة الكهربائية . لاحظنا أولا بيع معظم سكان مدن جنوب العراق لأجهزتهم الكهربائية كالتلفزيونات والثلاجات والأجهزة الاخرى التي تعمل على الطاقة الكهربائية لعدم توفر الطاقة في معظم الأوقات بتلك المدن .
مرت سنوات الحصار وتأزم الوضع الاقتصادي في العراق بشكل حاد ولم يجدِ نفعا تذمر العوائل العراقية وشكواها . في احدى لقاءات اتحاد نساء العراق برئاسة السيدة منال الآلوسي وكانت رئيسة اتحاد نساء العراق ، شاهدنا حوار صدام حسين مع بعض النساء عندما رجوه بشكل خاص لحل أزماتهم المالية لعدم كفاية رواتب أزواجهم الذين هم من الحزبيين أو الطبقة الوسطى في المجتمع العراقي ، عندما أجاب صدام حسين بانه لا يستطيع تلبية طلبهم أبدا وأبلغهم « كل من يرغب في زيادة دخله فليعمل مع عمال الطين» أي ليعمل كعامل في البناء . استاء الشعب كثيراً من هذا القول وحتى الحزبيين منهم.