دعا إلى التنفيذ الكامل للحظر المفروض على تزويدها بالأسلحة
متابعة ــ الصباح الجديد:
أدان مجلس الأمن الدولي بشدة إطلاق الحوثيين صواريخ باليستية تجاه العاصمة السعودية الرياض، ودعا إلى التنفيذ الكامل للحظر المفروض على تزويد تلك القوات بالأسلحة، كما حذر المجلس من الاستمرار في تهديد أمن السعودية ودول الجوار. وجدد المجلس دعمه لوحدة اليمن وسيادته واستقلاله، وطالب مجلس الأمن الحوثيين بالسماح السريع والآمن لوصول المساعدات الإنسانية.
بيان المجلس أدان خرق الحوثيين القرار الدولي رقم 2216، الذي ينص على حظر توريد الأسلحة، مؤكدا أن حيازة الحوثيين الأسلحة الباليستية تمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي، كما عدّ البيان إطلاق الصاروخ باتجاه المدن الآهلة بالسكان مخالفا للقانون الدولي، مشيرا إلى انتهاك الحوثيين لقرارات الشرعية الدولية، وسعيها لتقويض أمن المنطقة وزعزعة استقرارها.
واتهم المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، على صعيد آخر الحوثيين بإعاقة توزيع اللقاحات، ونهب المساعدات الطبية والغذائية.
وقال:»يبدو أن الحوثي لا تنفك عن مواصلة عرقلتها وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية».
اتهامات المالكي تأتي رغم إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاشتباه بحالة إصابة مليون شخص بالكوليرا، وسط توقعات بظهور موجة جديدة من المرض.
وكانت قيادة التحالف أعلنت الأربعاء الماضي السماح باستمرار فتح ميناء الحديدة ،الخاضع لسيطرة الانقلابيين، لاستقبال المواد الإغاثية والمستلزمات التجارية.
وقالت قيادة التحالف إنها ستسمح باستمرار فتح ميناء الحديدة لمدة 30 يوما لتطبيق مقترحات مبعوث الأمين العام الخاص لليمن بشأن الميناء.
خطوة لاقت ترحيبا من حكومات غربية عدة بينها بريطانيا، التي عبرت عن قلقها تجاه استمرار الحوثي في عرقلة وصول المساعدات وزعزعة الاستقرار في الإقليم.
يأتي هذا بالتزامن مع تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة 47 شاحنة مساعدات غذائية تمهيدا لإرسالها إلى تعز، ضمن مشروع توزيع أكثر من 76 ألف سلة غذائية تستهدف مديريات المحافظة.
ويأتي مشروع التوزيع امتدادا لأكثر من 166 مشروعا نفذها المركز في جميع محافظات اليمن للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة التي يعيشونها.
*ما يقوله الحوثيون
جاء في موقع المسيرة التابع للحوثيين أنهم أطلقوا صاروخ بركان-2 «ردا على الجرائم الشنعاء التي يقترفها السعوديون والأميركيون في حق الشعب اليمني».
واستهدف الصاروخ «اجتماعا لقيادات النظام السعودي في قصر اليمامة»، وكان يتوقع أن يستعرض خلاله ولي العهد، محمد بن سلمان، ميزانية المملكة السنوية»، حسب المسيرة.
*ما تقوله السلطات السعودية
وأوردت السلطات السعودية ما قاله المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، تركي المالكي، إن الصاروخ أطلق على الرياض بشكل عشوائي لاستهداف المدنيين والمناطق السكنية، وفق وكالة الأنباء السعودية، مضيفا أنه تم اعتراض الصاروخ جنوبي المدينة.
مشيرة الى ان المالكي أورد بإن هذا الهجوم دليل على «استمرار إيران في دعم المسلحين الحوثيين، بقدرات نوعية، في تحد صريح لقرارين من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بهدف تهديد الأمن الإقليمي والدولي».
* صواريخ الحوثيين
أطلق الحوثيون صاروخا من نوع بركان 2 على مطار الملك خالد الدولي يوم 4 تشرين الثاني.
وقالت السلطات السعودية أيضا إن بطاريات باتريوت الأميركية اعترضت الصاروخ في الجو. لكن خبراء شككوا في الأمر وقالوا إن رأس الصاروخ سقط قرب المطار.
وعرضت الولايات المتحدة، التي تدعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ما تقول إنها أدلة «دامغة» على أن إيران هي التي صنعت الصاروخ.
وقالت نيكي هيلي وهي تقف أمام بقايا الصاروخ إنه يشبه في خصائصه الفنية الصاروخ الباليستي قيام الذي تصنعه إيران.
*كيف ردت إيران على الاتهامات
تبرر السعودية تدخلها في الحرب باليمن، قائلة إنه يرمي إلى التصدي للنفوذ الإيراني ودعمها للحوثيين.
وتنفي إيران دعم الحوثيين عسكريا، وتقول إن إطلاق الصواريخ «عمل مستقل» ردا على اعتداءات التحالف بقيادة السعودية.
ونفى المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، مزاعم هيلي، وصفها بأنها «لا أساس لها، وغير مسؤولة، واستفزازية».
* رد السعودية على الهجمات
شددت السعودية حصارها على اليمن ردا على إطلاق الصاروخ في تشرين الثاني، قائلة إنها تسعى إلى منع تهريب الأسلحة. لكن الأمم المتحدة حذرت من أن هذه القيود قد تؤدي إلى «أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود».
وخفف التحالف بقيادة السعودية قيوده بعدها، وسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عبر المطارات والموانئ. لكن الشحنات التجارية لا تزال ممنوعة، وهو ما أدى إلى ندرة حادة في الغذاء والوقود.
ويواصل التحالف بقيادة السعودية غاراته الجوية على مناطق الحوثيين، وهو ما أسفر عن مقتل 136 مدنيا منذ 6 كانون الأول، حسب مسؤول في مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وقتل أكثر من 8670 شخصا وأصيب أكثر من 49960 شخصا منذ بدء الحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، حسب الأمم المتحدة.
وجعل القتال وحصار التحالف أكثر من 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وتسبب في نقص حاد في الغذاء، وفي انتشار وباء الكوليرا، الذي يعتقد أنه قتل 2219 شخصا منذ نيسان.