القاهرة: حيدر ناشي:
احمد عبد الوارث فنان مصري، قدم الكثير من الاعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، تميز عبد الوارث بحيويته في ادواره وايصال رسالته من دون تكلف او تصنع.
وفي حواره مع الصباح الجديد في القاهرة تناول الدراما والمسرح المصريين:
* هل تجد الدراما التلفزيونية المصرية اليوم، كما كانت عليه في السابق؟
الدراما التلفزيونية المصرية مرت بمراحل متعددة، وقد عاصرت اغلبها، اذ انني ارتبطت بالفن من خلال المسرح المدرسي، ثم دخلت المعهد العالي للدراسات المسرحية، بعد ذلك جاءت مرحلة الاحتراف الفني، وطوال هذه المراحل، منذ الخمسينيات والستينيات، لغاية بداية ثمانينيات القرن الماضي، احتوت الاعمال التلفزيونية عناصر الخلق والابتكار، وكان فيها انتماء وارتباط بالمجتمع المصري وناقشت مشكلاته وهمومه، إلا انها تدهورت بعد ذلك الى حدٍ كبير، ولم يخرج إلا النزر اليسير من بين الكم الهائل من الاعمال التي تُعرض، وبطبيعة الحال فان الفن مرتبط بالظرف السياسي المعاش، الذي يلقي بظلاله عليه سواءً سلباً ام ايجاباً.
وعن دخول بعض الفنانين المعترك السياسي قال:
– أرى ان من الخطأ ولوج الفنان عالم السياسة، لكن لابد ان يكون لديه رأي سياسي، لان من واجبات الفنان الارتباط بمجتمعه، وبالتالي عليه التعبير عن تطلعات الناس في الهم الوطني والقومي، وكذلك اعتقد بوجوب عدم انتمائه الى حزبٍ سياسي كي لا يرتبط بأيدولوجية الحزب التي تحد من الابداع احياناً.
تحدثت عن أهمية وتأثير المسرح المدرسي بالفن والذائقة الفنية، ما السبب من الذي ادى الى القطيعة بين الجمهور بنحو عام والمسرح؟
– سبب هذا الاختلال غياب المسرح المدرسي، فهو برغم بساطته قياساً بالمسرح الاحترافي، إلا انه يعبئ الطالب بأساسيات ومعلومات لابأس بها عن ماهية المسرح ودوره في المجتمع، ولو تتابع البلدان المتطورة ستجد انه احد اسباب وصولها المراحل المتقدمة في الفن بنحو عام، والمسرح على وجه الخصوص، عاصرت الفترة المسرحية المزدهرة في مصر، وكانت جميع المسارح تعمل سواءً في القطاع العام، او الخاص، لان التأهيل الفكري يبدأ من هذا المجال، واغلب الفنانين الذين لديهم بصمة في مسيرة المسرح العربي تخرجوا من حاضنته، ومن يعتقد ان هذه الانشطة تؤثر على المستوى التعليمي فهو واهم، بل العكس هو الصحيح لان المسرح ينميّ الطاقات الكامنة داخل الانسان.
* ماذا عن الاتفاق بشأن المشروع المشترك لإنتاج فيلم مشترك (عراقي- مصري) عن الشاعرة (نازك الملائكة) بالتعاون مع الكاتب العراقي (خضير ميري)؟
رحم الله روح الصديق العزيز الكاتب والفنان خضير ميري صاحب الشخصية الفريدة من نوعها في ثقافته وقلمه واختياراته للمواضيع غير التقليدية والمؤثرة، ان حزني لا يوصف لرحيله المؤلم. في الحقيقة هو كان المبادر لفكرة هذا التعاون، وبالتأكيد نابع هذا من حبه لمصر وحبي للعراق، فأقترح الموضوع بشأن الشاعرة نازك الملائكة، واحد اسباب هذا الاختيار انها كانت تحب مصر وجسدته في طلبها ان تدفن هنا، وقد بدأنا العمل ووصلنا لمراحل متقدمة، اذ كتب المرحوم ميري سيناريو ممتازاً، لكن وقفت عقبة البحث عن منتج للعمل حائلا دون اكمال المشروع. اذ ان الكثير من المنتجين تخوفوا من عدم الحصول على ارباح في هذا العمل.
ماذا في الجعبة من اعمالٍ مقبلة؟
– حالياً أُحضر انا وصديقي المنتج والكاتب (حسين نوح) عددا من الاعمال الفنية للسينما والتلفزيون والمسرح، والعمل المقبل هو مسرحية (هرتله) التي تطرح وجهة نظر سياسية، وتناقش اوضاع مصر الحالية.
وبشأن الأوضاع في العراق قال الفنان عبد الوارث:
الشعب العراقي، شعب حضاري له تاريخ عريق، وانا حزين لما حدث له بسبب الظروف السياسية المفروضة عليه قسراً، لكني اعرف ان لهذا الشعب العريق تاريخا في الصمود والقوة، وتمثل ذلك بالانتصارات الاخيرة التي حققها الجيش العراقي والتي ستكون حافزاً للوحدة الوطنية، وجل ما اتمناه عودة العراق الى مكانته كمؤثر فاعل في عالمنا العربي.