استهداف منزل صالح في صنعاء وتهديد بقتله
متابعة ـ الصباح الجديد:
استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء على وقع أخبار مدوية، كلمتان، واحدة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأخرى لعبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، كانتا كفيلتان لإعلان خلع صنعاء من قبل مليشيات الحوثيين منذ 21 أيلول 2014، وانهمرت الأخبار نحو اشتباكات اندلعت لتكمل عقد المناوشات التي بدأت منذ الأربعاء الماضي بين الفريقين، وتحدث سكان في العاصمة عن اشتباكات عنيفة في وقت مبكر من صباح أمس الاول (السبت)، في شوارع منطقة حدة السكنية بجنوب صنعاء والتي يعيش فيها الكثير من أقارب صالح ومن بينهم طارق صالح نجل شقيقه.
وقال السكان إن دويَّ انفجارات وإطلاق نار تردد في أنحاء المنطقة، وتراجعت حدة المعارك بحلول بعد الظهر امس الاول السبت مع فرض أنصار صالح سيطرتهم على المنطقة لكن ما زال دوي إطلاق أعيرة نارية يُسمع بين الحين والآخر فيها، ونقلت قناة «العربية» أن القوات الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) استولى على مقرات «وزارة الدفاع، والداخلية، ومطار صنعاء» مع تطويق تلفزيون قناة «اليمن اليوم» الفضائية، التابعة إلى الحزب، كما نقلت أن تحالف دعم الشرعية في اليمن شن 5 غارات على تجمعات حوثية جنوب صنعاء في وقت متأخر أمس الاول السبت .
وهددت ميليشيات الحوثي ضمناً، أمس الاول (السبت)، بقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال الناطق باسم ميليشيات الحوثي، إن الحجة لقتل الرئيس السابق صالح قد أقيمت، وكشف مصدر مطلع، أن المواجهات تتجدد بين أنصار صالح، وميليشيا الحوثي في الأحياء التي يسيطر عليها صالح وأتباعه، الحي السياسي ،الجزائر، وتمتد المواجهات إلى جولة المصباحي وحي عصر وجولة الرويشان باتجاه منزل صالح غرب سوق الكميم.
وقال المصدر إن أتباع صالح سيطروا، أمس الاول السبت ، على أحد مقرات الحوثيين بالحي السياسي في عمارة الروحاني، بجوار مدرسة ابن ماجد، ومنذ الساعة الواحدة فجر أمس الاول السبت، امتدت المواجهات بين أتباع صالح والميليشيات إلى دار سلم والحثيلي وشارع خولان، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة، وأشار إلى أن الحوثيين قاموا بإنزال 4 دبابات إلى شوارع حدة لتخويف العامة في صنعاء وإرهابهم، حتى لا يقفوا في صف صالح وأتباعه، واتجهت إحدى الدبابات إلى الحي السياسي لكنها لم تستطع الدخول، وأضاف أنّ «غالبية قوات النجدة والشرطة العسكرية رفضت أوامر القيادات الحوثية للهجوم الليلة على الحي السياسي وجامع الصالح وبدأت بالتمرد في بعض الوحدات ضد الحوثي في صنعاء، بينما القبائل التي بدأت تتحرك لتعزيز موقف صالح إلى الآن تتكون من بعض المشايخ وأفراد من خولان وسنحان فقط، وباتوا مسيطرين على بوابة صنعاء الجنوبية».
وتردد شعار «لا حوثي بعد اليوم»، ويقف الرأي العام والشعب اليمني جنباً إلى جنب مع حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي صالح، وأكد المصدر سقوط 3 قيادات حوثية منذ أمس الاول السبت حتى الآن، وهم القيادي حمزة يحيى المختار، والقيادي علي خريم، والقيادي عبد الله بن سالم الشريف، إضافة إلى عشرات القتلى من الأفراد؛ كما أكدت المعلومات أن القتلى في صفوف ميليشيا الحوثي أكثر من القتلى في صفوف أتباع صالح.
ونتج عن الاشتباكات، قتل عاقل حارة الفوارس بمديرية آزال أمانة العاصمة، وهو الشيخ منصور الناهمي، وأثار قتله عامة المواطنين لكونه لم يقف مع أحد من الأطراف، في حين تجري سيطرة أتباع صالح على دار الرئاسة والنهدين، وذلك على مواقع عسكرية كانت بيد الحوثي، وتم طردهم من الحرس الجمهوري وقوات طارق صالح، لا سيما أن الوضع العام في صنعاء مأساوي، والناس في حالة خوف وهلع غير مسبوقة جراء الاشتباكات الطاحنة في صنعاء.
