مسعود بارزاني يحاول توظيف الأزمة مع بغداد لمنفعته السياسية
السليمانية–ـ عباس كاريزي:
أكدت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد، أن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني يسعى لتعميق الخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وتوظيف واستغلال الخلافات والمسائل العالقة لتبرير عودته الى المشهد السياسي في الإقليم.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن بارزاني الذي وضع حزبه والإقليم بنحو عام في وضع لا يحسد عليه نتيجة لإجراء الاستفتاء، يعمل على إيجاد مبررات تضمن له العودة الى الساحة السياسية، مشيرة الى أنه وجّه أعضاء حزبه، خلال آخر اجتماع بالعمل، على تقطيع أوصال علاقة إقليم كردستان بالحكومة الاتحادية والأحزاب السياسية العراقية، والإبقاء على الأزمة بين أربيل وبغداد على حالها، على عكس ما يسعى اليه ابن أخيه ونائبه في الحزب نيجرفان بارزاني.
المصادر اكدت ان زعيم الحزب الديمقراطي وبعد ان فشل في توظيف الاستفتاء لكسب الرأي العام الكردي، لصالح مخططاته الحزبية والعائلية فانه يستخدم الان ورقة اقرار الموازنة الاتحادية في مجلس النواب بمعزل عن الكرد لتغذية التباعد والتنافر بين مكونات البلاد، وايهام الشارع الكردي بان مخططاته الانفصالية، كانت مبنية على اساس التهميش المستمر للكرد في العملية السياسية.
وتابعت « وبعد مرور خمسة اشهر على اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان والتداعيات والازمات السياسية والاقتصادية التي خلفها على كاهل المواطنين في الاقليم، فان بارزاني ومن لف لفه لم يقدموا اعتذارا الى المواطنين، الذين تحملوا تبعات الاستفتاء الذي وصفته بالعبثي، بعد ان كان يقول انه مستعد لتحمل كافة نتائجه اذا كانت سلبية وكان يدعي حصوله على دعم ومساندة اميركا واوربا لاجرائه».
وكان نائب رئيس برلمان كردستان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي جعفر ابراهيم، وفي اطار التوجيهات الحزبية التي ينفذها، قد قال، ان الحل الامثل المتبقي امام اقليم كردستان بعد مصادقة مجلس النواب على قانون الموازنة، بمعزل عن المكون الكردي، هو انسحاب الكرد من العملية السياسية في العراق.
وهو ماعده مقرر اللجنة المالية النائب عن الجماعة الاسلامية احمد حاجي رشيد بانه ورقة محروقة حتى قبل استخدامها.
وتابع حاجي رشيد في تصريح تابعته الصباح الجديد ان التلويح بالانسحاب من العملية السياسية من قبل الكرد كرد فعل على عدم ادراج مطالبهم في الموازنة الاتحادية ورقة خاسرة، واردف «كما كان استخدام كارت الاستفتاء بشكل عبثي غير مدروس في المكان والزمان، الذي ذهب ضحية للفساد والفشل الذي يعشيه الاقليم في ظل الادارة السياسية الحالية، ورقة خاسرة ايضاً.
واضاف حاجي رشيد، ان تفكير بعض الاحزاب السياسية الكردستانية في استخدام كارت الانسحاب من العملية السياسية، سيسهم باضافة ازمة جديدة الى ازمات الاقليم المتراكمة، وهو عدا عن انه سيعمق صفحة المشكلات العالقة مع بغداد، فانه لايمثل شيئا اخرا، مبينا ان انسحاب الكرد من العملية السياسية يجب ان يستند على وحدة الموقف وبناء وصيانة البيت الكردي، الذي عدّه غير موجود حالياً.
وعلى صعيد تشرذم القوى السياسية وبروز صراعات داخل الاحزاب الكردية نفسها رصد تقرير لموقع نقاش، ملامح “صراع خفي” بين رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني وابن عمه، مسرور بارزاني، مشيرا إلى أن كل طرف يملك مجموعة قوية يسعى عبرها إلى ترسيخ دوره.
وذكر التقرير إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يبدو كأكثر الأحزاب الكردية تماسكا داخليا، إلا انه لا توجد ضمانة في بقائه كما هو بعد الاستفتاء وابتعاد زعيم الحزب مسعود بارزاني عن الحكم.
واضاف، أن “من السائد في العمل السياسي في كردستان أن تتعرض القوى السياسية لوباء الانقسامات والتكتلات، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني نادرا ما أصيب بهذا المرض، وربما يكمن السر في أن الحزب نشأ منذ البداية كحزب عائلي انتقلت فيه السلطة من الأب إلى الابن”.
وأوضح التقرير أنه “منذ حوالي اربعين عاما وتحديدا منذ عام 1979 اعتلى مسعود بارزاني هرم السلطة في الحزب الديمقراطي وتمكن من الحفاظ على مركزيته، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت صراعا خفيا بين ابنه مسرور بارزاني وابن أخيه نيجيرفان بارزاني وظهرت خيوطه اكثر وضوحا منذ الاستفتاء الذي أجراه الحزب الديمقراطي في ايلول من العام الماضي”.
وأشار إلى أنه وبعد استقالة مسعود بارزاني، من منصب رئيس الإقليم في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، انتقلت معظم سلطاته إلى رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، بحسب الدستور، لكن يبدو ان رئيس الحكومة لا يمكنه ممارسة جميع سلطاته، فضلا عن وجود معارضين له داخل الأحزاب الأخرى، وهو يصطدم داخليا بجدار ابن عمه مستشار أمن الإقليم مسرور بارزاني، الذي يتحكم في المفاصل الأمنية للاقليم.
وتابع التقرير ان “مسعود بارزاني لا يلتقي الوفود الرسمية منذ أشهر كما لا يقوم بزيارات رسمية الى الخارج، بل يتولى نيجيرفان بارزاني هذه المهمة بدلا عنه، ولكن يبدو أن مسرور بارزاني أيضاً يريد أن يصبح جزءا من اللعبة”.