الحكومة تستبعد أي اتفاق سياسي مع المتشددين
بيروت ـ باسم سمور
توسعت المعارك الدائرة في منطقة القلمون السورية بشكل مفاجئ باتجاه الأراضي اللبنانية بعد أن تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من إعتقال أمير لجبهة النصرة يدعى عماد أحمد جمعة (سوري الجنسية) حيث قامت مجاميع من النصرة بعد أن تبلغت نبأ إعتقال أميرها بمحاصرة حواجز الجيش اللبناني المنتشرة في جرود عرسال، قبل أن تشن هجوما مباغتا على بلدة عرسال وتحاصر فصيلة الدرك الموجودة في البلدة وتقوم بأسر جميع عناصرها، وأسفر هجوم المسلحين عن سقوط عدد من الشهداء في صفوف الجيش اللبناني ومن المدنيين من أبناء عرسال الذين حاولوا إقناع عناصر النصرة بعدم خطف عناصر القوى الأمنية.
وفي ما كانت عناصر النصرة تسعى لمبادلة الأسرى بأميرها شن الجيش اللبناني هجوما مضادا على المواقع التي سيطرت عليها العناصر الإرهابية، في معركة أستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، فتمكن فوج المجوقل من طرد المسلحين من مهنية عرسال وإستعادة عدد من المواقع، وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد أعلن في كلمة متلفزة أن العملية الإرهابية كانت مخططة ولم تأت كرد فعل على إعتقال عماد أحمد جمعة، لافتا إلى أن الأخير إعترف بأنه كان يخطط لشن هجوم واسع على الجيش وإحتلال البلدة، ولفت قهوجي إلى أن الجيش سيستكمل العمليات العسكرية لدحر الإرهابيين. وبحسب ما أشار قهوجي فقد سقط للجيش اللبناني 10 شهداء بينهم 4 ضباط بالاضافة إلى 25 جريحا و13 مفقودا رجح أنهم أسرى. ولا توجد حصيلة نهائية لعدد الشهداء والجرحى من القوى الأمنية والمدنيين من أبناء بلدة عرسال بسبب إستمرار العمليات العسكرية، خصوصا أن عناصر النصرة تمنع أبناء البلدة من النزوح وتستخدمهم كدروع بشرية، كما أنها أقدمت على قتل عدد من أبناء البلدة الذين رفضوا الإمتثال لأوامرها. وتكبدت جبهة النصرة خسائر فادحة في عديدها فسقط لها أكثر من 300 قتيلا في المعارك الدائرة في جرود عرسال، مع العلم أن عدد العناصر التابعة لها تقدر بين 3 إلى 7 الاف إرهابي يقاتلون في المنطقة الممتدة من القلمون السورية إلى عرسال اللبنانية وتعتبر هذه المنطقة ضيقة نسبيا وتتسم بالوعورة. ويرفض الجيش اللبناني عقد أي هدنة مع الإرهابيين مصرا على تحرير المنطقة من المجاميع الإرهابية نظرا لما تشكله عرسال من موقع استراتيجي يسمح لجماعات النصرة من الدخول إلى البقاع وتهديد الأمن في البلاد برمتها.
إنسانيا شهدت المنطقة حالات نزوح كبيرة خصوصا من البلدات المجاورة لعرسال، أما الصليب الأحمر اللبناني الذي استحدث مركزا له في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال يضم عشرات سيارات الإسعاف بالإضافة إلى 50 مسعفا فانه يعاني من صعوبة في الدخول إلى عرسال لنقل الجرحى وإجلاء المدنيين، حي يقدر عدد أبناء البلدة المقيمين بحوالي 4000 مواطن لبناني وتبلغ أعداد اللاجئين السوريين حوالي 5000 لاجئ.
من جانبها قالت الحكومة اللبنانية أمس إنه لن يكون هناك اتفاق سياسي مع المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا بلدة عرسال في مطلع الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان على التلفزيون في نهاية اجتماع وزاري “لا حلول سياسية مع التكفيرين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة”, وأضاف أن الحل الوحيد للمتشددين هو الانسحاب من عرسال.
وقال سلام إن الحكومة قررت تعبئة كل مؤسسات الدولة للدفاع عن البلاد.