وقالت قيادات في المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق صالح، إنه تم أسر «عدد من الحوثيين في صنعاء، وسيطرته على عدد من المواقع والنقاط العسكرية التي كانت خاضعة لميليشيات الحوثي»، وبالمثل قطعت ميليشيات الحوثي عدداً من الشوارع الرئيسية والحيوية في العاصمة صنعاء خصوصاً الآتية من المدخل الشمالي للعاصمة من جولة عصر وشارع الزبيري وشارع مجاهد وعدد من الشوارع التي تقود المواطنين إلى شارع السبعين وجامع الصالح، وازدادت حدة الصراع بين الفريقين بعد فشل محاولات التسوية من أطراف سياسية واجتماعية، خصوصاً بعد تعرض العميد طارق محمد صالح، للقصف بالمدفعية من قبل ميليشيات الحوثي ومقتل عدد من حراسته الشخصية.
وشددت ميليشيات الحوثي الانقلابية حصارها على مداخل صنعاء، خصوصاً من منطقة «متنة»، المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء.
وذكر الطرفان أنه ما لا يقل عن 16 شخصاً قُتلوا في الاشتباكات التي بدأت يوم الأربعاء الماضي عندما اقتحم حوثيون مجمعاً يضم مسجد المدينة الرئيسي وأطلقوا قذائف صاروخية وقنابل يدوية، واتهم حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي ينتمي إليه صالح، الحوثيين، بعدم الالتزام بالهدنة، وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن الحوثيين يتحملون مسؤولية جر البلاد إلى الحرب الأهلية، ووجه البيان حديثه إلى أنصار الحزب ومن بينهم مقاتلو القبائل، قائلاً: «إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية». وناشد الحزب، الجيش وقوات الأمن، التزام الحياد في الصراع.
ويقول عضو حزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور عادل الشجاع، إنّه «منذ 7 أشهر كان هناك حوار بين المؤتمر والحوثيين، وكان الأول يصر على عودة العمل لمؤسسات الدولة وصرف المرتبات للموظفين، بينما رفض الحوثيون ذلك وأصروا على مصادرة القرار بشكل منفرد».
وأضاف أن الأمور مرّت، وحاول الحوثيون أن يفتعلوا أكثر من أزمة ابتدأت قبل فعالية المؤتمر الشعبي العام في 24 (آب) الماضي، وفي كل مرة كان المؤتمر الشعبي يحاول أن يتجاوز الاحتقان وتهدئة الوضع، إلى أن أصروا قبل 4 أيام على تفجير الوضع من خلال الاستيلاء على جامع الصالح ومهاجمة بعض بيوت ومنازل قيادات المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، فقرر المؤتمر أن يتوقف عن مجاراة مصادرة مؤسسات الدولة وانتهاك حقوق الناس التي استمراها التمرد الحوثي.
بالمقابل أفادت وسائل إعلام يمنية، امس الأحد، بأن عناصر مسلحة من جماعة الحوثيين استهدفت منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في قرية الدجاج شمال شرق العاصمة صنعاء.
وبحسب السكان المحليين، شهد محيط منزل صالح معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، فيما دارت معارك أخرى في شمال صنعاء بين جماعة الحوثي وقوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص.
ويقع منزل الرئيس اليمني السابق قرب موقع وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون ووزارة الثقافة.
وأكد موقع «المشهد اليمني» أن اشتباكات شرسة وأصوات انفجارات تسمع في مناطق الحصبة، وجولة آية، وأحياء بيت بوس، وشارع الخمسين، وجولة دار سلم والحثيلي، ومنزلي المشرقي وجليدان في مديرية خمر بعمران.
على صعيد آخر، دعت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمنيين، وأنصار الحزب، إلى الخروج امس الأحد في العاصمة صنعاء «للتنديد بإجرام ميليشيات الحوثيين».
وتخوض قوات موالية للرئيس اليمني السابق، معارك مستمرة ضد الحوثيين في عدد من شوارع صنعاء، في خطوة وضعت نقطة النهاية لتحالف الحوثيين مع أنصار صالح في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليا والبلدان الداعمة لها.
وقد دعا صالح، دول التحالف العربي، إلى إيقاف الحرب، وتعهد بفتح صفحة جديدة معها، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل قوات الحوثيين، فيما رحب التحالف بموقف صالح، وقال إنه يثق بإرادة قيادات وأبناء «حزب المؤتمر الشعبي»، التابع للرئيس اليمني السابق، العودة إلى المحيط العربي.