تعد ظاهرة اجتماعية تقلق الآباء والفتيات
بغداد ـ زينب الحسني:
أدت كثرة البطالة وعدم توفر فرص العمل لتنامي ظاهرة «العنوسة» وتعدّ هذه الظاهرة من أكثر الظواهر الاجتماعية التي باتت تقلق الآباء والفتيات على حد سواء. وعد خبراء ان الزواج لا يمثل عائقاً امام التحصيل العلمي، وثبت بالتجربة أن الارتباط الموفق يعين على تفرغ الذهن وصفاء النفس وراحة الفكر وأنس الضمير والخاطر. كما يحث العلماء على تيسير سبل الزواج وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف.
البحث عن الفرص
في أثناء دراستي في الجامعة، وعملي بعد التخرج كنت أنظر إلى الزواج على أنه مشروع مؤجل في حياتي، فتقدم لي كثير من الشباب الذين يرغبون في الزواج مني ، وكانوا ذو دخل محدود وبرغم ذلك كنت أرفض هذه الفرص للزواج خوفًا على حريتي، وأملا في أن الحياة بها الأفضل إلى أن اكتشفت أن جميع صديقاتي تزوجن وأصبح لهن أسر وأصبح عمري الآن 30 سنة وبدأت الفرص تقل وأخشى الآن أن أكمل حياتي وحيدة ونادمة على الفرص التي ضاعت بسبب تفكيري الخاطئ هذا ما قالته فرح جمعة 30 عاماً غير متزوجة ، وعن السلف التي اطلقها المصرف مؤخراً بينت جمعة : انها سوف تسهم بنحو كبير في مساعدة الشباب بمشروع الزواج.
اما الشاب علي عبد الأمير مهندس قال : انه يجب على الأهل تربية بناتهم على أن الزواج مسألة نصيب إذا تم فهو خير لهم، وإذا تأخر فهذا لا يلغي مكانتها الاجتماعية لديهم، ولابد من التسليم بأمر الله ولابد من تقوية العامل الأخلاقي والتربوي والديني لدى الأبناء، فالانحراف من أكثر المشكلات التي يعاني منها المجتمع بسبب تأخر الزواج وخصوصا الشباب لتمتعه بحرية أكبر من الفتاة.
الخوف والإحباط
الباحثة الاجتماعية زمن قيس قالت : موضوع العنوسة له عدة زوايا وهنا أود أن أنظر إلى قضية تأخر الزواج «العنوسة» من زاوية مختلفة لأن المشكلة أصبحت ملموسة وهذا أدى إلى أضرار ليس للفتاة فقط، فهي مشكلة طالت الشباب والأسرة، وبالتالي ستؤثر على المجتمعات ككل، وللتغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها، فيوجد أسباب وعوامل أخرى وراء انتشار العنوسة تأتي قبل العوامل الاقتصادية، فالتغيرات الاجتماعية التي حدثت في القيم والأعراف السائدة في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، مثل ارتفاع حالات الطلاق بهذا النحو المبالغ فيه خاصة بين الشباب ، زاد من مخوف البعض في اتخاذ قرار الزواج، إضافة إلى عدم الرغبة في تحمل المسؤولية لدى الشباب، والإحباط العام، وفقدان الشعور بالأمن والثقة في المستقبل، كل هذه العوامل تأتي قبل العامل الاقتصادي، الذي يتمثل في الدخل المتدني، ومشكلة السكن، وندرة فرص العمل، والبطالة المتزايدة وقلة الإمكانيات المادية للشباب، مما جعلهم يعزفون عن الزواج لعدم قدرتهم على نفقاته.
المرتبة الثالثة
وتذكر أحد المنظمات الدولية ان العراق احتل المرتبة الثالثة في العالم العربي بنسبة العنوسة بعد لبنان والامارات إذ بلغ عدد العانسات 70%، ويبلغ عدد الاناث في المجتمع العراقي 17.685 مليون وتقدر المنظمات الدولية أن العانس المرأة التي تجاوز عمرها 35 عاما وتعود اسباب العنوسة إلى الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة والهجرة والحرب والصراعات الداخلية والفارق التعليمي.
سلف للزواج
من جانبه أعلن مصرف الرافدين عن إطلاق سلف الزواج لموظفي دوائر الدولة، فيما بين ان ذلك يشمل لمن يتزوج لأول مرة حصرًا.
وقال المكتب الاعلامي للمصرف، انه «تقرر منح سلف الزواج لموظفي دوائر الدولة وبواقع ثلاثة ملايين دينار».
واضاف المكتب ان «ذلك يشمل لمن يتزوج لأول مرة حصراً، وحسب عقد الزواج المصادق عليه من الجهة المختصة»، مشيراً الى ان «مدة تسديد السلفة ثلاث سنوات».
وباشر مصرف الرافدين خلال العام الماضي بمنح قروض وسلف للموظفين واصحاب الفنادق واصحاب المهن الصحية وبمبالغ تتراوح بين 3 الى 50 مليون دينار.