فقدوا الثقة بحكومة الإقليم ولم يفقدوها بالاتحادية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
خرج الالاف من المعلمين والتدريسيين في تظاهرة عارمة بمحافظة السليمانية، للمطالبة بصرف مستحقاتهم الوظيفية، منددين بساسية حكومة الاقليم، التي قالوا انها فقدت الشرعية، وتتلاعب بمقدرات شعب كردستان الذي يعيش في ظل تلك السياسات في اوضاع اقتصادية مزرية.
ورفع المعلمون الذين تجمعوا صباح امس الثلاثاء امام مبنى مديرية التربية وسط شارع سالم بمحافظة السليمانية، شعارات كتبت باللغة العربية، طالبوا خلالها الحكومة الاتحادية بدفع مستحقاتهم الوظيفية المتأخرة، منددين بالتلاعب بمصيرهم ومستقل الاجيال في الاقليم، عبر استقطاع جزء كبير من رواتبهم تحت حجة الادخار الاجباري، مؤكدين ان تأخر توزيع رواتبهم من قبل حكومة الاقليم يحول دون قدرة شريحة المعلمين والمدرسين، على تأدية رسالتهم التربوية على وجه صحيح، اذا ان اغلبهم لايملك اجرة وسائل النقل كي يواظب على دوامه اليومي، فضلاً عن عدم قدرتهم على تلبية احتاجاتهم الحياتية..
محمد سيروان وهو مدرس في اعدادية شرين، قال للصباح الجديد، ان احزاب السلطة تتلاعب بمقدرات المواطنين والموظفين، وهم لايكترثون لمطالب الشعب، لذا نحن نناشد رئيس الوزراء حيدر العابدي بالتدخل السريع لانهاء معانات المعلمين.
سيروان حذر السلطات في اقليم كردستان من ان الانتخابات باتت على الابواب، و»ان لم يتم الاصغاء الينا واستمرت حكومة الاقليم في تجاهل مطالب المعلمين المشروعة فاننا سنرد لهم الصاع صاعين في الانتخابات المقبلة».
توجه بعدها المتظاهرون الى مكتب مجلس النواب العراقي في المحافظة، فيما رددوا شعارات دعوا فيها الى الفصل بيين لقمة المواطنين والصراعات السياسية، مرددين شعارات «فليسقط السراق والفاسدين» معتبرين التلاعب بحياة ومعيشة المواطنين من قبل حكومة الاقليم خطا احمر، وطالبوا حكومة الاقليم والسلطات بالرحيل والتخلي عن التلاعب بمقدرات الشعب.
وعقدت هيئة الدفاع عن حقوق المعلمين فور وصول المتظاهرين الى مكتب مجلس النواب العراقي، اجتماعا قدمت من بعده مذكرة تضمنت مطالبهم الى الحكومة الاتحادية عبر النواب الكرد.
وتضمنت المذكرة التي سلمت الى مكتب مجلس النواب العراقي في السليمانية، عددا من النقاط التي تمثلت بتنفيذ الوعود التي قطعتها الحكومة الاتحادية على نفسها بصرف رواتب المعلمين في الإقليم.
كما دعا المتظاهرون الى التجاوب مع مطالب الموظفين، والنأي برواتبهم عن الصراعات السياسية بين اربيل وبغداد.
وقالت المتحدث باسم الهيئة كولالة محمد، ان الملاكات التدريسية اضطرت الى اغلاق ابواب المدارس، لانها ملت الوعود المتكررة من قبل حكومة الاقليم، مستغربين اهمال مطالبهم من قبل السلطات في الاقليم وعدم خروج اي مسؤول للرد عليها.
وطالبت المواطنين في الاقليم الى عدم السكوت عن الفساد واللامبالاة الحاصلة من قبل السلطات في الاقليم، تجاه مطالب الموظفين المشروعة، وتفهم اوضاع شريحة المعلمين الذين يقاطعون الصفوف الدراسية مرغمين.
بدورها قالت حكومة اقليم كردستان انها لاتستطيع التصرف بالمبلغ الذي ارسلته الحكومة الاتحادية، الى الاقليم، لانها لم تحدد الغرض والغاية من ارسال المبلغ الذي يبلغ 250 مليار دينار.
واضاف سفين دزيي المتحدث باسم حكومة الاقليم ان البنك المركزي العراقي لم يحدد لحد الان، ما اذا كان المبلغ الذي ارسل من قبل الحكومة الاتحادية الى اربيل هو لدفع رواتب الموظفين في الاقليم ام لا.
من جانبها طالبت عضو مجلس النواب عن حركة التغيير سروة عبد الواحد، رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصرف راتبين لموظفي إقليم كردستان، مؤكدة أن هؤلاء فقدوا ثقتهم بحكومة الإقليم.
وقالت عبد الواحد، في بيان، إن «المئات من المعلمين (خرجوا) في تظاهرات سلمية للمطالبة بدفع رواتبهم»، في مدينة السليمانية، وأن الشعارات التي رفعوها تدل على انهم لم يفقدوا الثقة بالحكومة في بغداد، لذا نطالب رئيس الوزراء بصرف راتبين فورا على شكل سلفة تدفع للإقليم ويتم مراقبة دفع الرواتب من قبل اللجان المشكلة من قبل السيد العبادي».